+ A
A -
كتب- طاهر أبوزيد
افتتح مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمتخصص في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال، أمس، المستشفى الرئيسي المزود بأحدث المرافق، معلناً بذلك جاهزيته لاستقبال أول مريض داخلي.. وتضم المجموعة الأولى من المرضى الداخليين الذين سيستقبلهم المستشفى أطفالاً تستدعي حالاتهم إجراء عمليات جراحية لا تتسم بالخطورة، وعدداً محدداً من النساء اللائي سيخضعن لعمليات ولادة قيصرية.
ويعتزم مركز سدرة للطب التوسع تدريجياً في نطاق الرعاية الصحية المقدمة على مدار الأشهر التالية، وصولاً إلى التشغيل الكامل للمركز في منتصف العام الجاري.
وستشمل الخدمات الصحية عند اكتمال التشغيل إجراء الجراحات المعقدة للأطفال، وتقديم رعاية متخصصة للأطفال في العديد من التخصصات الطبية مثل الأعصاب وأمراض القلب، بالإضافة إلى إجراء عمليات الولادة، مع التركيز على حالات الحمل عالية المخاطر.
وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، إن افتتاح المستشفى الرئيسي لمركز سدرة للطب يعد أحد أهم الإنجازات التي تضاف للجهود الرامية إلى زيادة المرافق الصحية في الدولة.
وأضافت، في تصريح لها بهذا الصدد،: إن المستشفى الجديد سيعزز الرعاية الصحية المقدمة للنساء والأطفال وسيدعم التزامنا بتحسين صحة وعافية السكان في دولة قطر.
وقال البروفيسور اللورد دارزي أوف دنهام، نائب رئيس مجلس إدارة مركز سدرة للطب، إن مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، يعد أفضل مثال على الجهود الواسعة التي تبذلها الدولة على المدى الطويل لبناء بنية أساسية ذات طراز عالمي في قطاع الرعاية الصحية والبحوث في قطر.
وأضاف، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن تشغيل المستشفى،: إن المركز يعكس الاهتمام الشديد لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بإحداث طفرة هائلة في مجال الرعاية الصحية للنساء والأطفال.
ولفت إلى أن مؤسسة قطر تحت قيادة صاحبة السمو، تعد من أكبر المساهمين في تحقيق التقدم الذي يحرزه مركز سدرة للطب؛ حيث استطاعت المؤسسة أن تحول قطر إلى دولة رائدة في مجال التعليم والعلوم وتنمية المجتمع.
وأشار إلى أننا نشعر ببالغ الفخر لنجاحنا في تحويل رؤية سموها إلى واقع ملموس؛ حيث إن سدرة للطب هو أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط، وسيكون مرجعاً طبياً لمنطقة الخليج بأسرها على مستوى الرعاية الصحية المتخصصة المقدمة للنساء والأطفال، والمدعومة بقاعدة بحثية مذهلة ستسهم في تمهيد الطريق في مجال الطب الشخصي.
وأكد أنه لا يوجد شك أن مركز سدرة للطب سيكون منارة ومرجعاً دولياً لأفضل الممارسات والجودة العالية ورعاية المرضى المستندة على التعليم الأكاديمي.
وأكد السيد بيتر موريس، الرئيس التنفيذي لمركز سدرة للطب، أن المركز يضم نخبة من أفضل الكوادر المهنية على مستوى العالم، يجمعهم شغف واحد يتمثل في تقديم أفضل رعاية ممكنة للنساء والأطفال في قطر، وكلي يقين بأنهم سيكونون أهلاً لثقة المرضى وخير رفيق لهم خلال رحلة علاجهم معنا.
وأضاف: إن مركز سدرة للطب يتميز بتجهيزاته المتطورة للغاية، وبتركيزه على تقديم الرعاية المتخصصة وعلاج الحالات عالية الخطورة، ومن ثم كان لابد من افتتاح المركز تدريجياً على مراحل متعددة حتى يتاح أمامنا وقت كافٍي سمح لنا بتقييم كل مرحلة تقييماً مناسباً؛ حيث إن سلامة وراحة المرضى من أهم أولوياتنا ونتطلع للترحيب بهم.
ولفت إلى أن مركز سدرة للطب سيقتصر على استقبال المرضى المحولين أو من لديهم موعد مسبق فقط، لذا ننصح المرضى بمواصلة الذهاب إلى أطبائهم المعتادين ما لم يكن لديهم موعد مسبق مع المركز.
وقال: إن الأساليب المتطورة التي يستخدمها المركز تشمل أجهزة وتقنيات متطورة للغاية منها، على سبيل المثال، تقنية التعرف على وريد راحة اليد، وهي تقنية للقياسات الحيوية تتعرف على المرضى من خلال تصوير نمط الوريد وربطه تلقائياً بالسجل الطبي للمريض إلى جانب تقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد التي تطبع مجسمات لأعضاء من جسم المريض مثل القلب أو المخ لمساعدة الطبيب في وضع خطة مناسبة لعلاج المريض.
