+ A
A -
متابعة- محمد الجعبري وحسام وهب الله وأنس عبدالرحمن ومنصور المطلق
أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، أنه عاصر الكثير من الأزمات التي مرت على المنطقة العربية، ولكنه لم يعاصر مثل هذه الأزمة الحالية التي بدأت باختراق وكالة الأنباء القطرية، خاصة وأنه كان موجودا في الحدث أثناء تكريم سمو الأمير للدفعة الثامنة لخريجي الخدمة الوطنية، لافتاً إلى أن سموه لم يتحدث إلى أحد أثناء الحفل إلا الشاب غانم المفتاح أثناء خروجه من الحفل، ثم تفاجأ بما حدث في منتصف ليل ذلك اليوم من اختراق لوكالة الأنباء القطرية، ونشر تصريحات منسوبة ومزورة لسيدى سمو الأمير.
وأضاف سعادته، خلال استضافته في برنامج الحقيقة، الذي يذاع على تليفزيون قطر، أن الدول المفتعلة لهذه الأزمة ليست في حاجة لمثل جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية، ولكنها أمور قديمة ومستمرة، حيث أنهم كانوا في الاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي، كذلك اجتماع الرياض للدول الإسلامية مع الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أنه يوجد من أشار عليهم بهذه الجريمة من قرصنة.
وفي سؤال من مقدم البرنامج الإعلامي محمد الهاجري عن الفرق بين أزمة عام 2013 و2014 والأزمة الحالية، قال سعادة الدكتور خالد العطية إن الهدف في جميع الأزمات واحدة ولكن التكتيك اختلف، مشيراً إلى أنه دائماً ما يؤكد أن أزمة 2017 و2013 و2014 لا تختلف عن أزمة 1996 وهي امتداد لها، وأضاف أنه أثناء تلك الأزمات السابقة كان وزيرا للخارجية وشاهدا عليها، ولابد أن يوضح الكثير من الحقائق للمشاهدين حول تلك الأزمات.
أرادوا إحداث صدمة
وأضاف: في أواخر شهر يونيو من 2013، استلم صاحب السمو، مقاليد الحكم وقام بتعيين الحكومة، وفي أول اجتماع له مع الحكومة وجه سموه بضرورة تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي على جميع الأصعدة، سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية والاقتصادية، وفي منتصف شهر يونيو وصل اتصال من وزير خارجية الكويت سمو الشيخ صباح الخالد الصباح، وقال إنه جاءه اتصال من سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله – وزير خارجية السعودية آن ذاك، وتساءل عن شيء في قطر أو حدوث أحداث هناك، وقد رد عليه أنه لا يوجد إلا كل خير كما أكد له على توجيهات سمو الأمير بضرورة تطوير العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على أن تكون في أحسن حال.
وأشار إلى أنه اتفق، في ذلك الوقت، مع سمو الشيخ صباح على لقاء يجمع صاحب السمو، مع أخيه سمو أمير دولة الكويت، لتناول أوجه النظر في جميع القضايا وهذا الطارئ، ولكن سمو الشيخ صباح أصابته وعكة صحية وتعذر اللقاء في ذلك الوقت، وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، إلى أن أزمة 2013 كان صاحب السمو مازال في بداية توليه تقاليد الحكم، وقد عملوا على إحداث هزة وصدمة معتقدين أنهم سيحدثون تراجعا في الموقف القطري وتطويع لثوابتنا ونكون تابعين، وهذا بالنسبة لدولة قطر خط أحمر منذ القدم، ومن هنا بدأت أزمة 2013 التي كانت تضم الثلاث دول الخليجية ولم تكن مصر منضمة إلى هذه الأزمة في ذلك الوقت.
