+ A
A -
الخرطوم- الوطن- تهاني عباس


افتتحت الفنانة التشكيلية العالمية كمالا إبراهيم إسحق معرضها التشكيلي بالمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم وسط حضور نوعي من الفنانين السودانيين والدبلوماسيين وجمهورها، افتتحت المعرض السفيرة الفرنسية مانويلا بلتمان.






لوحات كمالا، تعبر- كما يصفها رفقاؤها من الفنانين التشكيليين- عن الموروث الشعبي.. الطقوس السودانية المشحونة بالعديد من الثقافات المتنوعة، (طقس الزار، صناعة الخزف) بجانب اهتمامها الكبير بالأعمال النسائية التي شكلت وأثرت في مسيرتها الطويلة في الفن التشكيلي.
المعرض ضم الكثير من اللوحات الفنية الجديدة التي تعرض للمرة الأولى، وأغلب اللوحات في مساحات جدارية كبيرة.
وعبرت كمالا في حديث خاص لــ الوطن عن بالغ سعادتها بإقامة معرضها بالخرطوم بعد طول غياب خارج البلاد، وقالت إنها سعيدة بأن تلتقي بهذا العدد الكبير من الجمهور لتشريفه وحضوره افتتاح المعرض.
وتقول كمالا إن الهجرة تؤثر بشكل كبير في مسيرة الفنان والفن، وقد أسهمت في مسيرتي ومنحتني فرصة كبيرة لنشر أعمالي، بالإضافة إلى ما تكسبه الفنان من تنوع ثقافي.
وتعتبر الفنانة التشكيلية السودانية كمالا إسحاق من أوليات النساء اللاتي درسن الفن، ومن أوليات الفنانات اللاتي احترفن الفن التشكيلي كمهنة ودراسة، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم في العام 1963 وتلقت الدارسات العليا في جامعة (رويال كولديج) بانجلترا، وتم تعيينها للتدريس بنفس الكلية.
وللأستاذة كمالا إسهام مقدر في نشر الفن التشكيلي السوداني عالميا وهي صاحبة فن تشكيلي غزير الثقافة ومتنوع الفكر وتعد أعمال كمالا من أميز وأبهر اللوحات التي تعرض على مستوى معارض العالم.
يقول الدكتور الأمين محمد عثمان الأستاذ بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وهو أحد طلاب الفنانة كمالا بكلية الفنون التطبيقية، إن كمالا ترسم بأعمالها حياة ضاجة بالبهاء والمعرفة والجمال والعلوم الإنسانية، وهي تهتم وترسم المرأة بكل تفاصيلها من غير أن تسلخها من مجتمعها.
ويضيف الأمين: ترسم كمالا بريشة مغموسة في فضاءات التشكيل الأخاذ والفن الزاهي وأسهمت كمالا في نشر فن عظيم جدا.
ويرى الفنان طلال عفيفي أن الفن عند كمالا حرفة أصيلة وعوالم أخرى، ترسمها من خلال الألوان المفرودة على المساحات الكبيرة والتأمل في العالم من منظورها.
ويشير عفيفي إلى عدد من لوحات كمالا في المعرض ويقول «النساء الجالسات الملتفات حول المائدة، الوجوه المموهة دائماً، منظور عين الطائر (ترسم كمالا وكأنها جالسة على جناح طائر)، النباتات، التفاصيل الصغير، وحتى توقيعها.. كلها ملامح حقيقة لقدرات هذه الإنسانة على التعبير والنطق الملون الأخاذ».
ويضيف أن الجمهور يستمتع بشكل استثنائي بتأمل جدارياتها، خصوصاً أعمالها الجديدة، وذلك التاريخ الفني المختبئ في أعمالها: عوالم فرانسيس بيكون، فن التطريز المنزلي، روح الجداريات النوبية والقبطية القديمة.. كلها تفاصيل تصحو وتبعث حية بين يدي هذه الفنانة الكبيرة.
copy short url   نسخ
18/11/2017
4459