وقال السيد بيتر موريس: إن المركز يستقبل طلبات الإحالة الواردة من دول المنطقة والعالم للنساء والأطفال الذين تتطلب حالاتهم المرضية الخبرات المتخصصة في مركز سدرة للطب.
وأشار إلى أن بالمركز مكتباً خاصاً بمراجعة الإحالات التي ترد إليه من مختلف دول العالم، وقد استقبل المكتب حتى الآن 117 طلباً من غانا واليونان وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان ونيجيريا وبنما والسودان منذ افتتاح العيادات الخارجية لمركز سدرة للطب في مايو 2016.
وأوضح موريس أن مركز سدرة ليس رمزاً للطب في الحاضر فقط، بل والمستقبل أيضاً، ومن هنا يأتي اهتمامنا بالركائز الثلاث الأساسية للمركز والمتمثلة في رعاية المرضى وبحوث الطب الحيوي والتعليم الطبي.
وأكد الدكتور عبدالله الكعبي، الرئيس التنفيذي لفريق إدارة الخدمات السريرية للأطفال والنائب التنفيذي لرئيس الإدارة الطبية وعضو مجلس إدارة مركز سدرة للطب، أن المركز يضم ما يقرب من 3500 موظف يعملون في هذا الصرح الطبي العملاق، لافتاً إلى أن الافتتاح يعد لحظة تاريخية وفارقة في حياتهم جميعاً.
وتابع: إن مركز سدرة للطب هو صرح طبي عالمي بكل ما تعنيه الكلمة من حيث تقديم أفضل أنواع الرعاية والعلاج للمريض وأسرته، لافتاً إلى أن أهمية افتتاح المستشفى الرئيسي تكمن في الارتقاء بالرعاية الصحية المقدمة للأطفال في قطر من حيث الفارق الإيجابي الكبير الذي سيحدثه المستشفى في زيادة القدرة الاستيعابية لقطاع الصحة في قطر، وهي إحدى المشكلات التي تواجه منظومتنا الصحية حالياً.
وأشار إلى أنه لو نظرنا إلى مؤسسة حمد الطبية على سبيل المثال، سنجد أنها تجري قرابة 17000 عملية ولادة سنوياً، وهو رقم كبير جداً، يجعل مؤسسة حمد من أكثر المؤسسات الطبية ازدحاماً على مستوى عمليات الولادة ولمعالجة هذه المشكلة، سعت وزارة الصحة العامة إلى تخفيف هذا العبء عن مؤسسة حمد الطبية بإعادة توزيعه على مستشفيات أخرى وهنا يأتي افتتاح مستشفى سدرة ليؤدي دوراً جوهرياً في تخفيف هذا العبء؛ حيث يزيد المستشفى من القدرة الاستيعابية لمنظومة الرعاية الصحية في قطر، ويقوم بإعداد كوادر عالمية للمساعدة في علاج المشكلات الطبية شديدة التخصص والتعقيد.
وأشار إلى أنه تتوفر لدينا العوامل التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، ومن أهمها التعاون المثمر مع شركائنا في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية التي ساعدتنا في نقل العيادات والخدمات بطريقة سلسة للغاية، وهو تعاون يجعلني أشعر ببالغ الفخر.
وأوضح أن أهمية افتتاح المستشفى أيضاً تكمن في التركيز على الرعاية الجيدة في السنوات الأولى من عمر الطفل وخلال مرحلة الطفولة؛ حيث تساعده في التمتع بصحة جيدة في مراحل متقدمة من عمره حيث تشير الأبحاث إلى ضرورة الاهتمام بعوامل عدة خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، مثل التغذية السليمة والرعاية الطبية عالية الجودة والتوعية الصحية وغير ذلك.ز موضحاً أن البحوث تؤكد أن مراعاة هذه العوامل تحسن فرص الأطفال بدرجة كبيرة للاستمتاع بحياة صحية وسعيدة عند البلوغ.
وقال: إن استقبال مستشفى سدرة للمرضى الداخليين من الأطفال وتقديم الرعاية المتخصصة لهم في تخصصات طب الجهاز الهضمي والغدد الصماء وطب المراهقين وغيرها من التخصصات، يُعد خطوة كبيرة على طريق تعزيز صحة ورفاهية أطفال قطر وشبابها في الحاضر والمستقبل.
وأضاف: نأمل أن يكون هذا الافتتاح بداية لاستكمال النجاح الذي حققناه في العيادات الخارجية التي افتتحناها منذ عام ونصف العام تقريباً قدمنا خلاله الرعاية الصحية لما يزيد عن 25000 طفل.
