+ A
A -
حذر سياسيون بريطانيون من تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بسبب السياسات الأميركية غير المحسوبة التي لم تراعِ حقوق الفلسطينيين في أرضهم، وحقوق العرب والمسلمين في مقدساتهم بمدينة القدس، مؤكدين أن الكثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن لا يعترفون بسيادة إسرائيل على القدس منذ عام 1967 كونه مخالفاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وأيضا لما قد يسببه من عرقلة لجهود السلام بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى، متوقعين أن تسير دول عربية وإسلامية وربما غربية على خطى الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، وتهدد بسحب اعترافها بدولة إسرائيل، وهو ما سوف يعد صفعة قوية للإدارة الأميركية ولإسرائيل.
وأكد، جون كلانسي، القيادي بحزب العمال البريطاني لـ الوطن، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أقدم على خطوة خطيرة تجنبها الرؤساء الذين سبقوه «كلنتون، وبوش الابن، وأوباما» لعلمهم بخطوة هذه الخطوة على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية والإسلامية، وأيضا لتأثيرها المباشر على عملية السلام في الشرق الأوسط ونهاية دور الوسيط الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، فالأمر جد معقد وليس بالسهولة التي ظنها ترامب، وسوف تكون تداعياتها خطيرة جدا، ولن تستطيع الولايات المتحدة مواجهته، وقد أدت موجات الغضب الشديدة التي تفجرت في العديد من المدن العربية والإسلامية بالإضافة إلى المواقف الحاسمة للعديد من الزعماء العرب والمسلمين إلى خروج وزير الخارجية الأميركي، ريكس تليرسون، للإعلان عن أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد يستغرق بعض الوقت ولن يتم إلا بعد عامين، وهي في تقديري محاولة لتهدئة الغضب العربي والإسلامي، لكنها لن تحقق أي نتيجة، ولو استمر الغضب العربي والإسلامي على هذا الشكل سوف تتراجع الولايات المتحدة عن القرار، وسيكون رادعاً للدول الأخرى التي تفكر في مثل هذه الخطوة.
سحب الاعتراف بإسرائيل
وقال، إدوارد فيزي، القيادي بحزب الجمهوريين، ووزير الثقافة والاتصالات والصناعات الابداعية السابق، إن قرار ترامب لا قيمة له على أرض الواقع لمخالفته القانون الدولي، والحديث عن الحق الديني أو التاريخي لليهود في القدس أيضا ادعاء لا قيمة له، كون منظمة «اليونيسكو» الأممية أصدرت قراراً في مايو الماضي بعدم أحقية إسرائيل «قانوناً ودينياً وتاريخياً»، في أي مكان من القدس، والأمر محسوم بقرار دولي بأن القدس تخضع لإشراف الأمم المتحدة لحسن احلال السلام القائم على التفاوض الثنائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتوصل إلى حل ثنائي بإقامة دوليتين واقتسام السيادة على القدس، هذا بالنسبة للوضع القانوني للقدس، أما سياسياً فقرار ترامب سوف يضع إسرائيل في مواجهة العالم، وقدد هدد عدد من الزعماء في العالم بسحب الاعتراف بدولة إسرائيل وعلى رأسها تركيا، وربما القمة العربية الطارئة التي دعت إليها جامعة الدول العربية تصدر قراراً شبيهاً، كما دفع القرار الدول العربية والإسلامية غير المعترفة بإسرائيل حتى الآن إلى التمسك بموقفها، وهذا يعني عودة إسرائيل إلى الخلف خطوات كثيرة بسبب استباق القرار لمفاوضات الوضع النهائي، لذلك فالقرار صب في عكس مصلحة إسرائيل وأميركا ويعد خطوة عشوائية سوف يندما عليها.
رفض حاسم
وأضاف، ريتشارد ليوناردو، أن المدينة لأصحاب الأديان الثلاثة، وقد شهدت حروبا ونزاعات تاريخية طويلة، وقرار ترامب لا يعد حاسماً لمصير المدينة التاريخية، لا سيما وأن دولاً أوروبية وقوى دولية مهمة أعلنت رفضها للقرار بشكل مباشر وهجومي، كونه يعد تحدياً للجهود الدولية ولقرارات مجلس الأمن التي اتفقت عليها الدول الأعضاء، وهذا أمر لا يمكن قبوله، فهو تصرف منفرد غير مسؤول وخارج عن إطار الشرعية الدولية، وسوف يواجه لوقت طويل قادم، وسوف يضع الولايات المتحدة في صف واحد مع إسرائيل في مواجهة العالم وهذا الأمر سيكون له أثر سلبي كبير على أميركا وإسرائيل على جميع الأصعدة وهذا الأمر سوف يحدث خلافات وشقاقات داخل الإدارة الأميركية وسيعاني ترامب بسببه على الصعيد الداخلي كما هو الحال على الصعيد الدولي، فالأميركيون كل ما يهمهم مصالحهم واقتصادهم قبل أي شيء وأنصار هذه المصالح داخل الإدارة الأميركية أقوى بكثير من اللوبي اليهودي، لذلك فمن المؤكد أن الأيام القادمة سوف تحمل الكثير من المفاجآت لترامب وحلفائه.
copy short url   نسخ
11/12/2017
4101