+ A
A -

حوار- مفيد القاضي

أكدت الدكتورة بثينة العويناتي، إستشارية الأمراض الباطنية بالمركز الوطني للسكري التابع لمؤسسة حمد الطبية، أن مرض السمنة قد يكون لأسباب جينية أو اجتماعية، فضلاً عن العوامل الوراثية والبيئية، موضحة أن السمنة الآن باتت مرضاً يخضع للعلاج وليس مشكلة، كما كان الأمر في السابق.
وأضافت، في حوارها مع الوطن،: إن نسب فشل عمليات قص المعدة قليلة جداً وتحديداً في مؤسسة حمد الطبية ولكن كثيراً من المواطنين يجرون عمليات قص المعدة خارج الدوحة. وللأسف بعد إجراء العمليات خارج الدوحة يعودون ويتابعون علاجهم بالدوحة بعد أن يكون قد حدث لهم مضاعفات، موضحة أن أساس نجاح العلاج بالبالونة (كبسولة) يتوقف على المريض نفسه.
وقالت الدكتورة بثينة العويناتي: إن هناك اجتماعاً مرتين شهرياً لدراسة أي حالات صعبة ومناقشتها.
مزيد من التفاصيل في حوار الدكتور بثينة مع الوطن ..
ما تعريف مرض السمنة؟
- هو زيادة تراكم الدهون بالجسم ولها تأثير ضار على الوزن الزائد مثل تأثيره على المفاصل وهناك أيضاً تأثير مناعي؛ حيث تفرز هرمونات تؤثر على أمراض أخرى مثل مرضي السكر والضغط، وغيرهما من الأمراض التي تصاحب هذا المرض ولقد عرفت السمنة بعد سنة 2013 أنها مرض، حيث تم الاعتراف بذلك عالمياً وكانت السمنة في السابق تعتبر مشكلة تؤدي إلى مرض، أما الآن فأصبحت السمنة مرضاً يؤدي لمشاكل صحية متعددة لهذا يجب الانتباه لهذا الشيء.
ما الأسباب الحقيقية لهذا المرض؟
- هناك أكثر من سبب أولها أسباب جينية أو اجتماعية أو نفسية وهناك أيضاً عوامل بيئية والعوامل البيئية لها تأثير كبير في حدوث السمنة؛ فمثلاً هناك عائلات تقوم بتناول الوجبات بشكل كبير والطعام المطبوخ الدسم يؤدي للسمنة، من هنا تكون العوامل البيئية أحد الأسباب؛ فهي سبب رئيسي بحدوث مرض السمنة، وهناك أيضاً سبب رئيسي آخر وهو كيفية تفاعل جسم الإنسان مع حرق الطعام فهذا يختلف من إنسان لآخر ولهذا تجد أن شخصين يتناولان نفس وجبة الطعام وتجد شخصاً حدثت له سمنة والثاني لا يحدث له شيء؛ لأنه كان هناك اختلاف بين تفاعل الشخصين مع كمية الطعام ولهذا تختلف الجينات بين شخص وآخر، وهناك أيضاً عامل مهم وهو ربط العقل بالبطن؛ حيث يتلقى أوامر من الدماغ بتناول الطعام بشكل كبير؛ مما يتسبب في مرض السمنة أي أن هناك أوامر دماغية بتناول الطعام وهناك أيضاً بذل للطاقة فهذا أيضاً من العوامل المؤثرة بحدوث مرض السمنة ولهذا لا يمكن أن نترك مريض السمنة يستسلم للمرض وخاصة إذا كان المرض وراثياً ولهذا يجب معالجة مريض السمنة والتحكم بنقص الوزن بالدواء أو إجراء العمليات الجراحية.
ما مضاعفات مرض السمنة؟
- هناك أربع نقاط مهمة تحدث لمريض السمنة: أولاً حدوث أمراض مثل السكري والضغط وغيرهما من الأمراض، أما النقطة الثانية فهي قلة الحركة، وثالثاً التهابات، وخاصة في المفاصل أو القدم، ورابعاً حدوث اكتئاب حاد لدى مريض السمنة يمكن أن يحدث عن ذلك اكتئاب نفسي لصاحب المرض وذلك جراء عدم قدرة صاحب المرض على التفاعل مع أفراد المجتمع بما يؤدي للاكتئاب، ثم الاضطراب النفسي، وهناك كثير من القصص التي حصلت جراء الوزن الزائد التي أدت إلى الاضطراب النفسي في النهاية، ولها تأثير حتى بالعمل أو الصداقة أو الحياة اليومية؛ حيث يحس مريض السمنة بأنه غير مرغوب فيه بالمجتمع.
وهناك تأثير آخر مهم لمرض السمنة، وهو تأثير ذلك على الإنجاب؛ حيث يؤثر على الرجال والنساء ولهذا يجب الاهتمام بنقص الوزن قبل الزواج ويجب على الجميع وخاصة الأهل إعطاء مريض السمنة الاهتمام وجعله إنساناً مشاركاً حتى نساعد في نقصان وزنه وبعد ذلك إذا حدث اكتئاب أثناء زيادة الوزن يفضل التدخل الجراحي للمساعدة في نقص الوزن حتى لا يتطور الاكتئاب وتكون نهايته سيئة.
هل يعتبر «قص المعدة» من عمليات التجميل؟
- أبداً ليست عملية تجميلية، وهذا ما قرره العلماء والمختصون علمياً، فنحن نقوم بعملية قص المعدة عند فشل العلاج الغذائي، أما من ناحية التجميل فإن عملية قص المعدة تفقد الإنسان كثيراً من جماله لأنها تفقده كثيراً من أجزاء أعضاء جسمه ولهذا هي صفة علاجية، وننصح بعمل حمية غذائية قبل إجراء أي عمليات جراحية؛ فهذا يساعد في نجاح أي عملية جراحية وخاصة في نقص الوزن مثل قص المعدة وينصح أيضاً بممارسة الرياضة.