قال د. الكعبي: إن قسم الطوارئ بالمستشفى سيتم افتتاحه في منتصف 2018.. لافتاً إلى أنه حتى حلول هذا الموعد، سيتعين التوجه في حالات الطوارئ إلى أقسام الطوارئ الأخرى في الدولة.
ولفت إلى أنه فور اكتمال مراحل تشغيل مركز سدرة للطب بمنتصف العام الجاري، سيكون المركز قادراً على قبول ما يزيد عن 275 ألف موعد في العيادات الخارجية، وإجراء 11 ألف عملية جراحية، واستقبال 100 ألف حالة طارئة، وإجراء 9 آلاف حالة ولادة سنوياً، ليزيد بذلك من الطاقة الاستيعابية للقطاع الصحي في قطر بما يناسب الزيادة السكانية المتسارعة في الدولة، إلى جانب تقديمه رعاية متخصصة عالمية.
وأشار إلى أن المركز يشتمل على 10 غرف للعمليات و400 سرير في غرف فردية بالكامل مزودة بحمام خاص إلى جانب مركز للولادة وقسم للطوارئ.. مشيراً إلى أن المركز يستعين بأحدث التجهيزات لتحسين تجربة المريض العلاجية، وتوفير أفضل المعايير في مجال الرعاية وسلامة المرضى.
قال الدكتور جستن كونجي، الرئيس التنفيذي لإدارة الخدمات الطبية للنساء بمركز سدرة للطب،: إن المستشفى قام أمس بإجراء أول عملية ولادة لمولودة تحمل اسم مريم.. لافتاً إلى أن الجديد في الأمر أن والدها حضر مع زوجته داخل غرفة الولادة.
وأشار إلى أنه سيتم قبول تحويلات حالات الولادة إلى مستشفى سدرة من مركز الريان والغرافة في المراحلة الأولى حتى يتم بعد ذلك التوسع في قبول الطلبات من جميع المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية.
وأوضح أنه مع منتصف العام سيكون عدد حالات الولادة قد وصل إلى 5 آلاف حالة حتى يصل مع نهاية العام إلى 9 آلاف حالة ولادة وهي السعة الاستيعابية لحالات الولادة للمستشفى.. مؤكداً أن هذا العدد سيخفف العبء كثيراً عن مؤسسة حمد الطبية.
وأشار إلى أنه سيتم إطلاق خدمة الحقن المجهري في المستشفى خلال الفترة المقبلة.. موضحاً أن هذه الخدمة ستتكامل مع الخدمة الموجودة بمؤسسة حمد التي تستوعب سنوياً 1500 حالة في حين أن عدد الطلبات يصل إلى 40 ألف حالة ترغب في إجراء الحقن المجهري أي أن مركز سدرة سيقوم بإجراء 2500 حالة حقن مجهري سنوياً.
البحوث
أكد الدكتور راشد العلي، رئيس إدارة البحوث بالإنابة في مركز سدرة للطب، أن إدارة البحوث في مركز سدرة للطب تقوم بدور كبير في سبيل توفير البيانات الكاملة عن الأمراض؛ مما يجعل التعامل مع الأمراض سهلاً.
وقال إن دولة قطر وشعبها يستحقون الحصول على أفضل مستويات الرعاية الصحية العالمية ولتحقيق هذا الهدف، اتخذت قيادتنا الرشيدة قراراً بأن يكون الاستثمار في البحوث والتطوير في مجالي الصحة وعلوم الحياة في صدارة الأولويات.
ولفت إلى أن التقدم في مجال البحوث تطلب استقطاب نخبة من الخبراء الدوليين في مجالات عدة مثل الرياضيات والفيزياء والهندسة والإحصاء والكيمياء والأحياء، إلى جانب استقطاب العلماء والباحثين أيضاً.
وأوضح أن إطلاق مشروع جينوم قطر، هو مبادرة وطنية تهدف إلى رسم خريطة الجينوم القطري، وقد اعتمد على قدراتنا البحثية التي صارت بمثابة العمود الفقري للمشروع.
وأوضح أن أهم مشروع قمنا به هو إجراء تسلسل لــ 5 آلاف عينة حامض نووي تم جمعها في إطار مشروع جينوم قطر، وقد قمنا بذلك بطريقة آمنة تحافظ بشكل تام على سرية المعلومات الخاصة بهوية أصحاب الحامض النووي.. مؤكداً أن هذا المشروع يعد من الخطوات المهمة للغاية على طريق تحقيق هدفنا الأسمى المتمثل في دعم تطوير الطب الشخصي.
copy short url   نسخ
15/01/2018
4764