+ A
A -
الدوحة- الوطن وقنا - أعلنت دولة قطر أنها تراقب الموقف عن كثب بشأن الفيديو الذي تناولته بعض وسائل الإعلام والذي كما يبدو يظهر فيه الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني متحدثا عن احتجازه.
وقالت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) «إنّ دولة قطر تراقب الموقف عن كثب ولكن ونتيجة لانقطاع كافة وسائل الاتصال مع دولة الإمارات فإنه من الصعب الجزم بخلفيات ما يحدث وتفاصيله. إلا أن دولة قطر من حيث المبدأ تقف مع حفظ الحقوق القانونية لأي فرد ومن حق أسرته اللجوء لجميع السبل القانونية لحفظ حقوقه».
وأضافت سعادتها قائلة «لقد رأينا في الماضي سلوكا مشابها من بعض دول الحصار تتعدى فيه كلّ القوانين والأعراف مع مواطني ومسؤولي دول أخرى دون وجود رؤية واضحة».
وكان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، قد اعلن في تسجيل مصور امس، أن سلطات أبو ظبي احتجزته بعد أن استضافه ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق.
وقال «كنت ضيفا عند الشيخ محمد والآن لم أعد في وضع ضيافة إنما في وضعية احتجاز، وأخاف أن يحصل لي مكروه ويلقون باللوم على قطر، وأريد أن أبلغكم أن قطر بريئة». وأضاف «أنا في ضيافة الشيخ محمد وأي شيء يجري فهو مسؤول عنه». وحمّل الشيخ عبد الله محتجزيه المسؤولية الكاملة عن سلامته، وقال إن دولة قطر بريئة من أي مكروه قد يحدث له.
سوابق الاحتجاز
واعاد فيديو الشيخ عبد الله بن علي، الحديث عن سلوك دول الحصار، وطريقتها المعتادة في الابتزاز السياسي، واحتجاز المقربين منهم، وفرض الوصاية على تصرفاتهم وتحركاتهم، وايضا قراراتهم.
ففي نهاية نوفمبر الماضي، قال المرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق إنه محتجز في الإمارات.
وأضاف شفيق في تسجيل خاص للجزيرة إن السلطات الإماراتية منعته من السفر عقب إعلانه الترشح لرئاسة مصر، وأعرب عن رفضه تدخلها في شؤون بلاده.
وخاطب شفيق في كلمته المصورة الشعب المصري قائلا إنه أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية. وكان ينوي في سبيل ذلك «القيام بجولة بين أبناء الجاليات المصرية قبل العودة لوطني خلال الأيام القليلة القادمة».
وعقب بث هذا التسجيل، اعتقلت السلطات الإماراتية شفيق، وقامت بترحيله على متن طائرة خاصة للقاهرة، وظل شفيق متواريا عن الأنظار في فندق، حتى أعلن قبل أيام انسحابه من سباق الرئاسة، وهو ما عده مراقبون النتيجة التي أرادت مصر والإمارات وصول شفيق لها.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها من القاهرة إن شفيق أجبر على الانسحاب من سباق الرئاسة، وقال نشطاء إن السلطات الإماراتية تحتجز أفرادا من عائلة شفيق حتى يعلن انسحابه من سباق الرئاسة الذي كان يفترض فيه أن ينافس حليف أبو ظبي والرياض الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقبل أبو ظبي، سجلت الرياض حالة احتجاز لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي ظهر مطلع نوفمبر الماضي بشكل مفاجئ في خطاب متلفز من العاصمة السعودية، وعبر وسائل إعلامها، يعلن فيه استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية.
وأعلن الرئيس اللبناني ميشيل عون وسياسيون بارزون في لبنان وقتها أن الرياض تحتجز الحريري.
وتحولت أزمة رئيس الوزراء اللبناني لملف دخلت على خطه عواصم عدة حول العالم، وانتهى الأمر بتسوية قضت بسفره إلى باريس، وأعلن الحريري وقتها أن أفرادا من أسرته باقون في الرياض، وعاد الحريري بعدها للبنان وأعلن منها تراجعه عن استقالته. كما ترجح مصادر ومراقبون، ان الرياض تحتجز ايضا، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري إن ما ورد في تسجيل الشيخ عبد الله آل ثاني، ومن قبله ما حصل مع أحمد شفيق ورفيق الحريري، يؤكد أن دول الحصار تتبع أسلوب «الابتزاز السياسي» في التعامل مع السياسيين والدول على حد سواء.
وفي رأي الأنصاري فإن هذا السلوك لم يعد غريبا لا عن النظام في أبو ظبي، ولا على دول الحصار بشكل عام.
وتابع «هذا السلوك أصبح نمطا في تعامل هذه الدول مع الدول الأخرى، وهذا غير مقبول لأي طرف في العالم، لأنه قد يحدث لأي شخصيات قد تلجأ لهذه الدول».
وأشار الأنصاري إلى أن الشيخ عبد الله لم يظهر منذ أكثر من شهرين، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤشر إلى رفض الشيخ عبد الله آل ثاني الاستمرار مع دول الحصار في محاولاتها لإيذاء دولة قطر.
واثار الفيديو، عاصفة من التغريدات، حول سلوك دول الحصار،
وقال الباحث والكاتب مهنا الحبيل في تعليق له، على حسابه على تويتر، «تطور كبيرللغاية في البيان المصوّر الذي بثه الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني والمعلومات التي قدمها وتدين دول المحور بصورة خطيرة جدا وخاصة تأكيده على براءة قطر من أي تعريض لسلامته للخطر وتحميله أبو ظبي المسؤولية الأزمة الخليجية.
في ما قال الكاتب والباحث خليل المقداد :بعد إحتجاز الحريري اللبناني وشفيق المصري، إحتجاز الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني القطري في أبوظبي
أنظمة بلطجة مفضوحة تلاعبت بالدماء والحرمات فكانت رأس حربة في الحرب على الأمة يأبى الله إلا فضحهم.
copy short url   نسخ
15/01/2018
3780