+ A
A -
غزة- الأناضول- ما إن تصل عقارب الساعة، إلى الحادية عشرة مساءً بالتوقيت المحلي، حتى يبدأ عناصر الفصائل الفلسطينية بالنفير والانتشار، داخل الحقول الزراعية، وفي الطرقات والأزقة الصغيرة، القريبة من المناطق الحدودية مع إسرائيل، بهدف تأمينها من أي عملية توغل أو تسلل للجيش الإسرائيلي.
ورغم حلول شهر رمضان، إلا أن هؤلاء المسلحين، الذين يطلق عليهم محلياً اسم «المرابطون»، حريصون على مواصلة عملهم، الذي يتسم بدرجة عالية من الخطورة.
ورافق طاقم وكالة الأناضول، مجموعة من «المرابطين»، التابعين لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في إحدى الحقول الزراعية القريبة من السياج الأمني في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، من الساعة الحادية عشرة مساءً، وحتى ساعات الفجر الأولى.
وتكوّنت المجموعة من 10 أفراد، كانوا يرتدون لباسًا عسكريا أخضر اللون، وتخفوا داخل أحد الحقول الزراعية، القريبة من الحدود. وتُطلق الفصائل الفلسطينية، على «مواقع الرباط»، مُسمى «الثغور».
واستغل بعض أفراد المجموعة، حالة الهدوء التي لم يعكرها سوى أصوات أزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، وانشغلوا في تلاوة القرآن الكريم.
وكان لافتاً تبادل أفراد المجموعة للرسائل مع قيادتهم، وتقديم تقارير دورية عن حالة المنطقة، من خلال أجهزة اتصال خلوية.
وبعيد حلول منتصف الليل، استلمت المجموعة أمراً من قيادتها، عبر الهاتف، بالاستعداد واليقظة، بعد ورود معلومات عن إطلاق جهة فلسطينية غير معروفة، صاروخا باتجاه إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يجلب رد فعل إسرائيلي، في حال ثبتت صحته. ويقول أبومجاهد، أحد قادة سرايا القدس، الذي تواجد في المكان، إن «مواقع الرباط في رمضان تسودها أجواء إيمانية وروحانية، يتخللها تكثيف الذكر وتلاوة القرآن والصلاة، إن سمح الوضع الأمني».
وأضاف «أبو مجاهد» الذي كان يرتدي لثامًا أسود، ويحمل بندقية من طراز «كلاشنكوف»: «نحاول تعويض القصور عن الصلاة في المساجد والعبادات والابتهالات التي تفوتنا، لأننا مرابطون، بالذكر وتلاوة القرآن والدعاء، وأعيننا شاخصة نحو الحدود، نراقبها عن كثب، لمنع أي توغل للاحتلال، أو غدر، أو ارتكاب أي حماقة».
ورداً على سؤال، حول ردة فعل مجموعات «المرابطين» في حال حدوث أي توغل من قبل الجيش الإسرائيلي داخل حدود قطاع غزة، قال «أبومجاهد»: «هناك قواعد للاشتباك، ويمنع على العدو تجاوز الحدود».
وأضاف: «الجميع يعلم أن الحرب الأخيرة عام 2014 التي أطلقت عليها سرايا القدس (البنيان المرصوص) رسخت مفاهيم وقواعد جديدة مع العدو». وتابع: «إن قام العدو بأي تهور داخل حدودنا يكون هناك رد مباشر من قبل المجاهدين، وهذه أوضاع تحكمها أمور ميدانية، يقوم المجاهدون بمعاينتها، وتحديد طبيعة الرد وفق الظروف».
copy short url   نسخ
26/06/2016
2833