+ A
A -
حوار – آمنة العبيدلي
أمينة راشد موسى فتاة ومواطنة قطرية نموذج مثالي لما يجب أن تكون عليه البنات، فكر متطور، وثقافة واسعة، وجمال في الأسلوب، ورقي في الحديث، وطموح كبير. تعمل صباحا مهندسة برمجيات في إحدى المؤسسات الكبرى تتعامل مع قواعد البيانات ومراكز المعلومات حول العالم بعدة لغات، وفي المساء كالفراشة تتنقل في جنبات مشروعها التجاري الخاص مع شركائها تصنع أشهى الأطباق وألذ الحلويات بالنكهات القطرية، تهتم بالجمال والماكياج ولها باع طويل في هذا المجال لأنها تطبقه في كل شؤون حياتها. مهما تحدثنا عنها لن نعطيها حقها لذلك نترككم مع حديثها خلال اللقاء الذي أجريناه معها وبدأناه بالسؤال التالي:
تعملين مهندسة برمجيات في مؤسسة ذات مكانة وفي نفس الوقت تباشرين عملك في مشروعك التجاري وهو مطعم لتقديم الأكلات القطرية، فكيف توفقين بين المجالين وكل منهما بعيد عن الآخر كثيرا؟
- نعم أعمل مهندسة برمجيات في مؤسسة كبيرة، وإلى جانب هذه الوظيفة لي نشاط تجاري هوم بيزنس وبدأت هذا النشاط منذ عام 2009 وما زال قائما لا أستغني عنه لأني اعتبره مثل ابني الذي كبر أمام عيني، وتولدت لدي الفكرة عندما كنت مسافرة إلى إحدى الدول، وبدأت بالحلويات وتحديدا كرات الكيك التي لم تكن معروفة هنا، ولمزيد من الخبرة التحقت بعدة دورات في شركة أجنبية لمعرفة المزيد حول إعداد الكيك وكيفية التزيين بدءا من الكيكة العادية حتى كيكة العروسة، وبدأت أطور من عملي من خلال الاطلاع على وصفات فأجري تعديلات عليها فضلا عن ابتكار أنواع جديدة خاصة بي لأني أحب الحلويات وخصوصا العربية وأعتز أكثر بالقطرية، وبدأت أبدع بالمزج بين النكهات القطرية مع النكهات الحديثة فأضفت لها الزعفران وماء الورد والفستق، ويمكن لي أن أخترع طبخات مكوناتها كلها عربية مع أنها عالمية، فمثلا الإلبة فهي مثل الكريم كراميل لو أضفت عليها الهيل والزعفران تعطيك نفس طعم الإلبة لكن بشكل كريم كراميل.
ومن حوالي ثلاث سنوات تقريبا بدأت أنا وحسن إبراهيم ودنيا عابد أم تميم وفي البداية كان التوافق بيننا صعبا لأن زميلنا حسن كان لديه رحلات وأم تميم ربة بيت، ولكن نسقنا مع بعضنا من أجل مشروعنا فأم تميم تتولى الفترة الصباحية وبعد العصر يكون التناوب بيني وبين حسن وفي نهاية الاسبوع كنت أستطيع الذهاب للكافيه في أي وقت والتنسيق بيننا مفتوح .
ومع أن مجال دراستي ووظيفي كمهندسة برمجيات ومجال نشاطي التجاري الخاص مختلقان تماما إلا أنني والحمد لله أنتج فيهما وأبدع، فمجال وظيفتي هو تخصص دراستي التي أمضيت فيها خمس سنوات، فلا يمكن أن أتخلى عن تخصص بذلت فيه جهد خمس سنوات، أما مجال صناعة الحلويات فكانت هواية طورتها وتدربت عليها، فتحولت الهواية إلى عمل لذلك أجدني أبدع في هذا العمل، فالمجالان مهمان بالنسبة لي ولا أحدهما يعلو على الثاني، ولو ملت ذات مرة للحلويات فلا يكون على حساب وظيفتي التي أعطي فيها الكثير وأبدع.
