+ A
A -
عواصم -وكالات - أطلقت القوات العراقية أمس آخر عملياتها العسكرية في صحراء الانبار الممتدة على طول الحدود مع سوريا، لمطاردة عناصر تنظيم داعش الإرهابي بعد ثلاث سنوات من سيطرته على ثلث أراضي البلاد وإعلانه «دولة الخلافة» التي انتهت فعليا.
وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية للتنظيم الإرهابي في العراق.
ونقلت قيادة العمليات المشتركة عن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قوله إن قوات الجيش والحشد الشعبي بدأت «عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار».
بدوره، أعلن الحشد الشعبي في بيان منفصل بدء المرحلة الأولى من «عمليات واسعة لتحرير صحراء صلاح الدين ونينوى والانبار وصولا إلى الحدود السورية».
وبحسب البيان فإن العمليات التي تشارك فيها «قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي والشرطة الاتحادية باسناد طيران الجيش» انطلقت من محاور عدة.
وبعد ساعات عدة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة «تطهير 77 قرية والسيطرة على جسر أم العقارب ومطار جنيف جنوب الحضر وتطهر أكثر من 5800 كيلومتر مربع».
من جهته، أشار الحشد الشعبي إلى أن فصائله تمكنت من السيطرة «على ثلاثة جسور حيوية» و»الوصول إلى وادي الثرثار» الذي يصل محافظتي صلاح الدين والأنبار.
من ناحية اخرى قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن تنظيم داعش «انكسر» في العراق لكنه تسبب في دمار كبير داخل المناطق التي احتلها.
وبحسب وسائل إعلام عراقية أشار العبادي خلال اجتماع الهيئة العليات للتنسيق بين المحافظات إلى العمل المقبل بعد الانتهاء من عمليات «تطهير مناطق واسعة التركيز على الجهد الاستخباري ولدينا قدرات استخبارية استطاعت النجاح في العديد من التحديات».
وعلاوة على المناطق التي قال العبادي إن تنظيم داعش «دمر بنيتها التحتية»، أشار إلى أن بقية المناطق أوقفت فيها المشاريع والتنمية بسبب تواصل المعارك.
وشدد على أن «الخطاب الطائفي بات مرفوضا ومنبوذا» على حد وصفه. وعلى الصعيد الاقتصادي أكد العبادي على ضرورة «تسهيل عمل المستثمرين» في ظل ما قال إنه «إقبال من الشركات العالمية للاستثمار في العراق».ولفت إلى وجوب «تقليل الروتين ومحاربة الفساد وتسهيل إجراءات المستثمر، مؤكدا على أهمية تشجيع المستثمرين العراقيين».
في غضون ذلك بث الحشد الشعبي في العراق صورا مباشرة من منطقة الصينية قرب بيجي في محافظة صلاح الدين، تظهر جرافات تفتح الطريق في الصحراء ومدرعات ودبابات عليها العلم العراقي ورايات سوداء مع شعار «يا حسين».
وقال ضابط برتية عقيد في الجيش لوكالة فرانس برس إن العملية تهدف إلى «تطهير الصحراء من جيوب لدواعش هربوا من المدن التي تم تحريرها».
والأسبوع الماضي، استعادت القوات العراقية راوة، آخر البلدات التي كانت خاضعة لتنظيم داعش في البلاد. وتبقى الآن الوديان والجزر والصحاري والبوادي التي تشكل 4 في المائة من مساحة العراق ولا تزال تأوي عناصر إرهابية، بحسب مراقبين.
وكان العبادي قال الثلاثاء «بعد إكمال عمليات التطهير سنعلن هزيمة داعش نهائيا في العراق».
وجاء حديث العبادي وقتها، بعيد إعلان طهران «النصر» على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، قبل أن تعلن بغداد ودمشق ذلك.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمني العراقي سعيد الجياشي لفرانس برس «بعد تحرير راوة وتحقيق التماس مع الحدود السورية انتهت السيطرة العسكرية لداعش ولا توجد أي سيطرة لجماعة إرهابية على أي تراب عراقي».
وأوضح الجياشي أن «بعض المناطق الصحراوية لم تدخلها القوات منذ العام 2003 ومن هناك يعلن النصر النهائي».
وبهذه العملية، يتوج العراق هجومه المتواصل منذ 17 أكتوبر 2016 ضد معاقل الإرهابيين، بدءا من الموصل التي استغرقت تسعة أشهر من المعارك الدامية، مرورا بتلعفر والحويجة شمالا، وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.من ناحية اخرى التقى سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، في بغداد أمس وفدا من بعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي .
وجرى خلال اللقاء بحث التطورات في العراق، وسبل استمرار الدعم الدولي للعراق في مجال مكافحة الإرهاب والمجالات الإنسانية والإغاثية، وكذلك مناقشة ملف الانتخابات المقبلة وسبل تهيئة الظروف الملائمة لإجرائها. كما تم استعراض أوضاع النازحين والتوقيتات الزمنية المحددة لإعادتهم إلى مناطقهم كخطوة مهمة نحو الاستقرار الدائم وإعادة إعمار تلك المناطق بعد أن تعرضت للتخريب بسبب سيطرة تنظيم داعش عليها.
copy short url   نسخ
24/11/2017
3069