وأشار وزير الدولة لشؤون الدفاع في حديثه على تليفزيون قطر، أن سمو الأمير المفدى قد أرسله في 2013 لبعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لاستطلاع الأمر والتعرف على أسباب هذا التحرك الغريب، وقد اتصل سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في شهر نوفمبر 2013 بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، لاصطحابه إلى السعودية، حيث رحب سموه بهذه الزيارة، وأثناء ذهابنا في طائرة الشيخ صباح، طلب من سمو الأمير المفدى طلبا أبويا بضرورة ترك الحديث له، وقد لبى سموه هذا الطلب مع التحفظ بضرورة أن يكون الحديث بعدم التدخل في الشؤون السيادية لدولة قطر، ثم التقينا بالملك عبدالله بن عبدالعزيز - الله يغفر له-، حيث كان حديثا يتميز بالصراحة، وبين صاحب السمو في هذا اللقاء أن هناك مبادئ وخطوطا حمراء كثيرة تم ضربها وتجاوزها في هذا النزاع، وقد استاء جلالة الملك عبدالله من هذه التجاوزات.
اتفاق الرياض
وأضاف أنه في نوفمبر من العام 2014 جاء اتصال من سمو الشيخ صباح الأحمد بدعوة سمو الأمير المفدى بالذهاب معه إلى الرياض لتناول فنجان قهوة، حيث التقينا بجميع القادة، وقد جاء مسؤول من السعودية وبدأ في تلاوة ورقة بها بنود غير متفق عليها، حيث هي تكرار لأزمة مارس 2014، وهي بنود رفضت قطر التوقيع عليها، إلا أن تكون موجهة للجميع وغير موجهة لطرف دون الآخر، حيث أنه كان المقصود من هذه الورقة في ذلك الوقت إحراج قطر، ولهذا رفض سموه التوقيع على تلك الورقة.
واضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع «يبدو أن الذاكرة خانت أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقد أبلغ صاحب السمو أمير البلاد المفدى أن ما كتب في الورقة كان متفقا عليه من قبل وزراء الخارجية، وعندما سألني صاحب السمو إن كنّا وافقنا على ما جاء في تلك الورقة نفيت هذا تماماً، وأردفت كان هناك محضر خامس للجان الأمنية، حيث رفض الوفد القطري التوقيع على المحضر الخامس».
وبالعودة إلى ماحصل في ذلك الاجتماع قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع «حينها خرج السيد أنور قرقاش من القاعة كما خرجت أيضاً ممثلة مملكة البحرين واتصلوا بوزراء خارجية بلادهم الذين اتصلوا بالأمير سعود الفيصل، ثم فجأة تغير المحضر بناء على رغبة الإمارات والبحرين، وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية أن دولة قطر رفضت المحضر الخامس وما سبقها من محاضر»، واضاف: في اجتماع الرياض أبريل 2014 تم تنبيه أمين عام مجلس التعاون بضرورة النقل السليم أمام القادة، وفي هذه الاثناء انتقل الشيخ محمد بن زايد من مكانه إلى جانب صاحب السمو أمير البلاد المفدى وتحدث إليه قائلا «هذولا شيبانا»، وطلب منه الموافقة على الورقة والتوقيع عليها، وأوضح سعادة الوزير أن رفض التوقيع على الورقة ليس له علاقة بالاحترام. ولكن هذه سيادة دولة نشأنا عليها ولا نستطيع التنازل عنها. وهذا ماحصل في الرد على تغريدة السيد قرقاش.
