+ A
A -
الدوحة - الوطن - ضمن سلسلة «دراسات» صدر حديثا ً عن «دار أزمنة» في عمان، كتاب بعنوان «النظرية النقدية العابرة للتخصصات» للناقد والروائي العراقي عباس عبد جاسم، تضمن اثني عشر فصلا ً ومقدمة وملحقين بأهم مصطلحات الحداثة البعدية والمفاهيم النقدية الجديدة.
تنطلق اطروحة الكتاب من الحداثة البعدية وتفكك المركزية النقدية للحداثة، لتتخذ من التمثلات الاصطلاحية والمفهومية والتراكيب المناهجية بنى إطارية لـنظرية نقدية عابرة للمناهج المعرفية بأفق أوسع لرؤية العالم، قابلة لتطبيقات مخوصنة بالعلوم الإنسانية والطبيعية، وحتى العلوم الدقيقة.
وجاء في «مقدمة» الكتاب:
لا تُعنى هذه المقاربة بصيغة التعريف بالنظرية النقدية واجترار دعوات تأسيس نظرية نقدية عربية، كما لا تُعنى بأرخنة مراحل تطور النقد العربي، وانما تُعنى بالعوامل المحرِّكة والدافعة لتحولات النقد العربي المعاصر برؤية جديدة إلى النص والذات والعالم، بعد أن توافر السياق لإنتاج النظرية النقدية العابرة للتخصصات، وخاصة بعد أن أفادت كثيراً من الخطابات عِبْرَ التخصصية (ص7).
وجاء في الكلمة المدوّنة على الغلاف الثاني من الكتاب: إن كان المنهج والمناهج كلها في أزمة، فإن ظهور نظرية جديدة تشكل استجابة مباشرة للأزمة، وخاصة ان دلالة الأزمات تعطي مؤشرا ً بأن المناسبة قد جاءت لتغيير الأدوات والمفاهيم والاجراءات، وإلاّ فما تعليل النزعة البنائية «التوليفية التركيبية» بين المناهج؟ وهل تجاوز النقد العربي التعريف بالمنهج باستخدام «آليات المعرفة المتحولة» أو العابرة للمناهج؟ وهل انتهت صلاحية المنهج الأحادي بظهور المناهجية التعددية؟
وإن كان المنهج والنظرية نتاج بيئة – فهل يمكن تبيئة المنهج وتوطين النظرية في حقل سوسيو ثقافي مغاير لموطنهما الأصلي؟ وهل «العابرة للتخصصات» أكثر تمثيلا ً لروح النظرية المعاصرة وتحولات النقد العربي العابر للثقافات؟ تلك مفاتيح من أسئلة تُعني بـــ «النظرية النقدية العابرة للتخصصات» التي يقدّمها الناقد والروائي العراقي عباس عبد جاسم في هذا الكتاب. وصدرت حديثاً رواية «حضن الصبّار» لفايز سلطان، وجاءت في 247 صفحة من القطع المتوسط، عن موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع، واتسمت بالسرد الحكائي الطويل على لسان الراوي العالم.
وتوثق الرواية أحداث ما بعد النكبة الفلسطينية، إذ تبدأ أحداثها منذ عام 1948 وتضع أوزارها في العام 1970، فتعرض فصلاً جديداً من معاناة الشعب الفلسطيني، كما تصوّره كعنصر من عناصر بناء المجتمع الأردني، في معرض تطرقها بشكل تفصيلي إلى مكوّنات المجتمع الأردني في تلك الفترة.
وتقع أحداث الرواية بين يافا ورام الله ونابلس وإربد والرصيفة والزرقاء وتشتعل أحداثها في عمّان، لتهدأ هناك أيضاً. يظهر بطل الرواية الشاعر دائماً كرجل المهمات الصعبة، الذي يقف كجبل في وجه المصائب التي تروح وتغدو كالرياح، أما رامز الذي يشكّل امتداداً لشخصية الشاعر، فهو مسكون بالهلوسات والأحلام والخيالات، وتلك الصور التي يراها في اللاوعي قبل أن تتحقق وتتجسّد على شكل مصائب تُلمّ بالقرية أو المخيم، فيقف دائماً على مرمى حيرة إن كان ما يحدث يحدث فعلاً أم أنه مجرد كابوس كسوابقه. وفي المقدمة يقول الروائي السوداني أمير تاج السر: «إن (حضن الصبار) واحدة من روايات الوجع الفلسطيني، الذي يعتبر القاسم المشترك في معظم الروايات الفلسطينية، وقد تعرضت في حكي متزن، ومتماسك، ولغة بسيطة، وغير معقدة، لتاريخ مهم من تواريخ الوجع العربي». ويضيف «تعرضت لما قبل النكبة، ولما بعدها، وللشتات الذي حدث، في سردها لتواريخ أسر منتقاة، فيها تجار ومزارعون، ومقاومون وشهداء أيضاً، وفيها نساء ملهمات وصامدات، وصادمات، وهي من نوع الروايات التي تبدو مثل ألف ليلة وليلة، القصة تنبت قصة جديدة، والوجع يؤدي إلى وجع جديد، لكن دائما ثمة فرح، وثمة أمل».
copy short url   نسخ
26/06/2016
3838