يا حبذا لو تعطينا فكرة عن طبيعة عملك كمهندسة برمجيات، وفكرة عن طبيعة عملك ضمن مشروعكم التجاري؟.
- بالنسبة لطبيعة عملي في المؤسسة هو طبيعة عمل أي مهندس برمجيات يتعامل مع قواعد البيانات ومراكز المعلومات، وبالنسبة لنشاطي في الكافيه فهو صناعة الحلويات ولم تمنع هذه الميول أني تعلمت كل الطبخات القطرية واتقنها، واتفقنا كشركاء أن كل واحد يتعلم مهارات الآخر حتى لو حصل تقصير من أحدنا لظروف خاصة يستطيع الآخر أن يحل محله، بالإضافة إلى تخصصه الإداري، نحن أول كافية قطري بإدارة قطرية 100%، فنحن الذين نتعامل مع الموردين والزبائن والموظفين، ودربت الموظفين بما في ذلك مدير المطعم على التعامل مع السوشيال ميديا والرد على الزبائن وكنت أنا التي أدير المطبخ الخاص بالحلويات، وليس هذا فحسب بل أيضا مسؤولة عن التسويق والحسابات.
الأكلات الشعبية تعتبر عنصرا من عناصر التراث والهوية فكيف توفرون الأجواء القطرية لرواد المطعم؟ وما أكثر الجنسيات التي تأتيكم؟.
- نحن في البداية قررنا ألا نتوغل في التراث القطري القديم جدا ولا نتعامل مع الحديث جدا، فلجأنا إلى الاعتدال نعد الانواع التي لدينا بألوان زاهية ولكنها شعبية تجذب كبار السن خصوصا من هم في الأعمار المتوسطة، وأيضا بلمسات تجذب الأطفال، فأغلب الزبائن لدينا عائلات وأكثر الجنسيات تأتينا هي الجنسية القطرية، فضلا عن الجنسيات العربية والهندية والاوروبية الذين كان عندهم شغف لمعرفة عناصر الأكل القطري، فنحن عندما يزورنا أحد من الزبائن الذين ليس لديهم دراية عن الأكل القطري نتولى نحن شرح قائمة الطعام له ومكونات كل طبق وسبب تسمية الأكلة، حتى عندما يعود إلى بلاده يعود ومعه ذكريات جميلة عن الأكل القطري، لأننا نريد توصيل الأكل القطري للعالمية، وجو المطعم ليس تراثيا قديما ولا حديث جدا، ولكنه ستايل قطري يجذب الشباب وكبار السن والأعمار المتوسطة ولمسات تجذب الاطفال.
حدثينا اذا كُنتُم بدأتم هذا المشروع كهدف تجاري بحت أم هناك اعتبارات أخرى تتعلق بالثقافة والعادات والتقاليد؟.
- كل واحد منا كشركاء كان لديه نشاطه الخاص به في مجاله، فلما تجمعنا اصبحنا أقوى وكل واحد يكمل مجال الآخر وبدأنا كهواية ورغبة في ترسيخ الأكل القطري في ذهن الزبون، وليس الأكل القطري الشعبي القديم فقط بل الأكل القطري الحديث أيضا وأعددنا طبخات عالمية لكن بنكهة قطرية.
جميل جدا أن يشغل الإنسان وقته في العمل وتطوير ذاته ثقافيا وتحسين مستواه ماديا، فماذا تقولين للشباب الذي يريد أن يبدأ مشروعا تجاريا ولا يزال مترددا؟؟
- كان من بين أهدافنا في البداية تشجيع القطريين ولما كنا في المعرض كنا نقوم نحن بجمع الصحون وغسلها ونتولى النظافة فكان الكثير من الناس يسألوننا: هل أنتم حقا قطريين؟ وكنا نجيب لهم بنعم نحن قطريون ونحب عملنا فكانوا يتعجبون، والحمد لله وجدنا التشجيع من أهالينا وأصبح أولياء الأمور يشجعون اولادهم على خوض مجالات كثيرة، بما في ذلك البنات لأن هذا الأمر حساس لهن أكثر من الأولاد لكن الصورة بدأت تتغير، وليس هذا فحسب بل كان هدفنا تدعيم أي نشاط آخر قطري فوضعنا أرفف للتأجير للأسر القطرية التي تنتج ولكن ليس لديها مكان للعرف فنحن نؤجر لهم الأماكن بأسعار جدا رمزية.
