+ A
A -
تجلت كأولوية ذات أهمية وبرزت مؤخرا على الساحة بعد الحصار صناعة الأدوية في قطر، فقد أكد العديد من الخبراء أهمية ان تكون هناك صناعة دواء عالمية المستوى على ارض قطر، مشيرين إلى ان أزمة الحصار الحالية بينت أهمية أن تتوافر هذه الصناعة وغيرها.
وقالوا ان صناعة الدواء تمثل أهمية حيوية للقطاع الصحي الذي يعتمد على الاستيراد بشكل كبير، منوهين بأن دولة قطر تملك المقومات المهمة لبناء منظومة صناعية دوائية متميزة.
من جانبه قال الدكتور أحمد المهندي الرئيس التنفيذي لمصنع قطر الحياة للصناعات الدوائية إن قطر استطاعت أن تتخطى الأزمة في الفترة التي أعقبت منع دول الحصار الأدوية التي كانت تصدرها لقطر ولكن الشركات القطرية بدأت بالفعل في توفير كل الأدوية من البلدان الصديقة ولكن هذا دفعنا إلى أهمية البحث في وسائل تصنيع أدويتنا في بلادنا حتى لا يكون هناك احتكار من دول الحصار بأي شكل من الأشكال ونحن من جانبنا في شركتنا حصلنا على قوائم متكاملة بكل الأدوية التي كنا نستوردها من دول الحصار ونعمل اليوم على تطوير خطوط إنتاجنا بحيث نستطيع قريبا جدا توفير تلك الأدوية وغيرها لكافة المواطنين وكذلك المقيمين على أرض قطر الحبيبة ليكون لدينا تصنيع أدوية خاصة بنا ونحن لله الحمد نملك المقومات لذلك من حيث امتلاك مختبرات بأعلى التقنية التي تعمل على إنتاج الأدوية بتميز طبعا هذا كله بجهود المواطن القطري القادر على الإبداع بكل شيء..
وأضاف المهندي: إننا نسعى أيضا إلى وجود خريجين قطريين مؤهلين ومدربين جيدا للعمل في قطاع التصنيع الدوائي لأن هذا الأمر سيخدمنا بشدة وسيمنعنا من الاعتماد على الكوادر غير القطرية والحمد لله فقد أثبت الشعب القطري أنه غير كسول والدليل تلك الأزمة التي أفرزت قدرات وإمكانات غير عادية في وطننا الحبيب قطر ولن يمر وقت طويل إلا ونكون قد قطعنا شوطا كبيرا للغاية في شتى القطاعات ومنها قطاع التصنيع الدوائي فقد استطعنا أن نكون قدر الشدة التي نتعرض لها.
وأشار المهندي إلى أن الشعب القطري ليس كسولا وأزمة الحصار دليل على ذلك الأمر فقد أزاحت النقاب عن شعب قوي قادر على مواجهة المستحيل وبدا من الواضح أن القطريين يمتلكون عقولا ممتازة وأنهم في حالة حاجة بلادهم لهم فإنهم يخرجون إبداعات لا حدود لها وأن تلك العقول لو تم استثمارها في المجال الصحيح فإنها ستفعل المستحيل وأن القطريين قدر التحدي ولا يخافون شيئا واليوم أمامهم فرصة ذهبية لإثبات ذلك ونحن من جانبنا كمستثمرين في مجال الدواء على سبيل المثال سعينا لتنفيذ مبادرات متميزة لإيجاد خريجين قطريين للعمل في مجال الصناعات الدوائية حتى نصل بصناعاتنا في هذا المجال إلى حد يوفر علينا الاستيراد وقد نجحنا والحمد لله بفضل توجيهات القيادة الرشيدة في تصنيع الكثير من المنتجات الدوائية المتميزة ونسعى اليوم لتوسيع خطوط إنتاجنا لتشمل المنتجات الدوائية التي يحتاجها المواطن القطري.