وتابع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع: صاحب السمو حفظه الله غير الورقة بالكامل وأعادها إلى أصلها وهي أن تكون ملزمة لكافة الأطراف، وبالفعل الملك عبدالله رحمه الله أقر الورقة وتم التوقيع عليها وانتهت الأزمة، ونفى سعادة العطية أن يكون اتفاق الرياض ملزما لدولة قطر فقط، وقال أزمة سحب السفراء كانت في تاريخ 4 مارس حيث حضرت اجتماعا في الرياض وخلص الاجتماع إلى ان دولة الكويت كلفت بحضور وزراء الخارجية بصفتها وسيطا وليس بصفتها رئيس مجلس التعاون، لأنه حين ذاك كانت دولة الكويت لم تتسلم رئاسة مجلس التعاون، وأكمل تم تكليف الكويت باعداد آلية تنفيذية لاتفاق الرياض، وحددنا موعدا في شهر مارس في الرياض لمناقشة الآلية التنفيذية، ولكن استجدت احداث غريبة وعلى سبيل المثال طلب من الشيخ صباح أن يأتي مبكراً إلى الرياض وقبل الاجتماع قدموا له ورقة كي يطرحها خلال الاجتماع، فأوضح أن دولة الكويت وسيط وليس رئيسا لكي تطرح أوراقا، والتوجيه بأن تعد ورقة آلية تنفيذية، ولكن لم يستمعوا لنصيحة الشيخ صباح، وفي الاجتماع طرحوا هذه الورقة وطبعا أنا – والحديث لسعادة الدكتور خالد العطية- رفضت هذه الورقة وطلبت من أمين عام المجلس عدم إكمال قراءتها لأنها كانت مستفزة وفيها نيل مباشر من سيادة دولة قطر، وحدث خلاف في هذه الجلسة وانتهينا إلى ان هذه الورقة مرفوضة، وحاول الأمير سعود الفيصل التعديل على هذه الورقة، ولكن لم تكن كما يجب وطلب الشيخ صباح والأخ يوسف بن علوي بأن نعطيهم فرصة لكي يعدوا ورقة جديدة، وبالفعل أعدوها وكانت نوعا ما مقبولة ولا تتعرض لسيادة أي دولة وتحتوي على مبادئ عامة، وابلغنا الاخوة الموجودين بان هناك جهات في دولنا هي ستكون مسؤولة عن تنفيذ هذه الورقة، وبما أنها ليست آلية تنفيذية أنما هي ورقة جديدة نحتاج إلى 24 ساعة حتى يتم اقناع الجهات المسؤولة في دولة قطر، ونطلعها على مضمون الورقة ثم يتم اعتمادها فيما بعد، ولكنهم رفضوا هذا الكلام، وتابع: هناك حادثة حصلت في ذلك الوقت اثناء رفع الجلسة، علمت خلالها أن النية مبيتة لسحب السفراء، سواء وقعنا أم لم نوقع، ولكن كانوا يحاولون اتخاذ هذا الاجراء حتى يقال إن قطر خالفت الاتفاق، ولم يحصل أننا وقعنا على الورقة وعند عودتنا إلى الدوحة في 4 مارس تم سحب السفراء في اليوم التالي.
وعن دور الوسيط الكويتي في أزمة 2014 قال سعادة العطية حكمة صاحب السمو وتعاونه مع أمير الكويت والسلطان قابوس، كان له دور كبير في حفظ كيان مجلس التعاون، لأنه بالفعل مجلس يهم الجميع والمحافظه عليه لها الأولوية، بغض النظر عن محاولة الدول الأخرى التي تضغط باتجاه إحداث خلل في هذه المنظومة، والكويت كان لها دور مقدر وأمير الكويت تعب في الأزمتين الأولى والثانية.

محاولات المقاطعة
ورداً على سؤال حول إذا ما إذا كان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رحمه الله حاول في العام 2014 إخراج دولة قطر من منظومة مجلس التعاون الخليجي، قال الدكتور العطية إنه ليس لديه ما يثبت هذا الحديث، لكن التحرك كان واضحاً، وفي بعض الأوقات وبحكم علاقتي المميزة مع الأمير سعود الفيصل رحمه الله، الذي اجتمعت معه على انفراد أكثر من مرة، كما جمعني بوزير الخارجية المصري لتقريب وجهات النظر، إلا أنني لمست في بعض الأحيان أن بعض الأمور خارجة عن إرادته، وأعتقد أنه كان حتى عندما يصل في مرحلة يرى فيها أن الحل اصبح ضروريا، تأتيه توجيهات تدفعه لتعطيل الحل، لكن هذا لا ينفي أن الأمير سعود الفيصل تصدر مسألة المقاطعة في 2103.
