+ A
A -
عواصم- وكالات- فجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاوضاع تماما في المنطقة، بإعلانه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وإقراره أنها عاصمة لإسرائيل.
واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قرار الإدارة الأميركية يشكل تقويضاً متعمداً لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام.
وقال الرئيس عباس، في خطاب مساء أمس «إن هذا القرار يمثل إعلاناً بانسحاب أميركا من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية السلام».
وأضاف أن «الإدارة الأميركية اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية وفضلت أن تتجاهل، وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم وقياداته الروحية والمنظمات الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع القدس».
وأكد الرئيس الفلسطيني أن هذه الإجراءات تمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها للاتفاقات وتحديها للشرعية الدولية، وتشجيعا لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان و«الأبارتايد» والتطهير العرقي.
واعتبر عباس أن هذه الخطوة «تصب في خدمة الجماعات المتطرفة التي تحاول تحويل الصراع إلى حرب دينية تجر المنطقة التي تعيش أوضاعاً حرجة في أتون صراعات دولية وحروب لا تنتهي، وهو ما حذرنا منه على الدوام وأكدنا حرصنا على رفضه ومحاربته». وأضاف إن القدس «عاصمة دولة فلسطين الأبدية». ودعا المجلس المركزي لمنظمة التحرير لجلسة طارئة بحضور جميع الفصائل.
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن ترامب دمر حل الدولتين. وأضاف أن مصير القدس يحدده الشعب الفلسطيني وليس ترامب.
وأكد وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو أنه لا يمكن أن تصبح القدس عاصمة لإسرائيل بناء على إعلان دولة ما».
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تلقى اتصالا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث آخر التطورات «بالمنطقة» بعد قرار ترامب بشأن القدس.
واعتبرت باكستان أن قرار ترامب يوجه ضربة قاسية لعملية السلام في الشرق الأوسط، بينما أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عباس في اتصال هاتفي رفض مصر لقرار ترامب والآثار المترتبة عليه.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن قرار ترامب بشأن القدس خطير ويهدد مصداقية الولايات المتحدة كوسيط لعملية السلام في المنطقة.
وقال مكتب رئيس النظام السوري بشار الأسد إن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفيما أعلن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون أن وزارة الخارجية ستبدأ فورا في تطبيق قرار الرئيس بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، قالت وزارة الخارجية المكسيكية إنها ستبقي على سفارتها بإسرائيل في تل أبيب، وقالت الوزارة في بيان إن المكسيك ستستمر في الالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي تخص وضع القدس.. وستستمر في تأييد المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني».
ودعا قياديون بحركة «فتح» لطرد القنصل الأميركي بفلسطين وقطع الاتصالات مع واشنطن.
من جهته طالب السياسي الفلسطيني محمد دحلان الفلسطينيين برفض أي محادثات سلام في المستقبل وتعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سياسة أميركية قائمة منذ عقود واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل على الرغم من تحذيرات من شتى أنحاء العالم من أن هذه الخطوة ستعمق الخلاف بين إسرائيل والفلسطينيين. ووضع القدس، التي تضم مواقع مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود، من أكثر القضايا الشائكة في جهود السلام المستمرة منذ فترة طويلة.
وحذر الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر مساء أمس من «التداعيات الخطيرة» لقرار ترامب، وقال إن القرار تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم. وقال الطيب إن القرار يشكل «إجحافا وتنكرا للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة... وتجاهلا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم وملايين المسيحيين العرب».
copy short url   نسخ
07/12/2017
8612