+ A
A -
عواصم- وكالات- أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أمس، أنه «يتفهم» تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اعتبر خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة للسلام مع إسرائيل، بأنها «صفعة العصر».
وصرّح لافروف، خلال مؤتمر صحفي،: «نتفهم تماماً ما يشعر به الفلسطينيون حالياً، لقد قدموا تنازلات من جانب واحد، واحدة تلو الأخرى على مدى السنوات الأخيرة، دون الحصول على أي شيء في المقابل».

وأضاف: «سمعنا مراراً عن أن الولايات المتحدة على وشك إعلان اتفاق كبير.. يرضي الجميع»، مشيراً إلى أنه «لم ير أو يسمع عن أي شيء في هذا الاتجاه».
وعند وصوله إلى البيت الأبيض، وعد ترامب بتحقيق الهدف النهائي وهو السلام في الشرق الأوسط.
لكنه أعلن في 6 ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافاً لرأي أكثرية حلفائه في المنطقة ومعارضة الفلسطينيين الشديدة، ما أدى إلى تظاهرات عنيفة.
ورفض عباس أمس الأول في افتتاح اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، خطة ترامب الجديدة للسلام مع إسرائيل، واصفاً إياها بأنها «صفعة العصر».
وبحسب لافروف، فإن روسيا التي كانت مستعدة لاستضافة محادثات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، نددت بقرار ترامب حول القدس.
وقال لافروف: إن فرص استئناف الحوار المباشر بين الطرفين «معدومة تقريبا نظرا إلى الوضع الحالي»، مشيراً إلى رغبته «في المستقبل القريب في التشاور مع شركائنا في اللجنة الرباعية» للشرق الأوسط وهم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وفي الهند أعلن نتانياهو أنه يشعر «بخيبة أمل» من رفض الهند دعم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنه أكد أنه لن يجعل ذلك يفسد زيارته إلى هذه الدولة الآسيوية العملاقة.
وشهدت مناطق قرب السفارة الإسرائيلية بنيودلهي احتجاجاً على زيارة نتانياهو.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، أن رفض الإعلان الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «أفشل التطبيع المجاني» للدول العربية مع إسرائيل.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، «إن قوة الموقف الفلسطيني المقاتل من أجل القدس نجح في مواجهة السياسة الأميركية المنحازة».
وأضاف: «إن الموقف الفلسطيني كشف المؤامرة على القدس، جوهر القضية الفلسطينية وعنوانها، كما استطاع إفشال التطبيع المجاني، الذي يعتبر خروجاً عن مبادرة السلام العربية».
وشدد أبوردينة على أنه «مطلوب من الجميع الآن الوقوف صفاً واحداً أمام
الهجمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، الأمر الذي تطلب انعقاد المجلس المركزي، لاتخاذ قرارات بمستوى خطورة المرحلة».
وأضاف: «إن قوة الموقف الفلسطيني بشأن القدس، وما تتعرض له من مشاريع تهويدية وتصفية لهويتها تمثل بعقد المجلس المركزي على الأرض الفلسطينية، بما يؤكد فلسطينية القرار الوطني واستقلاليته وهذه رسالة على الجميع استيعابها داخلياً وإقليمياً ودولياً».
وتواصلت، أمس، اجتماعات المجلس المركزي، الذي يعد ثاني أكبر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، لليوم الثاني لبحث خطة تحرك
فلسطينية في مواجهة الإعلان الأميركي بشأن القدس.
في وقت حث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين كسبيل لإنقاذ رؤية الدولتين لحل الصراع الفلسطيني مع إسرائيل.
وقال الحمد الله،: «إن على دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس لكسر الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي وللحفاظ على حل الدولتين».
وطالب الحمد الله المجتمع الدولي بخطوات فاعلة للتصدي للإعلان الأميركي بشأن القدس «الذي أعطى إسرائيل الضوء الأخضر للإمعان في استهداف الفلسطينيين وحقوقهم».
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الدعوات التي أطلقها أركان اليمين الحاكم في إسرائيل وفي مقدمتهم وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، من أجل «شرعنة» البؤرة الاستيطانية حفات جلعاد الواقعة جنوب غرب نابلس، والتي أقيمت على أراضي الفلسطينيين في 2002 في إطار مخططات حكومة الاحتلال الرامية إلى إقامة تجمع استيطاني ضخم في تلك المنطقة.
وأكدت الوزارة، أن تنفيذ الاحتلال لمخططاته الاستعمارية التوسعية في جنوب غرب نابلس يأتي في إطار مخطط استيطاني توسعي كبير يهدف إلى رسم خريطة «المصالح» الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة عبر شق وتوسيع وإعادة هيكلة شبكة واسعة النطاق من الطرق الضخمة على امتداد الضفة من شمالها إلى جنوبها، تلتهم مساحات واسعة من المناطق المصنفة (ج).
copy short url   نسخ
16/01/2018
2487