وحول ما اشارت له تقارير دولية من ابرز المؤسسات الإعلامية في العالم تفيد بنية دولة الحصار في ذلك الوقت إلى تدخل عسكري في دولة قطر لتغيير نظام الحكم، ومدى صحة هذه التقارير، وكيف تعاملت دولة قطر مع هذه الفكرة، قال الدكتور العطية: إننا في قطر لا نخشى إلا من الله عز وجل، كما أن ثقة صاحب السمو فينا كبيرة، وحماية قطر مسؤولية الجميع، لكن دعني اقول إنها لم تكن نوايا، كانت خططا مكتملة، وأنا شاهد على حادثة العام 1996م، والقائدان اللذان كانا يقودان العملية في ذلك الوقت من دول الحصار، أكدا بعد فشل العملية لبعض الانقلابيين أن لا يخشوا فهنالك كَرة أخرى ستأتي. أما في 2013 و2014م، كنت شاهد عيان، عندما وجه خادم الحرمين الأمير محمد بن نايف بعد أن قال «صافي يا لبن»، وجهه قائلاً أن يسحب الجماعة الذين يحشدون على الحدود، هذه حقيقة. نحن في قطر تعرضنا لظلم كبير شديد، ليس من 2014 فقط، وإنما من قديم ونحن نتعرض لهذا الظلم، في وقت ظللنا فيه نحسن الظن بأشقائنا، ودائماً نسعى أن تكون علاقتنا مبنية على مبادئنا، وأضاف أن الدول نوعان، دول تبني علاقاتها على المصالح البحتة، وأخرى نادرة وقطر منها تبني علاقاتها على المصالح مقرونة بالمبادئ، وقطر دائما تتعامل مع الآخرين بمبادئها رغم وجود المصالح.
وقال الدكتور العطية ردا على سؤال متعلق بأن كانت أزمة العامين 2013- 2014 سببها ثورات الربيع العربي، قال إن هذه الثورات أزعجت كثيرا من الدول، لكنها لم تزعج قطر كدولة تثق في شعبها وبرامجها ومشاريعها التنموية ولا تهزها هذه الأحداث، وأوضح أن مصر في وقت من الأوقات اُستخدمت للوصول إلى هذه النتائج، مشيراً إلى أن مصر كانت أحد الأسباب لكنها لم تكن السبب الرئيسي في اتخاذ مواقف ضد قطر بهذا الشكل.
وعن العلاقة مع دول الحصار بعد تلك الأزمة، أوضح الدكتور العطية أن قطر عادت للتعامل بشكل طبيعي بعد المصالحة، فعلى سبيل المثال كنا ننسق بشكل يومي في كافة الأمور والملفات المشتركة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، حتى في بعض الأوقات كنت أقول إن المملكة لديها وزيران للخارجية وزير يدعمها من قطر وآخر من الرياض، هذا كان الظن في الأشقاء في المملكة، مضيفاً أن قطر لم تخسر السعودية وإنما الأخيرة هي التي خسرت قطر.
واضاف: بعذ المصالحة كانت الأمور على أحسن ما يرام على كافة المستويات مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، لافتاً في ذات السياق إلى وجود أطراف من قطر والإمارات تواصلوا بخصوص الملفات المشتركة بصورة طبيعة، مشيراً إلى أن الخلاف الذي اثير قبل الأزمة بأسبوع مع البحرين حول موضوع الجنسيات، تم الانتهاء منه بواسطة الأشقاء البحرينيين الذين قالوا إن المسألة انتهت.
