+ A
A -
في عام 1983 عرض أول هاتف جوال في السوق التجاري، ومنذ ذلك الحين وحتى 2014 بلغ عدد المشتركين في شتى أنحاء العالم سبعة بلايين شخص. لا يمكن المجادلة بشأن الفوائد الجمة للهاتف الخليوي، لكن في نفس الوقت المشاكل والأضرار الناجمة عن سوء استخدامه، وما أكثرها، وإذا بدأنا في تعدادها وحصرها، فإننا لن ننتهي! أحدث الدراسات عن السلبيات تفيد بأنه يسبب على الأرجح الاكتئاب، وعلى وجه الخصوص بين الفتيات المتسمرات أمام الشاشات لساعات طوال. وتقول الدراسة ان خمس ساعات في اليوم أمام شاشة النقال تزيد من خطر الاصابة بهذا المرض بنسبة «74» بالمائة، وتؤشر الدراسة إلى أن الفتيات معرضات للاصابة بالاكتئاب أكثر من الشبان بسبب وسائل الإعلام الاجتماعية. وحلل باحثون من جامعة سان دييغو الأميركية استخدام حوالي «133» ألف مراهق للوسائط والأجهزة الإلكترونية، وتبين أن قضاء خمس ساعات أمام الشاشة لها صلة بزيادة خطر الاصابة بالاكتئاب والميل للانتحار.
الدراسة الأميركية توصلت إلى ما مفاده ان المراهقات هن الأكثر تأثراً بالميديا الحديثة، وأن أربعة عشر بالمائة من الفتيات معرضات بصورة أكبر للاكتئاب بسبب الاستخدام اليومي لتلك الوسائل مثل الفيس بوك والانستغرام بشكل يومي. ويقارن البحث الجديد الذي أجرته جامعة سان دييغو أعراض الاكتئاب وخطر الانتحار بفعل استخدام الأجهزة الالكترونية من جانب «133» الفا من المراهقين. وتقول د. جين توينغي التي أشرفت على البحث «ان النتائج تظهر بوضوح تأثيراً أكبر على الفتيات بسبب الهواتف الذكية ووسائل الإعلام الاجتماعية مقارنة بالشبان. وقد يعود السبب إلى أن الصبية يميلون لاستخدام أجهزتهم في الألعاب بصورة أكبر من الفتيات اللواتي تنصب اهتماماتهن على الشهرة والحالات الاجتماعية. وبعد بحث اتجاهات الاكتئاب خلال الفترة من 2012 وحتى 2015، وجدت الدراسة زيادة معدلات الاكتئاب لدى الفتيات بنسبة «58» بالمائة مقارنة بزيادة لا تتجاوز «9» بالمائة فقط بين الشبان. وقد بنيت النتائج المذكورة على أساس مسح أجري لتلاميذ مدارس من خلال استبيان حول الوقت الذي يمضونه في استخدام أجهزة الكترونية اضافة للاجابة على أسئلة مثل «أشعر بأنني عاجز عن القيام بأي شيء بشكل صحيح» وكذلك «المستقبل يبدو ميئوساً منه ولا أمل فيه».
وهناك مؤشرات على أن الفتيات يتعرضن في الغالب للاكتئاب بسبب الضغط الذي يواجهنه للتفوق والنجاح في المدرسة. وقد تبين ان الفتيات اللواتي ينجزن الواجبات المنزلية أقل عرضة للاكتئاب. وترى د. جين توينغي ان الزيادات فيما يتعلق بمسائل ومشاكل الصحة العقلية بين المراهقات والمراهقين يجب ان تؤخذ على محمل الجد. وتخلص الدراسة التي نشرت في CLINICAL PSYCHOLOGICAL SCIENCE الى ان دواعي السلامة تستدعي ان لا يزيد استغراق المراهقات أمام الشاشات عن ساعة أو ساعتين في اليوم.
copy short url   نسخ
20/11/2017
1714