+ A
A -
كتب ـ حاتم غانم
حدثني صديق أنه في أثناء زيارة لشقيقه الذي هاجر إلى السويد، ذهب للتسوق في سوبر ماركت مجاور بصحبة ابنه الذي لا يتجاوز السادسة من العمر، وتصادف أنه وبسبب عبث الطفل انهالت علب من أحد الرفوف مما تسبب في شعوره بالحرج، فعمد إلى ضربه لتعنيفه على ما فعل، وفوجئ بحشد من الزبائن السويديين يلتفون من حوله ويرمقونه بنظرات زاجرة تقدح شراراً وكلمات تأنيبية على فعلته حاول الخروج من المكان بسرعة، لكن الشرطة كانت قد وصلت فاستجوبته وأرغمته على توقيع تعهد بعدم تكرار ما فعل طالما أنه موجود على الأراضي السويدية لأن ضرب الأبناء ممنوع لأي سبب كان حسب قانون البلاد.
أسوق هذه الرواية بمناسبة تحذير علماء في دراسة جديدة من نوعها بأن ضرب الأطفال وتعنيفهم في الصغر يؤدي بهم إلى ممارسة العنف ضد شريكاتهم أثناء الكبر حسب خبراء في جامعة تكساس وذلك بعملية مسح واسعة شملت «758» شخصا من البالغين. وأفاد هؤلاء وبنسبة تجاوزت ثمانية وستين بالمائة أنهم تعرضوا للضرب البدني من قبل أولياء أمورهم. وتقول الدراسة الجديدة ان الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني من قبل الآباء غالبا ما يتصفون بممارسة العنف والتعسف والسلوك العدواني إزاء شريكاتهم في مرحلة لاحقة.
وتفيد بيانات الدراسة أن واحدا من بين خمسة من الشبان (أي بنسبة 19 بالمائة) اعترفوا بممارسة العنف إزاء الشريكات.
يقول البروفيسور جيف تيمبل الذي أشرف على الدراسة ان الفريق حدد إساءة معاملة الأطفال والتعسف بحقهم على أسس التعرض للضرب بحزام أو ما يمكن ان يترك رضوضاً أو آثاراً ملحوظة.
وكذلك الذهاب إلى طبيب أو مستشفى، مشيراً الى ان الضرب كنوع وشكل من أشكال العقاب كفيل بأن يرسخ السلوك العدواني لدى البالغين، وهذه الدراسة لا تزال جارية منذ أن كان المشاركون في عمر ما قبل المراهقة.
وضرب الأطفال كشكل من أشكال التوبيخ ممنوع في العديد من البلدان مثل فرنسا، اسكتلندا والسويد. وقبل شهرين حكم بالسجن على والد في سومرست لأنه ضرب ابنه مما تسبب في ترك آثار على بدنه، وفي الولايات المتحدة، فإن من الجائز «ضرب» الطفل في الولايات الخمسين، لكن هناك خلافات فيما بينها حول حدود المسموح، وتطبيق القانون غالبا ما يعتمد ويعود إلى تقدير النيابة العامة أو المدعي العام.
copy short url   نسخ
11/12/2017
6430