وحول ردة فعل مجلس التعاون الخليجي بعد اتفاق الرياض إزاء استمرار الإعلام المصري في الهجوم والتطاول على قطر، قال الدكتور العطية إن هذا الموضوع متشعب، مشيراً إلى أنه واثناء الأزمة الخليجية الأولى كانوا يقدمون قصاصات من الجرائد ويعتبرونها أدلة، وكنا نقدم ملفات كأدلة واثباتات للأمانة العامة على انتهاكات بعض دول الحصار الآن في ذلك الوقت، وكان يتم الالتفات عنها، ويؤخذ دائماً بقصاصات الجرائد، لذلك بعد الهجوم الإعلامي على قطر سواء الذي كان في مصر أو واشنطن أو أوروبا، كنا نعلم أنه ليس هنالك مجال لتقديم شكوى لأن الأمور هذه لن يُستمع لها، لكن في نفس الوقت كنا نأخذ احتياطاتنا التي تحمي مصالحنا، وأشار إلى أن معظم الإعلام المصري الذي يهاجم قطر في ذلك الوقت وإلى الآن مدفوع من إحدى الدول الخليجية، لافتاً إلى أن كل المحاولات التي قامت بها دولة قطر لتقريب وجهات النظر مع الأشقاء في مصر، كانت دائماً تُعرقل من طرف خارجي.
دعم قطر لمصر
واشار إلى أن قطر بدأت التعامل مع مصر بعد الثورة، من الطنطاوي إلى الرئيس السيسي، مؤكداً أن قطر دعمت كل الحكومات المصرية التي جاءت بعد الثورة، سواء كانت حكومات مؤقتة أو حكومات جاءت بالانتخاب، وقال: لم نتعامل مع حزب سياسي أو مع اشخاص، وإنما تعاملنا مع الحكومات.
ونوه الدكتور العطية بتوجيهات صاحب السمو باستمرار التزام قطر مع مصر، لافتاً إلى أن هذا الالتزام تم عندما كانت فائزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي المصري في مصر في ذلك الوقت، ووقعت معها اتفاقية تنمية واتفاقيات تعاون؛ لافتاً إلى لقاء جمعه مع وزير الخارجية المصري بتنسيق من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وقد وضحت لوزير الخارجية المصري الخطوات التي اتخذتها قطر لدعم مصر، وعدم دعمها لافراد واشخاص بعينهم، واصبح بيني وبينه اتفاق حول بعض المسائل، مثل أننا نخطو خطوة نحن لدينا ودائع فدعنا نحول الودائع إلى سندات ولم يأخذ القرار القطري أكثر من خمس دقائق حيث اتصلت على الفور بصاحب السمو حفظه الله، وقلت له المطلوب تحويل الودائع إلى سندات، فقال سموه توكل على الله طالما أن هذا يدعم الأشقاء في مصر، وقبل أن أنتهي من هذا اللقاء، قام الرئيس المؤقت حينذاك عدلي منصور بالظهور على التليفزيون وقال: فاض الكيل بقطر وصبرنا نفد على قطر، وهذا يوضح أننا كنا كلما نبني جسورا يدخل طرف ثالث خارجي ليس له رغبة في بناء هذه الجسور، والحقيقة فلقد احترت في تفسير ذلك فإذا كان التوجه هو السعي لاستقرار المنطقة، فإنه من باب أولى أن تشجع بعض الأطراف خطوات التقارب هذه لكن بالطبع كل طرف لديه أجندة خاصة به، وأنا على سبيل المثال حاولت أن أجري مصالحة في مصر بين الأطراف المختلفة عقب القبض على الرئيس المنتخب وجماعته، حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، وطلب مني أن أستأذن سمو الأمير كي أسافر إلى مصر وألتقي خيرت الشاطر ومرسي وقادة الإخوان في ذلك الوقت، فأستأذنت سمو الأمير فوافق على الفور، وقال نحن على