+ A
A -
حاوره- جليل العبودي
تبقى قطر دائماً حريصة على وحدة الصف وتواصل أبناء الخليج العربي وتقدم كل شيء من أجل ذلك، من منطلق مسؤوليتها الأخلاقية والأخوية بعيداً عن النزعات المتهورة والمواقف المتشنجة من البعض، وما مساهمة قطر برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية إلا دليل على ذلك بعد أن عملت بهدوء وصمت بعيداً عن «البهرجة» الإعلامية ولا يضرها أصوات الأدعياء، كما أن تنازل قطر عن تنظيم «خليجي 23» بعد أن أكملت كل الاستعدادات والتجهيزات إيثار حقيقي إزاء الأشقاء في الكويت، ونحن لا نعمل أو ننسب ما لم نقم به، بل إن الكويت أكدت ذلك وشكرت قطر، ورئيس اتحاد الدولي انفانتينو أشاد بموقف قطر، وكل ذلك موثق ومعروف للقاصي والداني، والمواقف القطرية ليست وليدة الظرف الحالي، بل منذ أن تأسست بطولة كأس الخليج في عام 1970 والتي حضرها وفد من بينه أحمد بن علي الأنصاري مدير رعاية الشباب حينها، والذي أكد أن الفكرة طرحت في السعودية وتبلورت بالبحرين ونحن حضرنا وحرصنا على المشاركة في خليجي 1 بمجموعة من اللاعبين الشباب بعد أن تم استعجال إعلان إقامة البطولة، ومن منطلق الحرص تواجدنا، كما أن قطر- يقول أحمد الأنصاري- ساهمت في امتصاص وتلافي الكثير من الإشكاليات التي حصلت في «خليجي 3» بالكويت بين الجمهور السعودي والكويتي، وقد كلفت من قبل سمو الأمير الراحل رحمه الله الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني للقيام بجولة على الدول الخليجية، والتقيت المسؤولين فيها وتجاوزنا آثار ما حصل ومهدنا لنجاح كبير في «خليجي 4» بالدوحة عام 1976 والتي شارك فيها العراق لأول مرة وغيرها الكثير.
وحرصاً من الوطن الرياضي على إطلاع الجماهير على الكثير من خفايا وخبايا كأس الخليج آثر أن يلتقي الشخصية الرياضية المعروفة أحمد بن علي الأنصاري ليسلط الضوء عليها وكان مدخلنا للحوار السؤال التالي:
هذا ما فعله العبثيون بـ «خليجي 3»
ما الذي ظل عالقاً في ذهنك من ذكريات كأس الخليج؟
- أتذكر أنه في عام 1974 في خليجي 3 بالكويت، وكنت حينها رئيس الوفد القطري، وقد شاهدنا أحداثاً غريبة من قبل الكثيرين من الجمهور السعودي قبل مباراة الكويت والسعودية بالنهائي، حيث كان هؤلاء يعتقدون أن هزيمة فريقهم في مباراة يعني هزيمة السعودية بكاملها، وهذه نظرة قاصرة، ولم يتقبلوها بروح رياضية، وفي اليوم النهائي كان هناك من يعبث في الملعب والممتلكات والسيارات، وكادت تلغى البطولة في النهائي بعد الموقف والوضع الذي نتج عن تلك الأحداث، وقد تدخلت قوى الأمن من أجل فض ما حصل، وللأسف لم تزل هذه العقلية موجودة الآن، وكلها عقد ومن لا يفهم الرياضة فهو مريض.
