+ A
A -
كتب- طاهر أبوزيد
منذ انطلاق برنامج زراعة الكبد في مؤسسة حمد الطبية عام 2012، أجرى فريق جراحي زراعة الكبد في المؤسسة برئاسة الدكتور حاتم خلف– استشاري أول جراحة وزراعة الكبد عدد 24 عملية ناجحة لزراعة الكبد ومن بينها عمليتان تم خلالهما نقل الكبد المزروع من متبرعين أحياء من أقارب المريضين اللذين أجريت لهما الزراعة. وقد سجلت جميع هذه العمليات نسب نجاح تفوق المعدلات العالمية لعمليات زراعة الكبد، كما يعيش المرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحات حياتهم بصورة طبيعية.
وقد أجريت أحدث عمليات زراعة الكبد في مؤسسة حمد الطبية في الحادي عشر من نوفمبر الماضي لمريض مصري الجنسية يبلغ من العمر 40 عاماً حيث تبرع له بجزء من الكبد شقيقه(30 عاماً) الذي يقيم بالدوحة أيضا. وضم الفريق الجراحي الذي أجرى عمليتي الحصول على الكبد من المتبرع ثم زرعها للمريض كل من: د.حاتم خلف– رئيس الفريق، ود.أحمد الأفندي، ود. وليد المغازي-استشاري جراحة وزراعة الكبد، وذلك بحضور البروفيسور ياسوهيرو أوجورا PRO.YASUHIRO OGURA استشاري أول جراحة وزراعة الكبد الزائر من جامعة ناجوياNAGOYA اليابانية. كما ضم فريق التخدير كلاً من: د.محمد ناجي المصري، ود.ياسر حماد- استشاريا أول التخدير.
وقد توجه د.حاتم خلف بالشكر إلى الفريق متعدد التخصصات بمؤسسة حمد الطبية الذي شارك في إعداد وتجهيز المريض والمتبرع للعملية في أقسام: التمريض، والمختبرات، ومكافحة العدوى، والعناية المركزة، والصيدلية، وفريق أطباء الجهاز الهضمي برئاسة د. معتز دربالة – استشاري أول الجهاز الهضمي ورئيس لجنة زراعة الكبد بحمد الطبية، ود. ياسر مدحت– استشاري الجهاز الهضمي، والسيد محمود صالح منسق زراعة الكبد.
والمريض الذي أجريت له عملية زراعة الكبد أصيب بفشل كبدي نتيجة التهاب الكبد الفيروسي (ج) الذي أصابه قبل عدة سنوات، وقد أدخل المستشفى ثلاث مرات في الآونة الأخيرة نتيجة المضاعفات الناشئة عن هذا المرض ومنها الاستسقاء الكبدي، والغيبوبة الكبدية، والتهابات بكتيرية حيث لم تتحمل حالته الانتظار إلى حين توفر الكبد اللازم للزراعة من متبرع متوفى دماغياً.
ويقول الدكتور حاتم خلف: «قررت لجنة زراعة الكبد البحث عن متبرع بجزء من الكبد من أقارب المريض بما يتفق مع ضوابط لجنة الأخلاقيات الطبية لزراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية برئاسة د. رياض فاضل- مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء، وقد أجريت التحاليل اللازمة والفحوصات التي أثبتت ملاءمة شقيق المريض للتبرع، كما قامت اللجنة المذكورة بالتأكد من صلاحية المتبرع وتهيئته نفسياً للتبرع وحصلت على الموافقات القانونية والرسمية اللازمة لهذا الإجراء».
وأوضح د.حاتم أن المتبرع غادر المستشفى بعد ثمانية أيام من إجراء العملية وهو في صحة جيدة ويستطيع ممارسة حياته بصورة طبيعية حيث يعود الكبد لينمو مرة أخرى ويعوض الجزء المستقطع منه خلال ستة أسابيع، أما المريض الذي تمت له الزراعة فيغادر المستشفى خلال 12 يوماً عقب العملية ويستطيع العودة لعمله في غضون أربعة أسابيع بعد العملية وتتم متابعة حالته بصورة اعتيادية مع أطباء قسم الكبد والجهاز الهضمي في العيادة الخارجية.
