+ A
A -
الدوحة- الوطن
أظهرت أحدث نتائج مشروع «أصول الدوحة التاريخية»، الذي يُقام بالتعاون بين كلية لندن الجامعية ــ قطر ومتاحف قطر، أن دولة قطر شهدت حالة من النمو بداية من مطلع القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين بفضل تجارة اللؤلؤ التي حوّلت قطر إلى مركز جذب للتجارة والسكن خلال تلك الفترة.
قام بالكشف عن نتائج المشروع كل من البروفيسور روبرت كارتر، زميل البحوث المهنية في كلية لندن الجامعية ـــ قطر، والدكتور فرحان سكال، رئيس شؤون الآثار في متاحف قطر، خلال محاضرة عامة أقيمت أمس الأول الثلاثاء.
أظهرت النتائج أن سكان الدوحة أعادوا بناءها 4 مرات على الأقل على مدار المائتي عام الماضية، وهو ما تشير إليه الشواهد الأثرية - وفقًا للدكتور سكال - الذي أوضح أن الحفريات الأخيرة كشفت عن وجود 4 طبقات متراكبة من البناء تدل على إعادة بناء المنازل والمنشآت على أنقاض المباني القديمة خلال تلك الفترة.
وأوضحت النتائج أيضًا أن تجارة اللؤلؤ يرجع لها الفضل في إطلاق شرارة التنمية في مدينة الدوحة على غرار العديد من بلدان الخليج الأخرى، إذ يعتقد الباحثون أن منطقة الخليج كانت تساهم بنحو 80 % من إنتاج اللؤلؤ في العالم مع مطلع القرن التاسع عشر، وكانت قطر وقتها من أبرز منتجي اللؤلؤ في المنطقة.
كما كشفت الحفريات عن مجموعة من الشواهد التي تدل على الاتصال الخارجي لقطر مع دول العالم بفضل تجارة اللؤلؤ الذي كان يُستخدم في البلدان الغربية كنوع من الترَف، وأوضحت أن قطر كان تستورد في المقابل بضائع أجنبية مثل منتجات السيراميك من أوروبا والشرق الأقصى.
وأفادت النتائج بأن قطر تأثرت بشدة بسبب الكساد الكبير الذي ضرب العالم في عام 1929، حيث كان لذلك تبعات سلبية على تجّار اللؤلؤ في أنحاء العالم، وذلك قبل اكتشاف النفط بنحو 20 عامًا والذي دفع حركة التنمية وعزز دعائم الاستقرار في قطر مجددًا.
وتعليقًا على المحاضرة، قال البروفيسور روبرت كارتر، زميل البحوث المهنية في كلية لندن الجامعية قطر:«الدوحة التي نراها اليوم هي امتداد لحركة متواصلة من النمو والقدرة على التكيّف منذ مئات السنين. هذه الدراسة تكشف لنا جانبًا من حياة الأقدمين، وتثبت لنا الاتصال الوثيق لدولة قطر مع العالم الخارجي عبر شركائها التجاريين. كما تبيّن لنا الدراسة كيف تغلب سكان الدوحة السابقين على التحديات الناجمة من العيش في مكان كان منعزلًا جغرافيًا - وهو ما يفسر غياب الإشارة إليها في المصادر التاريخية – عبر حركة التعمير والتجارة مع دول العالم. ونيابة عن كلية لندن الجامعية قطر، أود أن أشكر متاحف قطر وقطر ريل على دعمهما لنا في القيام بهذه الحفريات».
من جانبه، قال الدكتور فرحان سكال، رئيس شؤون الآثار في متاحف قطر:«بفضل هذا المشروع الأثري التنموي، أصبح بمقدور الباحثين الحصول على معلومات لم تكن متوفرة سابقًا. هذا المشروع استثنائي بلا شك نظرًا لما يتيحه لنا من معلومات تاريخية عن هذا البلد تقبع شواهدها تحت أقدامنا. ستعزز نتائج المشروع تراث قطر وتحسّن مستوى الوعي بتاريخها الثري».
هذا وقدم المتحدثان الشكر للصندوق القطري للبحث العلمي على دعمه للمشروع.
المحاضرة نظمت ضمن سلسلة المحاضرات العامة الشهرية لكلية لندن الجامعية قطر. ويمكن مشاهدة هذه المحاضرات عبر صفحة كلية لندن الجامعية قطر على موقع فيسبوك.
كلية لندن الجامعية، جامعةٌ متعددة التخصصات، تُصنَف باستمرار ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى العالم. تأسست الجامعة عام 1826، وكانت أول مؤسسة أكاديمية في المملكة المتحدة تمنح حق التعليم العالي لجميع طلابها، بغض النظر عن جنسهم أو طبقتهم الاجتماعية أو دينهم. تهتم الجامعة بالبحوث، حيث تأتي في صدارة أنشطتها الأكاديمية، وتسخّر جهودها التعليمية والبحثية للتصدي لمجموعة من أبرز التحديات العالمية.
يدرس بالجامعة اليوم طلاب ينتمون لأكثر من 150 دولة، وجميعهم يتمتعون بالإبداع والتفكير الناقد. أنشأت كلية لندن الجامعية فرعها في قطر بالشراكة مع مؤسسة قطر. وهو صرح تعليمي متميز لدراسة التراث الثقافي.
استقبلت كلية لندن الجامعية قطر أولى دفعاتها الطلابية في أغسطس 2012، والتحق بها حتى الآن أكثر من 230 طالبًا ينتمون لأكثر من 40 دولة.
وللكليةِ منهج أكاديمي وبحثي متميّز يتولى تدريسه نخبة من الباحثين الأكاديميين والأساتذة والعلماء المرموقين المنتمين لمعهد الآثار بكلية لندن الجامعية.
وتتيح كلية لندن الجامعية قطر برنامجين لدراسة الماجستير في تخصص المتاحف والمعارض وتخصص دراسات المكتبات والمعلومات، وهما برنامجان مصممان خصيصًا لتلبية احتياجات الطلاب الدوليين والمقيمين في قطر الذين يرغبون في العمل بالمجالات المتعلقة بالتراث الثقافي والمعرفي.
كما تقدم الكلية برامج تدريبية قصيرة لمتخصصي الآثار ممن هم في منتصف حياتهم المهنية، وتنظم سلسلة من المحاضرات العامة للجمهور لتعريفهم بالتراث الثقافي.
وتسعى كلية لندن الجامعية قطر لأن تكون مركزًا للتميّز في منطقة الخليج متخصصًا في دراسة التراث الثقافي وتعريف أكبر قدر ممكن من الجمهور بهذا التراث من خلال التعاون الوثيق مع المجتمع.
copy short url   نسخ
07/12/2017
3332