+ A
A -
حوار– محمد مطر


أكد الفنان القطري القدير غانم السليطي أن نجاح مسرحية «شللي يصير» وتفاعل الجمهور معها إنما يدل على أن العمل استطاع أن يعبر عما بداخل كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، مشيراً في حواره لـ الوطن أن هذا النجاح الكبير يحمله مسؤولية أكبر حيث يسعى لاستثمار هذا النجاح مستقبلاً بتقديم كل ما ينال رضا وإعجاب الجمهور.
وحول الإشادة الكبيرة التي حققتها المسرحية خلال الأيام التي عرضت فيها حتى الآن، قال السليطي: نحن نقدم هذا العمل للجمهور، وتفاعله مع ما نقدمه دليل كبير على أننا نجحنا في أن نعبر عما بداخل هذا الجمهور، فنحن ملك الجمهور والمسرح ملك الجمهور، والجمهور هو سيد المسرح، لذا فدائماً نستمع إلى تفاعل الجمهور سواء التفاعل الإيجابي المتعلق بالإشادة أو التفاعل السلبي المتعلق بالانتقاد، وفي كل الأحوال كما ذكرت سلفاً أن الجمهور هو صاحب العمل وهو من يملك خشبة المسرح وما يقدم عليها، فبتفاعله يستطيع أن يعبر عن رضاه أو سخطه من أي عمل مسرحي. وتابع: أعتز بكل ما يقال حول العمل من جميع الجوانب، فمن حق الجميع أن يبدوا آراءهم في الأعمال التي تقدم لهم، فهي أعمالهم، منهم ولهم، تجسد ما يعيشونه من واقع وتعكسه مسرحياً، ولذلك لهم كل الحق في التعبير عن رأيهم في تلك الأعمال ونتفهم ذلك ونرحب به.
وكان حساب وزارة الثقافة والرياضة قد غرد بمجموعة من التصريحات لسعادة وزير الثقافة والرياضة بخصوص المسرحية وجاءت على النحو التالي: «تُعبر مسرحية شللي يصير للفنان الكبير غانم السليطي عن عودة المسرح القطري إلى تألقه وتعلقه بقضايا المجتمع، وهي خطوة ناجحة تتفاعل مع النّجاح الذي حقّقه الفنان الكبير عبدالعزيز جاسم». وتابع سعادته: «وتعكس هذه المسرحية الرائعة في مستوى المحتوى والبناء الدرامي وتناول القضية العادلة للمجتمع القطري، ملامح خريطة الطريق الجديدة للمسرح في قطر الجدير بالإشعاع في الساحة العربية».
واختتم سعادته تغريداته حول المسرحية مغرداً: «إننا ندعو جميع القطريين والمقيمين لمتابعة «شللي يصير» ليروا قضاياهم وآمالهم وهي تُقدّم بأسلوب مشوق».
وحول إشادة سعادة وزير الثقافة والرياضة بالمسرحية قال الفنان غانم السليطي: إشادة سعادة الوزير تاج على رأسي، وشهادة أعتز وأفتخر بها.
وتابع: سعادة وزير الثقافة والرياضة خلف اللمعان والبريق الذي يعيشه المسرح القطري حالياً، فالمسرح وعودته إلى سابق عهده من أولويات سعادة الوزير، وهو لا يحب أن يذكر اسمه ولكن هذا حق، ولابد أن نذكر كل من يدعموننا في مجالنا الفني والمسرحي.
وأضاف السليطي: ولأن دور سعادة الوزير مؤثر جد ونتلمسه كان لي كلمة في الكتيب الخاص بالمسرحية حيث جاءت بعنوان «آسف» وقلت فيها:«أسف.. أعذرني.. أعرف انك لا تحب أن تقدم لك كلمات الشكر، وأعرف حرصك بتوصية جميع من حولك «ألا ينسوا أن ينسوا اسمك» من سطور أي خطاب أو أي كلمة افتتاحية لأي نشاط أو منجز ثقافي تكون أنت في الأصل خلفه أعرف ذلك نعم ولكن أعذرني، فأنا بذلت جهداً كبيراً في أن أنسى اسمك!، حين فكرت أن أكتب شكرا في كتيب المسرحية لجهات وأشخاص يستحقونها فلم أستطع!، نعم لم أستطع!، ولم أتمكن من ذلك.. نعم عجزت تماماً أن أنسى اسمك.. صلاح بن غانم العلي.. شكراً». وبالعودة للمسرحية وفي ما يتعلق بكلمة التي دونها بالكتيب عن العمل قال الفنان غانم السليطي من منطلق دوره كمؤلف ومخرج للمسرحية:«شللي يصير.. تروي الحكاية ولا ترويها.. تقدمها نعم، لكنها تقدمها منزوعة من أغلفة السياسة وعبث السياسيين، وكعادته المسرح هذا الفن العظيم. لا يقبل إلا أن يحتوي الحقيقة، وأية حقيقة، إنها الحقيقة الأمل.. الحقيقة الألم.. الحقيقة الغائرة الصادقة.. خلف حقيقة سياسية.. مهمتها الأولى الخداع، إن حقيقة المسرح اكثر صدقاً، نعم فالمسرح يكره السياسة، والسياسة تخاف من المسرح،.. شللي يصير؟! سؤال يحمل في طياته إجابة، شللي يصير السؤال الوجع..السؤال الصفعة التي لن يسلم منها مستقبل أطفالنا وأحفادنا على أرض خليجنا الواحد».