استعداد للمساعدة بأي شكل من الأشكال في أي امر يدعم الاستقرار في مصر، وطلب مني المساعدة في هذا الشأن فقمت بالاتصال باللواء العصار وكانت الساعة الثانية فجرا في الخامس من أغسطس 2013 وأخبرته بتوجهي إلى القاهرة فقال لي نحن في انتظارك وذهبت إلى مصر وكان أول لقاء لنا مع خيرت الشاطر وكان في السجن، وأصر الأشقاء في مصر أن اللقاء يتم بحضور أطراف ثلاثة أنا والشيخ عبد الله بن زايد من الإمارات ومساعد وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت ويليام بيرنز وأصروا أن يتم اللقاء بهذا الشكل، فذهبنا إلى السجن وتحدثنا مع خيرت الشاطر، واستغربت من كلام وحديث الشاطر في هذا الوقت لأنه وجه كلامه وهو المحسوب على الإخوان إلى الشيخ عبد الله بن زايد ويتحدث مع الشيخ عبد الله بن زايد ويتكلم عن المعاناة والألم وإنه يعتبر ما حدث طعنة في الظهر، وكأنه يلمح إلى وجود علاقة أو تفاهمات بين الإخوان والإمارات وأنهم – الإمارات – طعنته في الظهر ومع ذلك – الكلام لخيرت الشاطر – نحن مستعدون لحقن الدماء والجلوس على الطاولة والتفاوض لحل المسألة، وهو أمر كان جيدا للغاية فخرجنا من السجن على أن نقوم بزيارة الرئيس مرسي، وعقب خروجنا من السجن فوجئنا بإلغاء كل الاجتماعات دون أن نعرف سببا لذلك حتى اليوم، وكل هذا يؤكد مدى حرص سمو الامير أن تكون مصر مستقرة وإننا على استعداد لعمل أي شيء كي تبقى مصر قوية.
منصب أمين التعاون
وحول الدور الذي قامت به الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وكذلك أمين عام المجلس، خلال تلك الأزمة وما سبقها.. قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع: لقد عاصرت تلك الأزمة وأعتقد أن اخانا الزياني ظلم في هذا المنصب لأن هذا المنصب مرت عليه أساطين العمل الدبلوماسي الخليجي وكان لهم وزن وثقل ولهذا فقد ظُلم الزياني في هذا المنصب لأنه لم يستطع أن يملأ كرسي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وأنا حضرت في 2013 و2014 وكان لنا عتب كبير على إدارة الأخ الزياني للأزمة حينذاك فكنا نفاجأ بالأمين العام يغمز ويلمز للأعضاء الآخرين في شكل معيب لمجلس التعاون الخليجي أيضا في أزمتنا الحالية فوجئنا بموقفه لأن المفروض أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي يمثل كل دول مجلس التعاون ولا يمثل جنسيته أو طرفا ولقد شهدنا مواقف كثيرة على أيام الأمناء السابقين تؤكد حياديتهم فكل من شغل المنصب في السابق كان يعمل لصالح أهل الخليج جميعا فكان أي واحد منهم يعتبر نفسه خليجيا فكان عبد الرحمن العطية يأتي لقطر ويقول أنتم في هذه المسألة أعتقد أنكم أخطأتم أو على صواب وكان يذهب للسعودية ويقول نفس الأمر وفي البحرين وفي كل دول الخليج ورغم ما فعله في أزمة الخليج في 2014، قطر وافقت على التجديد له عقب حضوره ولقاء صاحب السمو حفظه الله والذي كلفني بكتابة خطاب موافقة على التجديد للزياني كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي قائلا: أنا لا أخرج عن الإجماع الخليجي.
