+ A
A -
رام الله - وكالات- أعرب مجلس الوزراء الفلسطيني عن رفضه لقرار وزارة الخارجية الأميركية عدم التمديد لمكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، مؤكدا أن هذا القرار يمثل تشجيعا للحكومة الإسرائيلية على المضي قدما في ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
ودعا المجلس، خلال جلسته الطارئة التي عقدها امس، الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها إذا ما أرادت أن ينظر إليها على أنها راعية نزيهة لعملية السلام، مشددا على أنه كان الأولى بإدارة الرئيس دونالد ترامب أن تقوم برفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الولايات المتحدة الأميركية، وأن تلزم إسرائيل بوقف تصعيدها الاستيطاني غير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومصادرة الأراضي.
كما أكد أن توجه القيادة الفلسطينية إلى المنظمات الدولية حق وطني، وقانوني، لحماية وصون الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
وكان رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، قد صرح أمس الأول بأن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، لم يوقع مذكرة دورية تصدر كل ستة أشهر يبقى بموجبها مكتب المنظمة في واشنطن مفتوحا، رغم انتهاء مدة المذكرة السابقة قبل ثلاثة أيام.
و توترت العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإدارة ترامب فجأة بينما تستعد الفصائل الفلسطينية الكبرى للاجتماع في القاهرة من اجل الابقاء على زخم المصالحة مع اقتراب استحقاق مهم.
وقال الامين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب عدم التمديد لمكتب منظمة التحرير بواشنطن، وبحدة غير معهودة «سنعلق كل اتصالاتنا مع الإدارة الاميركية».
واوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان القرار مرتبط بسعي الفلسطينيين لمحاكمة قادة إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
والمح إلى ان مصير مكتب منظمة التحرير سيحسم خلال فترة تسعين يوما، على الفلسطينيين خلالها اقناع ترامب بانهم ملتزمون بـ»مفاوضات مباشرة وجدية» مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لفرانس برس ان «الخارجية الاميركية ابلغته باجتماع ستعقده اليوم الاثنين على مستوى خبراء قانونيين لتقييم الموقف».
وتعترف إسرائيل والامم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني. وقد اجرت المنظمة المفاوضات التي افضت إلى اتفاقات اوسلو التي سمحت بدورها بانشاء السلطة الفلسطينية تمهيدا لدولة معترف بها دوليا.
وتجاوزت السلطة الفلسطينية إلى حد كبير منظمة التحرير كمؤسسة سياسية ومحاورة للقادة الاجانب. ورئيس السلطة محمود عباس هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ايضا.
تأتي التهديدات باغلاق الممثلية الفلسطينية بينما يلف الغموض مستقبل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومنذ يناير، يكلف ترامب بعض مبعوثيه القريبين جدا مثل صهره جاريد كوشنير بالعمل باكبر قدر من السرية بدون ان يعرف متى ستقدم خطة.
وفي اجواء اقليمية يسودها الاضطراب، ما زالت نوايا ترامب غير معروفة بشكل دقيق. فقد تحفظ الرئيس الاميركي حتى الآن على دعم حل اقامة دولتين، وهو ما يعد النقطة المرجعية للاسرة الدولية والفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، توصلت السلطة الفلسطينية وحركة حماس إلى اتفاق بعد عشرة اعوام من الخلافات الحادة.
وكانت حماس طردت بالقوة السلطة من غزة في 2007. ومنذ ذلك الحين ومع القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، لم تعد السلطة الفلسطينية تحكم سوى مناطق في الضفة الغربية التي تبعد بضع عشرات من الكيلومترات عن القطاع.
و تعقد حماس وفتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية ونحو عشرة فصائل فلسطينية اخرى، اجتماعا في القاهرة غدا الثلاثاء لمواصلة عملها على الرغم من التشنجات التي ظهرت مجددا واستمرار الخلافات الاساسية.
و يأمل سكان غزة الذين انهكتهم الحروب والفقر والاغلاق في تحسن وضعهم وتخفيف الحصار الإسرائيلي والمصري عليهم.
من جهة اخرى، يشكل الانقسام الفلسطيني واحدة من العقبات الرئيسية في طريق السلام. فعودة السلطة الفلسطينية، الجهة المحاورة لإسرائيل، إلى غزة يمكن ان يفتح آفاق تسوية.
وما زالت قضيتا الاشراف الأمني ومصير الجناح العسكري لحماس عالقتين.
copy short url   نسخ
20/11/2017
3107