هل كان لكم دور في تجاوز ذلك؟
- نعم قطر دائماً داعمة لبطولات الخليج العربي، وبعد البطولة أرسلني سمو الأمير الراحل رحمه الله الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى دول الخليج واتصلت بالاتحادات الخليجية لنتجاوز ما حصل وتهدئة الأمور وأكدنا أهمية توعية الجمهور بما للبطولة من قيمة كبيرة لدى الخليجيين، لاسيما أنها دورة أخوية، وقد زرت دول الخليج، ووعدونا بالعمل على تلافي ذلك مستقبلاً، وأن ما سترونه من الجمهور السعودي كل خير، وفعلاً حضر الملك خالد بن عبدالعزيز خليجي 4 بالدوحة، وقطر ثبتت لأركان بطولات كأس الخليج، ولله الحمد كان خليجي الدوحة رائعاً وجميلاً، والهدف من تكون البطولات الخليجية إسعاد الجماهير ووحدتهم وليس تفريقهم، ولا يهمنا من سيفوز، والأهم أن تبقى دورة الخليج رافداً للمواهب الكبيرة وتخرج النجوم الكبار ممن عرفناهم عبر كل تاريخها.
سعادة كبيرة بعودة الكويت
ماذا تقولون عن عودة الكويت ورفع الإيقاف عن كرتها؟
- الحقيقة أنها من أسعد اللحظات التي عشتها هو رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية ووجودها في «خليجي 23»، وسعادتي اكبر بمساهمة قطر في رفع الإيقاف الكروي عن دولة عزيزة على قلوبنا، لاسيما أن الكرة الكويتية هي ملح بطولات كأس الخليج لما لها من تاريخ وحضور فاعل وصولات وجولات في الماضي.
كيف وجدتم جهود اتحاد الكرة القطري لدعم الإخوة بالكويت؟
- اتحاد الكرة القطري بذل مجهوداً جباراً وبهدوء بعيداً عن «البهرجة» الإعلامية ساهم في رفع الحظر، وهو ما ذكره الكويتيون أنفسهم وأيضاً حظي بإعجاب وإشادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحتى بعد أن تم رفع الإيقاف لم يقل نحن عملنا وقدمنا.... إلخ، بل يرى أن ذلك واجب أخوي تستحقه الكويت، والاتحاد يدرك أن الرياضة توحد ولا تفرق وتختزل المسافات بين الأشقاء وتقربهم لبعض، وما يحكم عمل الاتحاد القطري في هذا الجانب هي الروح الرياضية.
مواقف رائعة تستحق الاحترام
اتحاد الكرة تنازل عن حق تنظيم «خليجي 23» للكويت.. ماذا تقول عن ذلك؟
- هذا ليس بغريب على اتحاد الكرة، وأنا سعيد كما أن كل مواطن قطري سعيد من اجل ذلك كونه يدعم الأشقاء ويسهم في إعادة الروح للكرة الكويتية، والاتحاد الدولي من خلال كلامه وزيارته للكويت أنه مع الحق ومع استمرار الكرة الكويتية بعد سنوات عجاف، ويدرك مكانة الكرة الكويتية في القارة وسبق لها أن وصلت إلى كأس العالم 1982، والدخيل سجل واحداً من أجمل الأهداف وسبق أن وعد إنفانتينو برفع الإيقاف إذا ما طبقت الشروط التي تمت الموافقة عليها، كما أنه سيحضر إلى الكويت في كأس الخليج سواء الافتتاح أو النهائي وهذا دعم كبير، كما أن موقف اتحاد الكرة القطري من ذلك جاء تعبيراً عن الاعتزاز بمواقف الكويت الواضحة وموقف شعبها مما تتعرض له قطر من ظلم دول الحصار والتي تسمى دول الجوار وحرصها على تجاوز الأزمة التي افتعلوها، وموقفنا اقل ما يمكن أن يقدم للكويت.
