+ A
A -
يسلط برنامج «خارج النص» الضوء في حلقته المقبلة على فيلم «طوفان في بلاد البعث» الذي أخرجه المخرج السوري عمر أميرالاي، ومن المقرر عرض الحلقة غداً على شاشة قناة الجزيرة.
وفيلم طوفان في بلاد البعث وثائقي سوري من إخراج المخرج السوري عمر أميرالاي، يتناول الفيلم الآثار المترتبة على سياسات حزب البعث في سوريا دون إدلاء أيّ تعليق أو انتقاد، يعرض الفيلم الآثار المدمّرة على قرية الماشي الصغيرة - التابعة إداريّاً لمحافظة الرقّة والتي تبعد عن مدينة دمشق 400 كم شمالاً- بعد بناء سد الفرات، يبدأ الفيلم بإيقاع بطيء عارضاً مقابلات مع طلاب ومعلمين وحتى مسؤولين حكوميّين يقومون بتلاوة شعارات تمدح الرئيس القائد وتمجّد حزب البعث، يعد الفيلم إدانة قاسية للنظام السوري من خلال تصويره للآثار الاقتصاديّة والاجتماعيّة الكارثيّة المدمرة التي لحقت بالمجتمع السوري بعد 35 عاماً من حكم البعث. طوفان في بلاد البعث وكمعظم أعمال المخرج عمر أميرالاي محظور في سوريا. وعمر أميرالاي مخرج سينمائي سوري من مواليد دمشق، تتميّز أفلامه بنزعتها الانتقادية السياسية والاجتماعية، وقد كان له دور بارز في ربيع دمشق عام 2000، درس المسرح في جامعة «مسرح الأمم» في باريس عامي 1966-1967، ثمّ التحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، لكنّه انقطع عن الدراسة بسبب أحداث الطلبة عام 1968. عاد إلى دمشق عام 1970. أسلوبه الفني مختلف عن غالبية المخرجين السوريين الذين درسوا في الاتحاد السوفياتي أو أوروبا الشرقية. من أفلامه الوثائقية ثلاثية حول وادي الفرات، وفي فيلمه الأول محاولة عن سدّ الفرات، (1970)، إنتاج التليفزيون السوري، يوجّه أميرالاي تحيّة لأحد أكبر مشاريع التطوير السورية. لكنّه في فيلميه التاليين يتّخذ موقفاً نقديّاً واضحاً منه، كما في الحياة اليومية في قرية سورية (1974) الذي يبيّن فيه أميرالاي التأثير السلبي لبناء السدّ على حياة الأشخاص العاديين في إحدى القرى الواقعة على نهر الفرات، وفي زيارة ثانية للمكان عام 2003 حقّق أميرالاي فيلم طوفان في بلد البعث، الذي حوى نقداً سياسياً لاذعاً لسياسة حزب البعث الحاكم في مجاليّ التربية والتعليم، والذي كان من المفترض أن يكون عنوانه «خمسة عشر سبباً لكرهي حزب البعث». ومن بين أفلامه أيضاً الرجل ذو النعل الذهبي عن الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري، عمل بعد العام 1980 في فرنسا لصالح محطّات تليفزيونية مختلفة ؛ له أعمال سورية وعالمية حيث حقّق العديد من الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة.
في حين حققت أفلام أميرالاي شهرة عالمية وعرضت في بعض من أهم المهرجانات المختصة بالسينما التسجيلية في العالم كمثل مهرجان امستردام الدولي للأفلام التسجيلية. منعت معظم أفلام أميرالاي من العرض في وطنه سوريا لأسباب رقابية. قبل وفاته بقليل، حمّل المخرج عدداً من أفلامه على موقع يوتيوب ليستطيع السوريون مشاهدتها.
وتوفي أميرالاي في عام 2011 عن عمر ناهز الـ (67) عاماً إثر جلطة دماغية في بيته في دمشق.
copy short url   نسخ
18/11/2017
4307