وأكد د.حاتم خلف أن هناك 20 مريضا حالياً صالحين لزراعة الكبد ولكنهم على قوائم الانتظار لعدم وجود متبرعين بجزء من الكبد خلال الفترة الحالية، منوهاً بنشاط وحدة زراعة الكبد في مؤسسة حمد الطبية والتي تقوم بإجراء عدد كبير ومتنوع من الجراحات الأخرى في الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية؛ مثل استئصال الكبد والبنكرياس لحالات الأورام السرطانية والأمراض المحتملة في الكبد والبنكرياس عن طريق الجراحات التقليدية أو بواسطة المنظار الجراحي حيث بلغ مجموع الجراحات التي أجرتها الوحدة خلال السنوات الخمس الماضية 500 جراحة متنوعة من بينها ما يقرب من 150 جراحة تمت خلال العام الجاري.
ومن جهته قال الدكتور أحمد الأفندي: «بدأنا إجراء عمليات استئصال الكبد والبنكرياس باستخدام المنظار قبل ثلاث سنوات وأجرينا 20 جراحة حتى الآن بهذه الطريقة واغلبها لمرضى أورام سرطانية في الكبد أو البنكرياس بالإضافة إلى حالات تعاني من الأكياس الطفيلية أو التشوهات الولادية في القنوات المرارية، وأنوه إلى وجود مراكز طبية معدودة فقط في العالم تقوم بهذا النوع من الجراحات باستخدام المنظار الجراحي ونحن نحقق هنا نسب نجاح تفوق المعدلات العالمية المسجلة».
وبدوره قال الدكتور وليد المغازي: «من أوجه التميز في أداء وحدة زراعة الكبد في مؤسسة حمد الطبية هو إجراء عمليات الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية تحت مظلة إدارية واحدة حيث يتعامل المريض مع فريق طبي واحد يقوم بدوره بالتنسيق اللازم مع التخصصات الطبية الأخرى حال الاحتياج لمشورتها؛ حيث تتم الاستعانة في بعض الحالات بأطباء الأشعة التداخلية أو الأشعة التشخيصية أو المناظير التداخلية لعلاج الحصوات داخل الكبد، ما يؤكد أن العملية تتم من خلال فريق طبي أو جراحي متعدد التخصصات وهذا يزيد من نسب النجاح وييسر على المريض الإجراءات العلاجية».
ومن جانبه قال المريض ايمن محمد الذي أجريت له عملية زراعة فص من كبد متبرع حي أن الفريق الطبي بمؤسسة حمد الطبية يتمتع بكفاءات متميزة مشيدا بما قدموه له خلال العملية من تسهيلات ومساعدة حتى نجاح العملية.
واعرب ايمن عن شكره لدولة قطر لرعايتها للمقيمين على ارضها ومساعدتهم في العلاج وتقديم التسهيلات لهم، مثنيا على جهود مؤسسة حمد الطبية وقياداتها ووزارة الصحة مؤكدا انهم بالفعل جميعا مثالا للإنسانية
وقال شعيب محمد المتبرع إن ما يقوم به الفريق الطبي بحمد الطبية يؤكد مدى الرقي والتقدم والمعاملة الإنسانية المتميزة التي يتمتع بها الفريق تحت إشراف قيادات مؤسسة حمد الطبية الذين يوفرون كافة سبل النجاح للعمليات الجراحية الكبرى.
وتقدم بالشكر لدولة قطر قيادة وشعبا ولقيادات القطاع الصحي وعلى رأسهم سعادة وزيرة الصحة العامة وجميع العاملين بالقطاع الصحي، منوها إلى انهم جميعا يستحقون الإشادة وكلمات الشكر والعرفان لن توفيهم حقهم ولا حق دولة قطر راعية الإنسانية، ومضرب الأمثال في الأخلاق وحسن المعاملة التي بالفعل تؤكد من خلال مراعاتها للأبعاد الإنسانية مما يؤكد أنها بحق كعبة المضيوم.
copy short url   نسخ
07/12/2017
5721