+ A
A -
كتب – طاهر أبوزيد




تؤكد وزارة الصحة العامة أن رؤيتها تقوم على أنه يجب أن يعالج نظام الرعاية الصحية في قطر مشكلة انتشار الأمراض المزمنة وما تنطوي عليه من مخاطر. وبالتالي يجب ألا يقتصر النظام على توفير الرعاية الوجيزة والعلاجية، بل يمتد لتوفير الرعاية الصحية في مرحلة الوقاية.. وهذا يتطلب تغييراً جذرياً في منهجية التفكير، مصحوباً بإعادة تخصيص الموارد.. والغاية هنا تضمن الوقاية والتدخل المبكر في جميع جوانب النظام الصحي، وتمكين شعب قطر من المشاركة الفعالة في عمليات الرعاية الذاتية والوقاية والحفاظ على الصحة والعافية.
وقد عملت الوزارة من خلال إدارة الصحة العامة على تنفيذ العديد من المشاريع في هذا الإطار من خلال صياغة استراتيجية للصحة الوقائية وتفعيلها من خلال نظام إدارة قوي لرصد وتقييم فعالية مشاريع الوقاية المستقلة، ودارسة أثرها في تغيير أنماط الحياة لدى أفراد المجتمع وسلوكهم الغذائي والبدني وكل ما يتعلق بعاداتهم المرتبطة بالصحة.
الوقاية من الأمراض المزمنة والسارية
وفي سبيل التصدي لأول الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الإصابة بالأمراض المختلفة قامت وزارة الصحة العامة بتنفيذ مجموعة مركزة من البرامج المستندة إلى الأدلة للوقاية من الأمراض المزمنة والأمراض السارية ضمن عدة مشاريع على رأسها التغذية والنشاط البدني والإقلاع عن تعاطي التبغ والوقاية من الأمراض السارية بالإضافة إلى برنامج الفحص الوطني للأمراض ذات الأولوية العالية مثل (مرض السكري، أمراض القلب والأوعية الدموية، وسرطان الثدي).
الصحة المهنية
وفي ما يتعلق بالصحة المهنية فقد رأت الوزارة أنه يجب أن تحسن شروط الصحة والسلامة في جميع القطاعات، مع التركيز بشكل خاص على السكان من العمال الذكور، بالنظر إلى أن إصابات العمل والتي تعد ثالث أعلى سبب للوفيات الناجمة عن الحوادث، من خلال وضع معايير وطنية للصحة المهنية، وإنفاذ السياسات والقوانين المتعلقة بالصحة المهنية وهو ما تعمل عليه الوزارة بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات المختلفة على مستوى الدولة في القطاعين الحكومي والخاص للوصول إلى أعلى درجات الجودة في مجال الصحة المهنية والسلامة في العمل.
صحة المرأة والطفل
كما قامت وزارة الصحة العامة ووفق استراتيجيتها الخاصة بصحة المرأة بالعديد من الأنشطة والفعاليات ضمن برنامج متميز يقوم على تحديد المجالات ذات الأولوية لصحة المرأة، حيث شرعت في تطبيق إجراء الفحوص المتعلقة بالأمراض النسائية، فضلاً عن مشاكل ذات طبيعة خاصة بالمرأة مثل اكتئاب ما بعد الولادة والآثار الصحية الناجمة عن العنف المنزلي، بالإضافة إلى أنها شرعت في تنفيذ برامج واستراتيجيات خاصة بصحة الطفل، من بينها تشجيع الرضاعة الطبيعية الخالصة، وتوجيهات خاصة بالتغذية المبكرة، وتحسين خدمات الرعاية قبل الولادة، ومواصلة النجاحات التي تحققت على صعيد التطعيم الوطني للأطفال.
إحداث تحول في الرعاية الصحية
وأكدت وزارة الصحة الصحة العامة أن توفير نموذج متكامل من الخدمات في الدولة بشكل فاعل يفرض على القطاع الصحي في دولة قطر إحداث نقلة في ميزان الرعاية الصحية نحو نموذج رعاية وقائية ومجتمعية يرتكز على المريض، ويضمن له سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، في الوقت والمكان المناسبين، وعلى يد فريق عمل مناسب، وهو ما بدأت في تطبيقه في العديد من المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية بالإضافة إلى المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية وسدرة للطب التي تقدم رعاية متميزة ومتطورة لصحة المرأة والطفل، حيث توفر المرافق والمنشآت الصحية بالدولة سلسلة متصلة كاملة من خدمات الرعاية التي تقوم على رعاية صحية أولية قادرة وموثوق بها ونظام رعاية صحية يقدم أعلى مستويات الجودة من خلال إجراءات موحدة للتشخيص والعلاج.
رحلة المريض
ووفق الرؤية الاستراتيجية لوزارة الصحة فإن الرعاية الأولية هي أول خطوة في رحلة المريض في نظام الرعاية الصحية، كما إنها نقطة الاتصال الأولى وبوابة الوصول إلى الرعاية.. وهي تتضمن انتقالاً سلساً بين المكونات المختلفة لنظام الرعاية الصحية، حيث يتلقى المريض خدمات صحية مميزة في نطاق مجتمعه المحلي، مشيرة إلى أن ذلك يفرض أن يكون النموذج المثالي للرعاية تكاملياً بحيث يشمل مختلف مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يعملون معاً لتقديم مجموعة كاملة من الخدمات الفعالة. وهذا يتطلب إعداد برامج وخطط وطنية تتعامل مع إدارة الأمراض ومسارات الرعاية عبر مؤسسات ومستويات مختلفة ضمن القطاع. وأوضحت الوزارة أنه لتنفيذ ذلك سيتم تطبيق هذه المبادئ على وضع خطط وطنية للمجالات ذات الأولوية، بما في ذلك، على سبيل المثال، الصحة النفسية والعقلية، والرعاية في حالات الطوارئ وخدمات رعاية الإصابات والسرطان والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وصحة المرأة، وخدمات رعاية الأطفال.
وأشارت الوزارة إلى أن الطموح المتمثل في نظام رعاية صحية عالمي المستوى – كما حددته رؤية قطر الوطنية 2030 – يتطلب عملية إعادة هيكلة وإصلاح واسعة النطاق للقطاع الصحي في قطر. فالنظام الحالي لايزال أكثر تركيزاً على نهج الرعاية الوجيزة والعلاجية والرعاية في المستشفيات، ولاتزال البنية التحتية الحالية تركز على المستشفى كنموذج أساسي للعلاج. وبالتالي، فإن نظام الرعاية الصحية القائم لا يلعب دوراً كبيراً وكافياً في مجال الوقاية من الأمراض ورصدها وعلاجها، وهو ما تعمل الوزارة على تغييره من خلال خطط واعدة وبرامج مستقبلية متطورة بنظام الرعاية الصحية على مستوى الدولة حيث تؤمن وزارة الصحة بالحاجة إلى التحول إلى نموذج يركز أكثر على الرعاية الوقائية والمجتمعية، مع تعزيز التنسيق وتحسين الجودة على كافة مستويات الرعاية، وهو ما يتطلب التحول لتعزيز الرعاية الصحية الأولية، وفي الوقت ذاته يجب ضمان تحقيق خدمات الرعاية الوجيزة معايير مسندة بالبراهين لتلبية احتياجات السكان على نحو ملائم.
copy short url   نسخ
25/11/2017
4676