وفي ما يتعلق بتأثير التفاعل الكبير من الجمهور على المسرحية وهل سيكون لهذا التفاعل الدافع الذي يجعله يواصل التألق والتواجد على خشبة المسرح والعمل على إنجاز مزيد من الأعمال المسرحية الجديدة في الفترة المقبلة، قال غانم السليطي: بالفعل أسعى لاستثمار هذا التفاعل وأعد الجمهور بأن أكون على قدر المسؤولية وأن أقدم لهم كل ما ينال إعجابهم مستقبلاً. وأوضح السليطي أن ما يفعله سعادة وزير الثقافة والرياضة لخدمة المسرح والمسرحيين وأيضًا تفاعل الجمهور مع ما نقدمه كل هذه الأمور إنما تعطينا الدافع والأمل في عودة هيبة المسرح القطري مرة أخرى وعودة نشاطه الذي كان قد اختفى، لذا أتمنى أن نستثمر تلك الحالة وأن يظل المسرح في بريقه الحالي وأن تتوالى الأعمال المسرحية، ونرى المسرح القطري متوهجاً ومتألقاً ومشعاً بإبداع المسرحيين. ويضم العمل المسرحي «شللي يصير» كوكبة من نجوم المسرح القطري على رأسهم الفنان غانم السليطي والفنانة هدية سعيد وعدد من الفنانين الشباب الذين يجسدون أزمة الحصار بفنهم وأدائهم المسرحي الرائع.، وتقدم المسرحية حالياً على خشبة مسرح قطر الوطني في نفس القالب الكوميدي وتحمل العديد من التغييرات المهمة والتي تواكب المتغيرات التي حدثت خلال الفترة السابقة من عمر أزمة الحصار على قطر، ومن المعروف أن مسرحية «شللي يصير» مأخوذة من الحلقات التي انتجت عقب أزمة الحصار على قطر وتطرقت للأزمة بشكل كوميدي ساخر، لذلك يحاول فريق عمل «شللي يصير» أن يستغل النجاح السابق واستثماره من خلال خشبة المسرح ويقدم مسرحية بنفس الاسم ليجسد من خلالها الأزمة بشكل مسرحي أكبر وأعمق، وقد استطاع العمل الفني الساخر أن يقصف جبهة فن الدول المحاصرة لقطر بنجاح بعد أن اتسعت رقعة المشاهدين والمتابعين للعمل، ليس في قطر فحسب وإنما في كل مكان في الوطن العربي بما فيه من دول الحصار نفسها. وقد أشاد الجمهور بما يقدمه الفنان غانم السليطي من أفكار وموضوعات يقصف بها في كل حلقة جبهة المضللين والكذابين، فيكشف في كل حلقة عن فكرة جديدة تعكس مدى خيبة أملهم في ما فعلوه وفيما كانوا يتمنون تحقيقه من وراء هذا الحصار الفاشل البائي اليائس، الجمهور الواعي ينتظر كل حلقة جديدة ليتابع ما جاء فيا من سخرية لمواقفهم ولمستجدات الأزمة بشكل فني كوميدي جذب عشرات الآلاف من المتابعين الذين عبروا عن سعادتهم بمثل هذا العمل الجيد الذي عبر عما بداخل كل مواطن قطري وعربي يدافع عن الحق وعن الحقيقة التي يحاول البعض طمسها وإخفاء معالمها.
وأكد الجمهور أن ما يميز «شللي يصير» أنه من الأعمال التي لم تتعرض لأي إساءة أو تجريح لأي طرف ولكنها اهتمت فقط بتوضيح بعض الأفكار الخاطئة لدى البض، وتقديم رسائل إنسانية بحتة تخل من أية إشارات أو إيحاءات سياسية مهينة أو أي نوع من أنواع الإساءة والمعاملة بالمثل، وذلك في إطار كوميدي ساخر.
copy short url   نسخ
07/01/2018
3647