وحول عبارة: «هو يعلم أنني أعلم أنه غير صادق» التي وجهها لوزير خارجية البحرين، قال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الدولة للدفاع، إنه كان يقصد اتهام وزير خارجية البحرين لقطر أنها أعطت الإحداثية لجماعة الحوثي من أجل استهداف قوات التحالف في محافظة مأرب، مضيفا أن الشيخ خالد – وزير خارجية البحرين – بحكم منصبه يفترض أنه مطلع وتأتيه أوامر العمليات العسكرية وتأتيه حقيقة قواته الموجودة مقارنة بالدول الشقيقة الأخرى وهو اتهم قطر اتهاما خطيرا جدا في هذه المسألة وإذا صح هذا الاتهام فإن العواقب التي تبنى عليه ستكون خطيرة جدا وهو يعلم بحكم أنه وزير خارجية لديه الحد الأدنى من معرفة أن هذا الاتهام الباطل يؤدي إلى آثار خطيرة، وسبب قولي أني أعلم أنك تعلم أنك غير صادق أن الشيخ خالد زميلي وكنا دائما نجتمع مع بعض وكان هو دائما يفضفض في جلساتنا حول عدم قدرته على التحرك في أماكن وموضوعات بعينها لأنه في الحقيقة لا يملك من امره شيئا، وأن بعض المسائل تملى عليه لتنفيذها ولهذا فهو يعلم أنني أعلم أنه غير دقيق في كلامه، وأرجو أن يعيد حساباته لأن عمر الدول أطول من عمر البشر، فالدول تبقى ونحن إلى زوال ولكن التاريخ لا يرحم.
وحول التسريبات الخاصة بسفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن الذي كان يسعى لشيطنة قطر قال العطية: إن قطر كانت تعلم كل التفاصيل، فالسفير الإماراتي في واشنطن كان يحمل راية العداء لقطر في واشنطن وهذا للأسف كنا نفاجأ به في كل مرة نلتقي فيه مع كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن حيث كانوا يطالبوننا بالنظر في سبب ما يفعله يوسف العتيبة ضد قطر ولماذا يقول دوما إن العدو رقم واحد هو قطر وكنا نندهش من هذا الكلام ولكن في النهاية كنا نترفع عن هذه الامر على اعتبار أن علاقة القادة مع بعضهم البعض علاقة مباشرة ليس بينهم وسيط سواء وزير أو سفير ولم يكن يتضح من علاقة القادة وجود أي شيء يلوح في الأفق ونحن لا نشكو لأننا لدينا ثقة كبيرة في أنفسنا وسمو الأمير لديه ثقة كبيرة فينا وفي شعبه وعنده برنامج تنموي لقطر وعنده رؤية وما عندنا وقت للالتفات لتلك الأمور.
وقال العطية حول دعم قطر للإمارات من أجل استضافتها لإكسبو 2020 ورغم ذلك فإنها سعت وتسعى لعرقلة استضافة قطر لكأس العالم 2022 فهل كانت قطر على دراية بمساعى الإمارات ولماذا دعمت قطر الإمارات في استضافة أكسبو 2020 إنني كنت وقت التصويت على اكسبو 2020 المسؤول عن التصويت وكان التكليف من سمو الأمير أننا ندعم الأشقاء في الإمارات وعلى ما أذكر إنني حين كنت وزيرا للخارجية سحبوا سفراءهم في 5 مارس فأرسل لنا الشيخ محمد بن راشد رسالة مع القائم بأعمال سفارة قطر في أبو ظبي في 8 مارس يشكرنا على دعمنا لإكسبو 2020 فأي قول غير أننا دعمنا الإمارات في هذا الأمر غير صحيح أما بالنسبة لكأس العالم 2022 فنحن نفاجأ بعد أزمة الحصار بمسؤول إماراتي أمني كبير يغرد ويقول تنازلوا عن كأس العالم 2022 ويتم حل الأزمة الخليجية وهو أمر يثير دهشتنا فبدلا من دعمنا كرد لما فعلناه بشأن اكسبو 2020 نفاجأ بهذا الفعل الغريب وأنا أذكر دوما أن سمو الأمير يقول إن كأس العالم لكل الخليج ولكل العرب وكل المسلمين ولم يقل أبدا إن كأس العالم لقطر أبدا وأنا أستغرب التحرك الإماراتي لمحاولة سحب هذه البطولة.
