+ A
A -
كتب – محمد حمدان





..انتصار جديد حققه مصرف قطر المركزي والبورصة القطرية إثر إعلان مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال MSCI أمس الاستمرار في آلية تنفيذ التعاملات في أسواق المال القطرية بناء على أسعار الصرف الرسمية بدلاً من استخدام أسعار الصرف الخارجية، مؤكداً اعتماد حساب قيمة الريال مقابل العملات الأخرى بأسعار الصرف المعتمدة لدى مصرف قطر المركزي عند إجراء التحويلات المالية بحيث يتم الاستمرار في الوضع القائم حاليا من حيث استخدام السعر الرسمي المعلن من جانب المصرف المركزي. ويعتمد المستثمرون الأجانب على مكونات مؤشر MSCI في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية فيما يضم مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، والذي تصدره «مورغان ستانلي»، أسواقا من 23 دولة تمثل 10 % من القيمة السوقية للأسواق العالمية.


ويأتي ذلك في أعقاب نجاح مصرف قطر المركزي في إنجاز إغلاق الفجوة السعرية بين أسعار صرف الريال القطري بالأسواق الخارجية والسوق المحلي ليعيد الاستقرار للعملة الوطنية ويسحق المضاربين والمتآمرين على الريال القطري من دول الحصار الذي سجل 3.64 ريال للدولار (نفس السعر في سوق الصرف المحلي) ومقارنة مع مستويات بلغت 3.92 ريال للدولار في أسواق الصرف الخارجية بتاريخ 20 نوفمبر الماضي، الأمر الذي يؤكد أن مصرف قطر المركزي أحبط محاولات دول الحصار لضرب الريال من خلال تأجيج المضاربات على العملة الوطنية في إطار الحرب الاقتصادية التي تشنها دول الحصار على قطر.
وأظهرت وثائق سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة والتي كشفها موقع «الإنترسيبت» الاستقصائي وجود خطة لدى دولة الإمارات لشن هجوم على النظام المالي في قطر ومحاولة سرقة استضافتها كأس العالم 2022 وتشمل الحرب الاقتصادية ضد قطر هجوماً على العملة القطرية باستخدام أساليب للتلاعب بالسندات والمشتقات المالية، وزيادة ديون قطر عبر التحكم في منحنى العائدات وتقرير مستقبلها.
وفي وقت سابق حاولت دول الحصار الضغط على السندات الحكومية الخارجية لدولة قطر غير أنها فشلت نتيجة التداول الضعيف على هذه السندات من جهة، وتدخل مصرف قطر المركزي ووزارة المالية للتعامل مع الأمر من جهة أخرى، فيما يؤكد مصرف قطر المركزي التزامه بتوفير السيولة الكافية من العملات الأجنبية بأسعار صرف العملات المعلنة لتغطية طلبات جميع المستثمرين من الأفراد والمؤسسات المحلية والأجنبية. حيث تتم العمليات المصرفية بما فيها التحويلات بدون أي معوقات مع حرية كاملة في تحويلات الأموال من وإلى داخل الدولة بأسعار صرف العملات الرئيسية التي يعلنها مصرف قطر المركزي بشكل يومي. كما أن مصرف قطر المركزي لديه احتياطيات عملات أجنبية أكثر من كافية لتغطية جميع متطلبات المستثمرين في الوقت الذي يقوم فيه مصرف قطر المركزي، وفي إطار مسؤولياته، يقوم بالتواصل بشكل دوري ومستمر مع كافة البنوك والمؤسسات المالية العاملة في دولة قطر لمتابعة سير المعاملات والتأكد من كافة الإجراءات المتعلقة بحركة الأموال تعمل بشكل طبيعي.
