+ A
A -
عدن-قنا- تعاني المرأة اليمنية منذ زمن طويل من انتهاكات وتجاوزات لحقوقها المدنية، فهي وبحسب التقارير الدولية تحتل أدنى المراتب وأسوأها في الحقوق وتأتي في المراكز الأخيرة عالميا، غير أن الحرب المتصاعدة في البلاد حاليا كشفت عن صورة أكثر مأساوية تعيشها المرأة اليمنية أبرزها فقدان حقها في الحياة وتعرضها للتشريد والتهجير وانتهاكات أخرى لا حصر لها.
وتشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن 30% من ضحايا الحرب في اليمن البالغ عددهم نحو 47 ألف قتيل وجريح هم من الأطفال والنساء.
وأكد تقرير حقوقي أن أكثر من 1665 امرأة سقطن بين قتيل وجريح منذ بدء المواجهات المسلحة بين قوات الرئيس هادي وقيادة حكومته برئاسة خالد بحاح من جهة، وقوات الرئيس المخلوع على صالح والحوثيين من جهة اخرى.
وإلى جانب فوهات المدافع والبنادق والغارات الجوية تواجه المرأة اليمنية منذ بدء الحرب العديد من المخاطر المهددة للحياة وخاصة مع التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وانتشار الأوبئة وتزايد معدلات سوء التغذية والفقر والبطالة.
وأعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان الاسبوع الماضي عن قلقه البالغ إزاء آثار الإغلاق الكامل للتحالف العربي بقيادة السعودية للمنافذ الجوية والبحرية والبرية المؤدية إلى اليمن. مضيفا أن هذا الإغلاق يأتي وهناك نحو 352.000 امرأة حامل، كما تشير التقديرات إلى أن نحو 52.800 امرأة حامل يواجهن خطر التعرض للمضاعفات التي تشكل خطرا مباشرا على أرواحهن إذا لم يحصلن على الرعاية العاجلة والأدوية المنقذين لحياة الأم.
وأوضح أن نقص الغذاء وسوء التغذية، وتفشي وباء الكوليرا غير المسبوق والتلاشي شبه الكامل للنظام الصحي الوطني، كلها عوامل تجعل اليمن في غاية الخطورة على الجميع، وبخاصة النساء والفتيات.
وأكدت الناشطة الحقوقية معين العبيدي رئيسة مركز معين للتنمية المجتمعية أن المرأة اليمنية تعيش معاناة مستمرة وفي ظروف مكبلة بالعادات والتقاليد وتواجه انتهاكات متعددة مزرية ومعقدة، وجاءت الحرب المشتعلة حاليا لتضاعف من هذه المعاناة، حيث تشير الدراسات إلى أن حالات العنف الاجتماعي ارتفعت بنسبة 70% في ظل فجوة كبيرة في تمويل برامج حماية النساء، ناهيك عن الانتهاكات الأخرى، وتعرض المئات منهن للقتل والإصابة بأدوات الحرب المختلفة.
وقالت العبيدي لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إن النزاع المسلح والتوترات التي يعيشها اليمن، في أكثر من منطقة أثر بشكل كبير على الوضع الإنساني للمرأة من الناحية المادية والمعنوية إذ تعاني من فقدان عائلتها وكفالة أطفالها أو تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة مما اضطر معظمهن إلى اللجوء للهجرة خارج البلاد هربا من ويلات الحرب وما تسوقه من فقر وجوع وخوف وشعور بعدم الأمان.
copy short url   نسخ
20/11/2017
2129