وحول ظروف فتح مكتب لطالبان في دولة قطر قال العطية إن الأصدقاء والحلفاء في أميركا طالبوا أن نساهم في فتح مكتب سياسي لطالبان وقد وجد الامر قبولا لدى طالبان لفتح هذا المكتب في قطر وعلمت فيما بعد من خلال تسريبات السفير العتيبة انه كان في حالة من الغضب بسبب وعد الاميركيين له أن يكون المكتب في الإمارات ثم فوجئ به يقام في قطر ونحن في النهاية لدينا هدف سام هو أن يتحقق الأمن والسلام في أفغانستان.
وحول اتهام قطر بدعم الثوار المتشددين في سوريا قال العطية إن قطر لم تدعم أبدا أي فصيل في سوريا سواء كان متشددا أو غيرهم ولم تدعم جبهة النصرة أو غيرها وقطر منذ بداية الأزمة وسمو الأمير وكان وقتها ولي العهد يتحرك لحقن الدماء وكان هدف قطر السعي لحل الأزمة سلميا حتى لا تخرج عن السيطرة ونحن أوقفنا بعض سيلان الدماء لحماية الشعب السوري الذي طلب العدالة والحرية والحماية من وحشية النظام وفعلنا ذلك بالوقوف بجانب الحلفاء ومنهم السعودية التي تعمل معنا جنبا إلى جنب في سوريا ضمن منظومة التحالف الدولي هناك وقطر تحارب الإرهاب بل إن عدوها الوحيد هو الإرهاب، فقطر ليس لها دولة كعدو ولكن عدوها الإرهاب وكل إمكانياتنا مسخرة لمكافحة الإرهاب.
وحول تطوير القوات المسلحة القطرية قال سعادة نائب رئيس الوزراء: دوما كانت القوات المسلحة القطرية مميزة وعناصرها مميزون وبالطبع أنا أقولها بكل فخر أن وحدات وضباط القوات المسلحة وأفرادها وصف ضباطها من أميز الأفراد على مستوى المنطقة فدوما جاهزيتهم في أعلى مستوياتها وروحهم المعنوية في أعلى درجاتها ونحن نعمل على تنفيذ توجيهات سمو الأمير في تطوير قواتنا المسلحة ولقد أدخلنا العديد من المنظومات المتطورة لقواتنا المسلحة وهناك منظومات أخرى في الطريق وهذا هو دوري وواجبي فاليوم العدو غير تقليدي فالعدو هو الإرهاب الذي يجب ان يكون لدينا قوة عسكرية على أهبة الاستعداد للدفاع عن البلد ضد أي هجمات إرهابية.
وحول قانون الخدمة الوطنية قال العطية ان توجيه سمو الأمير واضح ان يكسب المواطن القطري المهارات القتالية للدفاع عن الوطن والأرض وكذلك منحه قدرات ومهارات أخرى عديدة والآن نحن طورنا القانون وعرض القانون على سمو الأمير ومجلس الوزراء وتم رفعه إلى مجلس الشورى في الإجراءات التشريعية ونحن نقول إن أبناء الوطن هم المنوط بهم الدفاع عن وطنهم فلا نستطيع الاعتماد على أحد غيرنا للدفاع عن قطر ونحن وضعنا قانونا يلبي حتى احتياجاتهم المستقبلية.
وبسؤاله إلى أين تتجه هذه الأزمة قال العطية: نحن دائما بوصلتنا هي توجيهات سمو الأمير وهو منذ بداية الأزمة أكد على أن الحوار هو أقصر طريق لحل أي خلاف ومازلنا نتمنى أن يكون هناك من يستمع لصوت العقل والحكمة ويستجيب لدعوة الشيخ صباح حفظه الله ويوافق على الجلوس على مائدة المفاوضات ونتمنى أن يكون الحل عن طريق الحوار.
copy short url   نسخ
20/11/2017
2800