ويؤكد مصرف قطر المركزي التزامه بتوفير السيولة الكافية من العملات الأجنبية بأسعار صرف العملات المعلنة لتغطية طلبات جميع المستثمرين من الأفراد والمؤسسات المحلية والأجنبية، وقال سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، أن ما يمتلكه المصرف من احتياطيات دولية وسيولة بالعملات الأجنبية يمثل أكثر من ضعفي القاعدة النقدية، والتي تتكون من النقد المصدر مضافا إليه جميع ودائع البنوك المحلية لدى المصرف بما فيها أرصدة الاحتياطي الإلزامي والتي يستحيل عمليا أن يتم سحبها بالكامل، مما يوضح أن كفاية تلك الاحتياطيات المتوافرة لدى المصرف تعتبر أكثر من كافية سواء لأغراض الدفاع عن سعر صرف الريال القطري أو لأغراض السياسة النقدية.
وقال مراقبون لاسواق المال، أن قرار مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال MSCI، بالاستمرار في استخدام الريال القطري عند إجراء التحويلات المالية يمثل انتصاراً لجهود مصرف قطر المركزي في إحباط المؤامرة على الريال القطري وتصويت بالثقة مجدداً في البورصة القطرية التي تستقطب مساهمين جددا.
وقال المحلل المالي لدى الأكاديمية الدولية، مبارك التميمي، إن قرار مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال MSCI، بالاستمرار في استخدام أسعار الصرف المحلية – الريال القطري- في تقييم الأسهم القطرية، يدل على قوة الريال القطري كعملة ثابتة دون أن تتأثر بالتذبذبات التي تحدث، مشيراً إلى ان استقرار سعر العملة رغم الحصار المفروض على قطر منذ 6 أشهر زاد من ثقة الأسواق العالمية في الريال القطري.
وأضاف أن المؤشرات العالمية عندما تعتمد عملة للتداول تتأكد من أن لديها ثقة كبيرة في العملة وفي البورصة القطرية أيضاً خصوصاً بعدما نجح مصرف قطر المركزي في إعادة الاستقرار لأسواق الصرف الخارجية محبطاً مؤامرات دول الحصار مبيناً أن التأكيد الحاسم من قبل مصرف قطر المركزي عن وجود احتياطيات وفيرة يستطيع أن يستخدمها لدعم الريال وتحقيق أهدافه في السياسة النقدية وإثباته ذلك عمليا عبر إعادة الاستقرار لأسواق الصرف الخارجية واستقرار الريال وإحباط مؤامرات دول الحصار، كل ذلك أدى إلى استمرار MSCI في اعتماد الريال القطري بأسعار الصرف المحلية.
وأشار التميمي إلى أن الاقتصاد حافظ على قوته رغم الحصار، وحقق نمواً متميزاً انعكس بشكل مباشر على أداء البورصة القطرية عبر استقطاب المزيد من المستثمرين والمحافظ الأجنبية التي لها نشاط ملحوظ، مشيرا إلى ان استمرار الأسواق العالمية على التعامل بالريال يؤكد ثقة العملة، ومن المتوقع ان يساهم في جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية للبورصة.
وأشار إلى أن بورصة قطر استطاعت ان تستفيد من الانفتاح الكبير للاقتصاد القطري عبر التوسع في الاسواق العالمية وخاصة الاسيوية بما في ذلك من استقطاب للمحافظ والصناديق الاجنبية الراغبة في الاستثمار بالسوق القطري، مثل صناديق استثمارية من دول جنوب شرق آسيا مثل الصين وسنغافورة وهونغ كونغ وذلك لثقتهم المرتفعة بالسوق القطري.. مبيناً «ان القوانين والتشريعات الاقتصادية التي تم إصدارها والمحفزة على الاستثمار في السوق المحلي جذبت العديد من المستثمرين الأجانب ما انعكس بشكل إيجابي على الشركات القطرية وعلى أداء البورصة وإعادة التوازن والارتفاع لها مجددا».
واوضح أن التوقعات الايجابية باستمرار الاداء الاقتصاد القطري بتحقيقه لمعدلات نمو هي الافضل والأعلى بين دول المنطقة، ستؤدي إلى مضاعفة مستويات الثقة لدى جميع المستثمرين في البورصة القطرية، مؤكدا انه لم يعد هناك أي تداعيات للحصار الجائر المفروض على أداء بورصة قطر.