التصنيع يحتاج الإبداع والتميز
قال عبدالرحمن العمادي إن تصنيع الأدوية يحتاج الكثير من الدقة والإبداع في العمل طبعا هذا يكمن في توفير الأجهزة المتطورة في عملية الإنتاج والتصنيع ولله الحمد قطر تمتلك ذلك ولدينا القدرة على التميز في الإنتاج ويوجد لدينا العنصر البشري القادر على ذلك.
وأضاف العمادي أن تصنيع الأدوية يحتاج إلى كثير من مقومات المهمة أهمها توفير عنصر قوة الدواء مع الأصناف الأخرى من نفس التركيبة حتى يكون هناك إقبال على ذلك الدواء لتميز تركيبة الدواء والعمل على توفير كميات تغطي السوق من حاجة الدواء المنتج.
وقال العمادي إن الحصار عمل وسيعمل على المساعدة في إنتاج وتصنيع الأدوية حيث كان هناك كثير من الإصرار من شركات محلية على العمل على التصنيع للاعتماد على النفس وعدم الاعتماد على الاستيراد من الخارج فهذا جعل لدينا مصانع أدوية بتقنية عالية الجودة حيث عملت هذه المصانع على توفير كثير من أنواع الأدوية مطلوبة في السوق المحلي.
دراسات وأبحاث علمية
وأكّد زهدي الجاعوني، مدير عامّ شركة علي بن علي الطبية، إنّ إنشاء قاعدة مستقرّة لصناعة الأدوية يحتاج للكثير من الأبحاث والدراسات العلميّة بهدف إنتاج أدوية عالية الجودة. ونعمل، كوننا خبراء في المجال الطبّيّ، بشكلٍ دوريّ على الاطّلاع على أحدث التكنولوجيا المطبَّقة في صناعة الدواء، وتبادل الأبحاث والدراسات مع الشركات العالميّة الكبرى المصنِّعة للأدوية. وتتميّز قطر بأنّها تملِك الكثير من الإمكانيّات، فضلًا عن الكوادر الطبّيّة والصيادلة، ومن شأن ذلك تطوير هذه الصناعة.
وأضاف الجاعوني أنّ هناك تعاونًا ملحوظًا بين الشركات الوطنيّة الخاصّة وشركات عالميّة في مجال إنتاج الأدوية، إذ أثمر هذا التعاون عن إنشاء مصانع وطنيّة وتصنيع أدوية مميّزة تكون قادرةً على التنافس في المنطقة. وأدّى الاقتصاد القطريّ المزدهر دورًا مؤثّرًا في دعم هذه الصناعة الوليدة الّتي ستكون سببًا رئيسًا في التعاون والتكامل الاقتصاديّ مع دول المنطقة والكثير من دول العالم.
تركيبة دواء جيدة
وقال يوسف الكواري- مواطن قطري- إنه كان له تجربة خاصة خلال الحصار مع الأدوية القطرية حيث قال إن الأدوية المحلية أثبتت جودتها وأن لها مكانة في عالم تصنيع الأدوية، منوها بأنه كمواطن قطري أصبح يحرص على البحث عن كل ما هو وطني، مشيرا إلى أن دولة قطر لديها إمكانات متميزة لإنشاء صناعة دواء محلية متميزة خاصة مع توافر الكودار، فنحن لدينا كثير من الأطباء والخبراء في إنتاج وتصنيع الأدوية فالحصار عمل على ظهور هذه الفئة من المبدعين الذين عملوا على إنتاج وتصنيع ما هو مميز في عالم الأدوية.
وأضاف الكواري: أدعو المواطنين والمقيمين على أرض قطر الحبيبة أن يستخدموا المنتج المحلي من الأدوية للعمل على تشجيع المنتج المحلي لأنه الافضل.