الحياة الحديثة وطبيعة المرحلة وأزمة الحصار فجرت طاقات كبيرة لدى القطريين كيف تنصحين الشباب ليكونوا منتجين وفاعلين في المجتمع؟.
- أولا أود الإشارة إلى أن الحصار كان بمثابة منبه يقظة للشباب القطري، فالشباب كله أخذ يفكر في كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي وكيف نطور من أنفسنا ونعمل من أجل بلادنا، فكر الشباب قد تغير الآن فلم يعد أحد يستصغر أبسط عمل بل ينظر إليه على أنه شيء عظيم، فمن قبل كان البعض ينظر إلى أي نشاط أكل قطري على أنه أمر بسيط أما الآن فلو قلت المطعم قطري والشيف قطري تجد الناس تذهب إليه، لأنهم يريدون دعم ابن بلدهم ويريدون اسم قطر يظهر في كل المجالات، الخلاصة أن الحصار وضع الشباب القطري على المسار الصحيح وأخذوا يفكرون في الغد بناء على خطة عمل، فرب ضارة نافعة وأنا أراها نافعة.
بالتأكيد لك حساب على السوشيال ميديا، فهل على تويتر أم الفيس أم الانستغرام أم السناب شات ولماذا اخترته دون غيره؟.
- بالإضافة إلى ما سبق من اتقان عملي كمهندسة برمجيات وعملي في صنع الحلويات، حالي حال أي بنت تحب الجمال والماكياج، وأهلي وربعي كلهم يعرفون أن لي لمسات وباع طويل في مواد التجميل والاهتمام بالبشرة والموضة، وإذا أحببت شيئا أحب أن أتعمق فيه وأعرف عنه كل جديد من خلال القراءة والاطلاع وأحب أن أفيد غيري لذلك أتبادل المعلومات مع صديقاتي، لذلك كان عندي وقت لفتح حساب على السوشال ميديا خصوصا أسرعها حاليا السناب شات والانستغرام لأنشر النصائح لمشاركة متابعيني يومياتي للاستفادة، ممكن يتابعونني صباحا في المؤسسة ومساء في الكافيه وبعدها في السفر، المهم أظهر لهم بمظهر جيد، فالبنت يجب أن تكون مثالية، في حياتها وثقافتها وأسرتها في كل حالاتها وهنا ستجد يومها متنوع ومفيد لا روتينيا.
ما طبيعة مضمون حسابك وهل تنشرين فيه معلومات حول وظيفتك كمهندسة برمجيات ومشروعك التجاري، أم تتناولين موضوعات عامة؟.
- طبيعة مضمون حسابي إنه متنوع مثل يومي ممكن أنشر عليه معلومة مفيدة أو طبخة جديدة أو نصائح حول لمسات جمالية للاعتناء بالوجه والبشرة والأناقة ونظافة الجسم، والخلاصة هي أن حسابي هو أنا عبارة عن تجارب مررت بها ونصائح أقدمها للغير للحصول على أجر من الله تعالى.
ما مدى التفاعل معك من قبل المتابعين وما الحوارات التي تدور بينكم؟.
- التفاعل إيجابي مع المتابعين أنا أستفيد منهم وأفيدهم وأصبح لي صديقات لم أرهن في حياتي لكن أعرفهن من خلال حسابي
ما هو طموحك بالنسبة لمشروعكم التجاري؟.
- لدينا طموحات كبيرة أولها أن يكبر مشروعنا وأن نؤسس أكاديمية الطبخ القطري لأننا نعطي دورات من أول ما بدأنا ونقدم استشارات لكل من يقصدنا لنخرج باسم قطر عالميا.
copy short url   نسخ
18/01/2018
3594