تبديد المخاوف
بدوره، قال المستثمر، يوسف ابوحليقة، إن قرار مؤشر MSCI للأسواق الناشئة باعتماد حساب قيمة الريال مقابل العملات الأخرى عند إجراء التحويلات المالية باستخدام السعر الرسمي المعلن من جانب المصرف المركزي بدلاً من أسعار الصرف الآجلة يؤكد ثبات وقوة الريال القطري وعدم تأثره بالحصار الذي استمر لأكثر من 6 أشهر كما انه يمنح البورصة جرعة ثقة ودفعة جديدة.
وأضاف، القرار محفز ومشجع ويدل على أن الاقتصاد القطري يحظى بثقة عالمية وأنه بات محصناً من تداعيات الحصار، كما أن القرار بدد مخاوف المستثمرين وأزال الشكوك حول انخفاض قيمة العملة، لافتاً إلى أن دول الحصار سعت لزعزعة الثقة بالريال من خلال شن حرب إعلامية اقتصادية واستغلت دراسة مؤشر MSCI للأسواق الناشئة للعملة القطرية إلا أن آمالهم باءت بالفشل، كما أن مصرف قطر المركزي كان لهم بالمرصاد فأحبط مؤامراتهم.
وأشار إلى ان قرار مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، يعيد الثقة في الاقتصاد القطري والبورصة القطرية والريال القطري والاقتصاد الوطني، حيث زاد من موجة التفاؤل بالبورصة كما يشجع المستثمرين على الدخول والاستثمار في السوق القطري، مضيفاً «هذه تطورات جديدة ونوعية تمثل انتصاراً لبورصة قطر والعملة القطرية، خاصة في ظل انعكاس الأداء الايجابي للاقتصاد القطري ونسب النمو المميزة المتوقع تحقيقها، ولذلك يتوقع أن تزيد مستويات الشراء من قبل المستثمرين والمحافظ الاجنبية».
واشار إلى ارتفاع مستويات الشراء من قبل المحافظ الاجنبية بمستوى قياسي أمس حيث بلغت نسبة شرائها نحو 48.68%، لافتاً إلى ان البورصة اتخذت تدابير كبيرة وإجراءات حفزت الأجانب على الاستثمار فيها، ولذا خلال فترة الحصار جرى تدشين أكثر من 100 حساب لمحافظ أجنبية جديدة في قطر منذ بدء الحصار على دولة قطر، متوقعا أن تشهد السوق تدفق مزيد من الاستثمارات الأجنبية في العام المقبل.
استفادة البورصة
من جهته قال المحلل المالي لدى شركة نماء للاستشارات الاقتصادية احمد ماهر، أن قرار مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بالاستمرار في اعتماد الريال يمثل رسالة قوية لجميع المستثمرين بأن الريال القطري يتمتع بقوة وثبات أمام التقلبات السعرية، مشيراً إلى أن بيانات رسمية أمس الأول أظهرت ارتفاعا في الاحتياطات الدولية والسيولة لدى مصرف قطر المركزي إلى 36.1 مليار دولار في أكتوبر الماضي، قياساً على مستويات 35.6 مليار في سبتمبر، وهو ما يعتبر مؤشرا على قوة مصرف قطر المركزي.
وأشار ماهر إلى أن تأكيد مصرف قطر المركزي أن لديه احتياطيات عملات أجنبية أكثر من كافية لتغطية جميع متطلبات المستثمرين، عزز من ثقة المستثمرين في السوق القطري ووفر حماية من أي تداعيات قد تحدث.
وأشار إلى أن بورصة قطر تعتبر من اكثر المستفيدين من هذا القرار، مبيناً أن الشركات المدرجة في البورصة تتمتع بملاءة مالية عالية وارتكاز الشركات على اقتصاد وطني قوي وصلب وتحقيقه معدلات نمو الأفضل بين دول المنطقة، موضحاً ان البورصة تشهد عمليات شراء وبناء مراكز من جانب الصناديق الاجنبية، والتي لديها استراتيجية استثمارية محددة تقوم بالعمل عليها، بالاضافة إلى زيادة عدد الصناديق الاجنبية المستثمرة في السوق القطري، في ظل وصول مستويات الأسعار للأسهم القطرية إلى مستويات مغرية للشراء».
copy short url   نسخ
07/12/2017
3963