+ A
A -
كتب- حسام وهب الله
أكد عدد من خبراء التدريب والقيادات الحكومية أن الحصار كان فاتحة خير على مجال عمل المواطنين القطريين في مجال التدريب سواء داخل المراكز التدريبية الحكومية أو المراكز التدريبية الخاصة، حيث وفرت الظروف السياسية التي تمر بها دولة قطر فرصة متميزة لكل القطريين العاملين في مجال التدريب لإثبات ذاتهم، كما أن الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة اكتشفت أن المدرب القطري هو الأجدر بالعمل داخل قاعات التدريب المختلفة بما يمتلكه من خبرات ومهارات هائلة، بالإضافة إلى امتلاكه لمميزات اخرى عديدة أهمها فهمه لطبيعة الشخصية القطرية وقربه من بيئة المتدربين وفهمه لطبيعة مشكلاتهم إن وُجدت.. الوطن ترصد من خلال التحقيق التالي آراء الخبراء والمدربين في تأثير الحصار على العمل التدريبي في دولة قطر.
خطة ضد الحصار
يقول السيد عبدالعزيز المجلى مدير إدارة التدريب بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية إن المدرب القطري أثبت نجاحاً مذهلاً والحمد لله وقد جاءت فترة الحصار لتطلق إبداعات القطريين في شتى المجالات ومنها مجال التدريب ونحن في الأساس بدأنا منذ فترة طويلة خطة الاستعانة بالمدربين القطريين ومنحهم الفرصة للعمل داخل قاعات التدريب في معهد الإدارة العامة، وقد أتت الخطة بنتائج ليس لها مثيل والحمد والمنة لله ونحن عندما انطلقنا في خطة إعداد نخبة من المدربين القطريين كان لدينا كل الإمكانيات القطرية موجودة وبالتالي توافر كوادر قطرية في هذا المجال المهم فالتدريب متاح والحمد لله فإن السياسية العامة للدولة تؤمن بأهمية التدريب وسعادة وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية يؤمن بذلك ويحرص على دعم هذا الأمر بكافة الطرق كذلك توجد إمكانيات بشرية هائلة ولهذا فقد توافر لدينا خلال فترة الحصار مدربون قطريون أكفاء، بالإضافة إلى إخواننا من المدربين المقيمين فلم نواجه أدنى مشكلة خلال الحصار في تقديم البرامج المخطط لها مسبقا.
وأشار مدير إدارة التدريب بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية إلى أن خطة دعم وتطوير قدرات المدرب القطري بدأت منذ عام 2013 وكان لدينا عدد خمسة مدربين قطريين قدموا ما يقرب من عشرة برامج تدريبية وبدأنا في تلك الفترة في إعداد المدرب القطري خاصة بعدما توسعنا في البرامج التدريبية واعتمدنا خطة برامج برامج المسار الوظيفي وهو أتاح فتح مجموعة كبيرة من البرامج التدريبية قبل كان 250 مجلة بعد المسار وصلنا 600 برنامج مع عام 2017 وصلنا ما يقرب من 800 برنامج والحمد لله لدينا اليوم 38 مدربا قطري قدموا حتى نهاية أكتوبر 157 برنامجا تدريبيا والعدد في زيادة مستمر.
وقال السيد عبدالعزيز المجلى إننا ومع بدء الظروف السياسية التي تمر بها دولة قطر كنا حريصين على التوجه نحو الكفاءات القطرية بدلا من المدربين الذين كنا نستقدمهم من مصر والسعودية وقد استفدنا من القامات القطرية في مجال التدريب والذين قاموا بنقل كافة الخبرات والمهارات للقطريين كذلك عملنا على تنمية قدرات المدربين والحقيقة فإن الاستفادة بقدرات القطريين وبدأنا نسعى للاستفادة من خبرات المدربين القادمين من دول غير دول الحصار من خلال وقد اكتشفنا والحمد لله أن المدرب القطري داخل القاعة التدريبية يختلف جدا عن غير القطري قريب من البيئة يتكلمون معه بأريحية يفهمونه ويفهمهم قادر على إيصال المعلومة وقد اكتشفنا ذلك بعد قياس الأثر التدريبي ووجدنا الكثير من المتدربين يطلبون المدربين القطريين مع احترامنا لإخواننا غير القطريين وهو ما يساعدنا بصراحة شديدة في عملية نقل الخبرات داخل القاعة التدريبية كذلك فإن المدرب القطري لديه ميزة مهمة للغاية فنحن مثلا حينما نحتاجه ونكلمه يوم الخميس يكون جاهزا للعمل بدءا من الأحد التالي مباشرة، أما المدرب القادم من خارج قطر فتحتاج للتنسيق معه واستخراج تأشيرة له وتنسيق تذاكر سفره وإقامته ونقله وكلها إجراءات تأخذ وقتاً طويلاً وقد عملنا خلال العام القادم في الخطة التدريبية الجديدة على وضع نصف المقدم من البرامج التدريبية للرجال في الفترة المسائية و25 % من البرامج التدريبية للنساء في الفترة المسائية لإتاحة الفرصة للمدربين القطريين للمشاركة والإبداع في المجال التدريبي.
