+ A
A -
عواصم-وكالات- الجزيرة نت- فجرت الاستقالات الجماعية لأعضاء الهيئة العليا للمفاوضات السورية قبيل مؤتمر «الرياض 2» مفاجأة أخرى ضمن مسار الأزمة السورية المتشعبة بوقائع الميدان والسياسة، وحملت رسائل مختلفة يتعلق أهمها بالأجندة السعودية المتغيرة للصراع في سوريا.
وأعلن أعضاء الهيئة استقالاتهم في وقت تواصل وفود المعارضة السورية اجتماعات تحضيرية في الرياض تمهيدا لمؤتمر «الرياض 2» من 22 إلى 24 من الشهر الجاري ضمن مساع للتوافق على وفد موحد للمعارضة للمشاركة في جنيف.
وتأتي الاستقالات-والمؤتمر نفسه- في وقت طرأت تغيرات كثيرة ومتسارعة على المشهد السوري، بما يشير إلى حقبة جديدة من عمر الأزمة باتجاه واقع ميداني أقل تصعيدا في ظل اتفاقات «خفض التصعيد» و«منع التصادم» وتحريك الحل السياسي ضمن مسار أستانا أو جنيف، أو في إطار مؤتمر الحوار الوطني المقرر في سوتشي الروسية 2 يناير المقبل.
وإضافة إلى رئيس الهيئة رياض حجاب فقد شملت الاستقالات عشرة أعضاء، بينهم المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا، وسهير الأتاسي، وأشارت بعض المصادر إلى أن الدعوة لم توجه أصلا إلى معظم أعضاء الهيئة المستقيلين ولو بشكل شخصي.
وتحدث رئيس الهيئة رياض حجاب في بيان استقالته عن نضاله من أجل وقف «خفض سقف الثورة»، في حين أكدت عضوة الهيئة سهير الأتاسي أن الاستقالات جاءت بعد أن تم تجاوز إرادة السوريين والهيئة العليا للمفاوضات كمؤسسة وطنية في تنظيم وهندسة مؤتمر «الرياض 2».
من جانبه، قال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا إن «السبب الأساسي للاستقالات هو تجاهل الهيئة من قبل الذين يشرفون على توزيع الدعوات وعلى هذا المؤتمر»، في إشارة إلى السعودية.
مضيفا «لقد تم إنهاء عملها بشكل غير لائق ولم يدع أعضاؤها للمؤتمر».
ويؤكد خالد خوجة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة أن الاستقالات لم تكن مفاجئة، خصوصا أن توجيهات قد جاءت للهيئة بالتعامل مع الوضع الدولي الذي يركز على الانتخابات والإصلاح الدستوري ويتجاوز مسألة الانتقال السياسي ورحيل الاسد.
وتبدو تصريحات أعضاء الهيئة المستقيلين احتجاجية ورافضة للموقف السعودي الجديد التي أصبح ينحو إلى القبول ببقاء الأسد على الأقل لفترة انتقالية لتقترب الرياض بذلك من المقاربة الروسية، وكذلك إلى الرؤية الإيرانية.
من جهته اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الرؤية السعودية وقال «إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر، وأضاف «سندعم جهود السعودية في هذا الصدد».
copy short url   نسخ
22/11/2017
3338