ما هي نسبة نجاح عمليات قص المعدة بمؤسسة حمد الطبية؟
- نسب فشل عمليات قص المعدة قليلة جداً وتحديداً في مؤسسة حمد الطبية، ولكن كثيراً من المواطنين يجرون عمليات قص معدة خارج الدوحة وللأسف بعد إجراء العمليات خارج الدوحة يعودون ويتابعون علاجهم بالدوحة بعد أن يكون قد حدث لهم مضاعفات مثل التسرب وآثار جانبية أخرى ولهذا يضطر للحضور لمؤسسة حمد ولهذا فإن عمليات قص المعدة التي تُجرى بالدوحة تكون افضل وذلك للمتابعة مع المريض أولاً بأول ومن ثم لن تكون هناك مضاعفات وإذا كانت هناك مضاعفات يمكن علاجها بسرعة.
أما من ناحية الأسعار الباهظة لإجراء عمليات قص المعدة في الخارج لأن الربح هناك هو الأساس وليس صحة المواطن أو المقيم، فنحن بمؤسسة حمد لا ننظر للربح المادي إنما لصحة المريض، أما خارجياً يتم تحديد سعر محدد للجميع قبل إجراء أي فحوصات مهما كانت نتائج فحوصاتهم وفاتورة العلاج واحدة للجميع عكس ما تقوم به المؤسسة، وقص المعدة كانت تتم مجاناً للمواطن القطري بعد تشخيص حالته.
ما عدد عمليات قص المعدة التي أجريت لديكم؟
- لا يوجد لديّ أي إحصائيات ولكن أعتقد أن هناك كثيرين قاموا بإجراء عمليات قص المعدة بمستشفى حمد وأغلب العمليات كانت ناجحة ولله الحمد.
هناك علاج الكبسولة (كرمشة المعدة).. ما مدى نجاحه مع مرضى السمنة؟
- نعم موجود حالياً بمستشفى حمد وتم إجراؤه ولكن هو يناسب بعض المرضى ولا يناسب مرضى آخرين وعن كيفية أخذ الكبسولة فهو يتم عن طريق التحويل ويتم عمل تحليل للجسم من ناحية الكوليسترول والدهون وهرمونات الجسم ونقوم بتقييم ذلك ولهذا يجب أن يكون مريض الكبسولة أو البالونة مستعداً نفسياً لذلك؛ حيث إن مدة العملية ساعتان فقط وبعدها يذهب للبيت ونقوم بتحديد الوصفات الغذائية له إلى جانب كيفية شرب الماء.
وبالطبع فإن الكبسولة أو البالونة تبقى بجسم الإنسان المريض ستة اشهر إلى سنة بعد ذلك نقوم بإخراجها بنفس الطريقة وهي المنظار ولا تحتاج لجراحة فقط بالمنظار.
أما بالنسبة لنسبة نجاح عملية الكبسولة فهي ناجحة 100% ولكن هي تعتمد على المريض وعلى تحمله ببقاء الكبسولة مدة أطول داخل المعدة وكلما كانت المدة أكبر كان نقص الوزن أكثر فهذا هو نجاحها، إذاً المريض هو من يساعد في نجاح العملية بتحمله ذلك.
ما أكثر الأمراض التي يمكن أن تصيب مرضى السمنة؟
- أكثر الأمراض التي تصيب مرضى السمنة هي السكري والضغط والكوليسترول ومضاعفات في الديسك والروماتيزم وهناك كثير من الأمراض المصاحبة لمريض السمنة.
هل يعتبر مرض السمنة وراثياً أم غذائياً؟
- نعم هو وراثي في بعض الحالات وغذائي في حالات أخرى ولهذا نحن نقوم بعمل التشخيص المناسب ومعرفة السبب الرئيسي لزيادة الوزن ثم نقوم بإعطاء العلاج المناسب بعد ذلك.
ما النصائح التي يمكن أن تقدم لمرضى السمنة من قبلكم؟
- ننصح بالاهتمام بتناول الطعام وممارسة الرياضة اليومية في حال عدم وجود أي أمراض مصاحبة ومراجعة مختص غذائي في حال وجود زيادة بالجسم للعمل على تقليل الوزن وعمل الفحوصات.
هل هناك ندوات أو محاضرات أو نشرات توعية خاصة بمرضى السمنة؟
- هناك كثير من الندوات التي يتم تنظيمها بشأن مرض السمنة ونقوم أيضاً نحن كأطباء أمراض السمنة بعمل اجتماع مرتين شهرياً لدراسة أي حالات صعبة ومناقشتها ويتم كذلك تنظيم محاضرات داخل قطر أو خارجها، كما أنني شاركت كثيراً مع منظمات عالمية متخصصة في مرض السمنة؛ حيث كان آخر ندوة تتحدث عن تأثير الجوال أو النت في السمنة وتكلموا عن تغيير موعد النوم؛ حيث ذكر أن النوم نهاراً والسهر ليلاً احد أسباب زيادة السمنة ولهذا ننصح بالانتظام في النوم للمحافظة على وزن الجسم.
أخيراً.. متى كان انضمامك لمؤسسة حمد الطبية ومتى تم تأسيس قسم السمنة بالمستشفى؟
- التحقت بقسم السمنة من ثلاث سنوات مضت ولكن الجديد انه تم دمج قسم السمنة وقسم باطني السمنة في قسم واحد لتكون الخدمة بمكان واحد ولهذا تم افتتاح مركز السمنة في أكتوبر 2017 وأنا حالياً أحد أعضاء هذا المركز.
copy short url   نسخ
19/01/2018
9177