بحث الوضع الصحي
يذكر أن وزارة الصحة العامة تعقد باستمرار اجتماعات مع كل من مسؤولي شركات الأدوية ومسؤولي المستشفيات الصحية الخاصة في قطر، وذلك لبحث الوضع الصحي في القطاع الخاص في ظلّ الحصار المفروض على قطر وبحث مدى تأثر الأدوية والأجهزة الطبية بهذا الحصار للتأكد من أنه لا يوجد أي نقص في الأدوية بالأسواق وفي المستشفيات الخاصة، وإنه يتم توفير الأدوية للمستشفيات كل 3 أشهر والعمل على ضمان عدم حدوث أي نقص من أي نوع وتوفير البدائل، خاصة للأدوية التي تأتي من الشركات في الدول المقاطعة لقطر حيث وضعت الوزارة خطة مناسبة للتعامل مع الوضع الراهن بهدف تأمين كافة أنواع الأدوية دون حدوث أي نقص والعمل على بحث الطرق البديلة لشحن هذه الأدوية سواء عن طريق الشحن البحري أو الجوي.
ولم تتوقف الشركات التي تقوم بتوريد الأدوية عن التوريد على الإطلاق وأن كل ما تغير هو طريقة التوريد بعد إغلاق الحدود البرية مع دولة قطر، موضحاً أن مخزون الأدوية يكفي لتلبية طلبات واحتياجات المستشفيات والصيدليات بالقطاع الخاص حيث يتم أيضاً باستمرار بحث نوعيات الأدوية التي يمكن أن يتم توفيرها من خلال شركات بديلة للشركات التي تنتمي للدول المقاطعة والتي يمكن توفيرها من خلال التعاقد مع شركات أخرى في دول أخرى والحمد لله فإن الأمور تسير كما هي ولا يوجد أي تغيير في كميات الأدوية التي يتم توريدها ولكن الوضع الحالي وفي ظل الحصار المفروض على قطر يجب أن يتم دراسة كافة الأمور من جميع الاتجاهات ووضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمات في أي وقت.
وبالنسبة للأجهزة الطبية فإنها لم تتأخر في الوصول، حيث إن الكثير منها كان قادماً عن طريق الكويت ويتم البحث في طرق الشحن البديلة أيضاً حتى لا تتأثر الخدمات الطبية في الدولة حيث جرى التعاقد مع شركات أدوية بديلة للشركات المتعلقة بدول الحصار التي تقوم بتوريد الأدوية لقطر حتى لا يكون هناك أي تأثير في أي وقت تتوقف فيه هذه الشركات عن توريد الأدوية، لافتاً إلى أن القطاع الصحي الخاص لم يتأثر على الإطلاق بالحصار المفروض على قطر وأن الأمور لا تدعو للقلق على الإطلاق.
ويؤكد مسؤولون بالشركات الخاصة أنه لا توجد أي أزمة على الإطلاق في توريد الأدوية إلى قطر، لافتاً إلى أنه لا يوجد دواء إلا وله بديل ولا توجد شركة أدوية إلا ولها بديل أيضاً، لافتاً إلى أنه بالنسبة للشركات التابعة لدول الحصار فإنه لا يمكن أن يتم الاعتماد عليها وحدها لتوريد الأدوية تحسباً لحدوث أي أمور طارئة وبالنسبة للأجهزة الطبية فإنه لا توجد بها مشاكل على الإطلاق، حيث إن هذه الأجهزة لا يتم تصنيعها في دول الحصار بل يتم استيرادها من دول أخرى، وبالتالي فلا توجد أي مشاكل بهذا الشأن، بخلاف الأدوية التي قد يكون لها خطوط إنتاج في دول الحصار، ومن ثم فإن البدائل التي تم مناقشتها هو توفير الدواء من شركات بديلة حتى لا يحدث أي نقص لأي نوع من الأدوية، موضحاً أنه سيتم التركيز أيضاً على الجانب المحلي في صناعة الأدوية حيث إن هناك بعض خطوط الإنتاج سيتم اللجوء إليها لتغطية البديل المستورد.
copy short url   نسخ
20/11/2017
8012