البطولة جزء من تاريخ الخليج
كأس الخليج البعض يعزف على وتر الخلاف.. فهل نتجاوزه؟
- للأسف البعض عمل بالضد من دورة كأس الخليج من خلال روح بعض المسؤولين التي فيها الفرقة والتباعد عن بعض وهو ما يصعب من بطولات كأس الخليج التي نعدها جزءاً من تاريخ الخليج، ورغم أن قطر ملتزمة بثوابتها وأخلاقها فإنها تحارب من دول الحصار التي انكشفت أمام القاصي والداني والعالم تعرّف جيداً على موقف قطر وما تتعرض له من ظلم، ومع ذلك فهي تتصرف بحكمة وهدوء، وهو ما يغضهم كثيراً ويجعلهم يفقدون صوابهم أمام قطر أو من يقف معها، لذا سوف يسعون ويسعون لإحداث الفرقة ويبعدون التقارب بين شعوب الخليج وأخشى على دورة الخليج من دول الحصار، بعد أن فقدت أصحاب القلوب النقية الذين كانوا يحبون وحدة الخليج والتقارب، لاسيما أن كأس الخليج ودورة كأس الخليج أنشئت من أجل ذلك!
لكن هناك من يتظاهر بالحرص على دورات الخليج؟
- أعتقد ذلك ظاهراً، بعد أن كانت واقعاً من قبل؛ حيث إن السعودية هي من فكر بهذه البطولة ولقاء الأشقاء والتقارب، والبحرين سعت إلى دعوة الخليجيين وحضرنا عام 1970 الاجتماع الأول في يناير وتم الاتفاق على أن تًقام بطولة كأس الخليج وفعلاً أقيمت في شهر مارس من نفس العام، وساهمنا في وضع اللوائح وكنت مع المرحوم عبدالعزيز بوزير وحضرنا الاجتماع، وموقفنا واضح في الاجتماع الأول لكأس الخليج العربي.
كيف كانت مشاركة قطر في البطولة الأولى؟
- نحن شاركنا من باب الحرص على التجمع الخليجي ولم يكن لدينا مدرب وكلفنا حسن خيري لقيادة المنتخب في أول بطولة وقبلها بفترة بسيطة ولم يكن لدينا استعدادات، ولله الحمد سجلنا حضورنا ومن ثم قدمنا بطولة رائعة في خليجي 4 بالدوحة والتي شهدت مشاركة العراق لأول مرة.
اشمئزاز من إعلام دول الحصار
للأسف البعض حاول وأد البطولة عن قصد أو من دون قصد؟
- أعتقد أن هذا الشيء معيب جداً ومن دول كانت تدعي حرصها على الخليج وبطولات الخليج هي اليوم ضد تجمع الشباب الخليجي، وهذا خارج عن نطاق الروح الرياضية التي عرفت بها بطولات كأس الخليج العربي، وللأسف عندما أقرأ إعلام دول الحصار تشمئز منه النفوس ونزل إلى أسفل الدرك، وما هجومه على الرياضة القطرية إلا دليل حقده الأسود، كما إن تخوين السركال عندما التقى رئيس الاتحاد القطري يعتبر نقطة سوداء بجبينهم، ويبدو أن الأخ عندما يسلم على أخيه يدخل في خانة الخيانة طيب ماذا يقولون عن وفودهم التي تزور إسرائيل وتتشابك معهم بالأحضان، إنه أمر غريب ومعيب جداً، علماً بأنهم يقتلون شباب فلسطين وأهل فلسطين، فهل هذه صداقة أم خيانة؟!
هناك من يدعي أنه ساهم في رفع الإيقاف عن كرة الكويت؟
- هذا هراء في هراء، والكويت ذكرت أن قطر لها دور ورئيس الاتحاد الدولي شكر قطر، فلماذا لم يذكرهم، إنهم أدعياء ويكذبون الكذبة ويصدقونها، وللأسف أن أي شيء خير تقوم به قطر يجعلهم يكشفون حقدهم الأسود وغيرتهم المقيتة، والأطفال يسألونني عن الشقيقة الكبرى، فما عساك أن تقول.. للأسف، إنها صدمة للإنسان الذي يعتقد شيئاً ويكتشف شيئاً آخر، وأشرح للأطفال على مستوى عقلهم، وقاحة الوقحين، وكل واحد يتعامل بأصله وأخلاقه.
copy short url   نسخ
11/12/2017
4618