قامات تدريبية نسائية
إيمان السبيعي استشارية البرامج التدريبية تقول من جانبها إن قطر اليوم لديها كفاءات متميزة في كل المجالات والحمد لله، وعلى رأسها مجال التدريب ولم تعد الخبرات القطرية في مجال التدريب محصورة في المدربين الرجال فاليوم لدينا أيضا عدد وافر من المدربات المتمكنات اللاتي تلقين العلوم التدريبية على يد خبراء قطريين وغير قطريين وأصبحن جاهزات للقيام بدورهن في دعم وتطوير قدرات الموظفات القطريات في شتى المجالات بل إنني لن أكون منحازة لو أكدت أن قطر تمتلك أيضا كفاءات نسائية متخصصة تستطيع أن توفر المعلومة التدريبية بسهولة ويسر ولهذا فإن ظروف الحصار من وجهة نظري لم تؤثر بحال من الأحوال على المجال التدريبي بل بالعكس لدينا اليوم خبراء قطريون يشار لهم بالبنان ولن يمر وقت طويل إلا وتجدهم نجوم العمل التدريبي في المنطقة كلها وليس قطر وحدها.
أضافت «السبيعي» أن الإجراءات التي أعلنت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية عنها بخصوص إنشاء قاعدة بيانات للمدربين القطريين تؤكد أن المدرب القطري أثبت نجاحا منقطع النظير وأن الحصار كان فرصة ذهبية لإطلاق إبداعاته في هذا المجال والجميع يشهد بذلك.
خبرات قطرية
السيد إبراهيم السادة رئيس منتدى المؤلفين القطريين ورئيس أول ملتقى للمدربين المحترفين في دولة قطر قال من جانبه إن قطر والحمد لله تمتلئ بالخبرات القطرية الهائلة في مجال التدريب القادرة على تقديم كافة البرامج التدريبية لهذا فإن مسألة الظروف السياسية لم تؤثر بحال من الأحوال على البرامج التدريبية المختلفة فمن يحتاج برامج تدريبية سيجد بسهولة المدرب القطري الكفء القادر على توصيل المعلومة بسهولة ويسر وكذلك لابد أن ندرك وجود مدربين غير قطريين يقيمون في قطر ويمتلكون خبرات جيدة ولهذا فإن الأمر متاح لكل من يبحث عن تلقي دورات البرامج التدريبية المختلفة دون أدنى مشكلة.
وأضاف السادة أن مسألة الحصار لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على مسيرة التدريب في بلادنا لأن البديل القطري موجود بالعكس فإن المدرب القطري بالإضافة إلى إمكانياته الضخمة يدرك جيدا مدى الاحتياجات التدريبية لأخيه المواطن كما أنه يعي ويفهم جيدا مشكلاته وكيفية تقديم البرنامج التدريبي بشكل ميسر، بحيث تصل المعلومة بسهولة للمتدرب بعكس الصعوبات التي قد يواجهها المتدرب موظفاً كان أو طالباً في التعامل مع المدرب غير القطري بسبب اختلاف البيئة واللهجة وغيرها من الأمور ولكن ذلك لا يمنعنا من الإشارة أيضا إلى أهمية الدور الذي يقوم به المدربون المقيمون والذين يكملون دور المدرب القطري في توصيل المعلومة بسهولة ويسر.
تضاعف الرقم
وكان سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي قد أكد مؤخرا الدور الذي يقوم به المدرب القطري في دعم وتطوير قدرات الموظف القطري في شتى الجهات الحكومية إلى أن الوزارة بصدد عمل قاعدة بيانات للمدربين القطريين للاستفادة من قدراتهم في التعاون مع معهد الإدارة العامة الذي يقوم على تدريب الموظفين بـ42 جهة حكومية مختلفة، مشيرا إلى أن عدد المدربين القطريين العاملين مع معهد الإدارة العامة تضاعف سبع مرات خلال السنوات القليلة الماضية بفضل الدعم المستمر لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر للمبادرات الوطنية المتعلقة بالتعليم والتدريب وتعزيز العنصر القطري بكافة مجالات ومناحي الحياة وتوجيهات معاليه بنقل الخبرات من المتخصصين ونقل الخبرات من القطريين لباقي زملائهم والاستفادة من كافة الخبرات الموجودة بأفضل طريقة ممكنة للحصول على أفضل النتائج انطلاقا من ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر 2030 والتي تؤكد ضرورة بناء وتعزيز قدرات الإنسان القطري بجميع جوانبه.
وأشار سعادته إلى أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية تعمل على التطوير المستمر للقطاع العام والارتقاء به لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة قطر وتحقيق التطلعات، ولهذا فنحن نثمن الجهود المتميزة للمدربين القطريين ونعمل على توفير برامج تدريبية في مجال التدريب من خلال تقديم برامج تدريبية بمستويات عالية لتمكين الموظفين من تنفيذ أعمالهم والقيام بأعباء أعمالهم ونقل الخبرات من القطريين المؤهلين لزملائهم وتعزيز العنصر القطري في كل نواحي الحياة والاستفادة من كافة الطاقات القطرية الموجودة بكافة الطرق الممكنة وفي هذا الإطار أشير إلى تجربة رائدة يقوم بها معهد الإدارة العامة منذ عام 2013 هدفها الأساسي منح الفرصة للموظفين القطريين الذين يعملون في الجهات الحكومية ليقدموا برامج تدريبية في معهد الإدارة العامة في نطاق عملهم وفي هذا الإطار تقوم الوزارة بطرح مجموعة من البرامج التي تسهم في تأهيل وإعداد الموظفين القطريين في الانخراط في عملية التدريب ليقوموا بنقل تجاربهم وقدراتهم العملية في مجالات مختلفة في هذا الشأن.
copy short url   نسخ
22/11/2017
3304