+ A
A -
أشاد اقتصاديون ألمان بالخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وتناقلته وسائل الإعلام الألمانية، والذي أوضح فيه أن اقتصاد بلاده أصبح قوياً عن ذي قبل، رغم الحصار المفروض على بلاده منذ أكثر من خمسة أشهر، من قِبل دول الجوار «السعودية، البحرين، الإمارات»، واعتبر الخبراء أن الاقتصاد القطري بات أقوى بفضل الجهود التي بذلت من قِبل الحكومة القطرية سواء قبل الحصار أو بعده، نظراً للإجراءات والخطوات التي اتخذتها سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وهو ما أجهض الحملات الكبرى التي شُنت للتأثير على وضع الاستثمار في الداخل، وحافظت قطر على تميزها الاقتصادي بجانب المحافظة على مستوى دخل الفرد في قطر في قمة قائمة الدول الأعلى من حيث متوسط دخل الفرد، وأكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في كلمته الأسبوع الماضي.
مشاريع أعقبت الحصار
وقالت ديان شيسويرز، الخبيرة المصرفية والباحثة بمعهد السياسة والاقتصاد الدولي بالعاصمة «برلين» لـ الوطن،: إن اقتصاد دولة قطر يظلّ أحد أقوى الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رغم الحصار المفروض على البلاد من قبل بعض الدول المجاورة، نظراً لأن صادرات النفط والغاز تواصلت في ظل الحصار دون انقطاع، وهو ما مكن قطر من إنشاء طرق جديدة للتجارة، لحرصها على تحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي، الأمر الذي ساعدهم في تجاوز تداعيات الحصار التي طالت بعض جوانبه في أول الأزمة، لكن المؤشرات بالإضافة للظروف تؤكد أن الاقتصاد القطري أثبت مرونته وصلابته في المدى المنظور– ستة أشهر- كما أن القطاعات المحلية بقطر ستستفيد من زيادة الاعتماد على النفس، إذ أن من شأن خطط الحكومة زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، ودعم جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وذلك عقب أن حققت انتعاشاً بلغت نسبته 40 بالمائة مطلع أغسطس الماضي، مقتربة ممَّا كانت عليه قبل الحصار، كما زاد من تحسين الاقتصاد القطري افتتاح «ميناء حمد الجديد»، والذي يعتبر أحد أكبر الموانئ في المنطقة، حيث كان حاسماً في دعم الاستيراد خلال الحصار.
الأسوأ انتهي
قال كريستوف شتاينماير، أستاذ الاقتصاد بجامعة «درسدن»،: إن الاقتصاد القطري لم يتأثر على مدار الأشهر الخمسة الماضي، والدليل على ذلك ما تشهده الدوحة من طفرة بناء حالياً تبلغ قيمتها 200 مليار دولار أميركي؛ حيث تسعى لجذب الأنظار من خلال استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، بالإضافة إلى أن مراكز التسوق بالمدينة لاتزال مشغولة كما كانت في الماضي، ومن أجل مواجهة العقوبات والقيود المفروضة على التجارة، قامت حليفتها تركيا وإيران المجاورة بنقل الإمدادات الغذائية جواً وبحراً، الأمر الذي جعل مواطنيها لايشعرون بأي أزمة، مثلما كان تسعى دول الحصار.. مستدركاً: على المدى المتوسط والطويل ربما يشعر الناس الذين يعيشون هناك بالآثار، لكن في الوقت الحالي لم يشعروا بأي فرق كبير، ذلك لأن الأسوأ انتهى بالفعل، فاقتصاد قطر قوي جداً، وهو أقوى اقتصاد في المنطقة، مما سيعزز ثقة المستثمرين في السوق؛ إذ إن مقومات النمو والتطور لاتزال موجودة، بل وأصبحت أفضل بعد التشريعات التي أعلن عنها مؤخراً.
مرونة اقتصادية
وأضاف فرنر ديتريش، المحلل الاقتصادي والكاتب بصحيفة «بيلد» الألمانية،: إن قطر في وضع مالي مريح؛ بفضل أصول عامة تفوق قيمتها 250 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن أن قطر هي إحدى أقوى الموازنات العمومية بين نظيراتها، متوقعاً أن يشهد الاقتصاد القطري في المدى القريب تلاشي الصدمة الناتجة عن الحصار، وفي المدى المتوسط، فمن المتوقع أن يكون الحصار بالفعل أمراً إيجابياً بالنسبة للدوحة؛ حيث ستستفيد بعض القطاعات المحلية من الفراغ التجاري الناشئ عنه، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن قطر هي أكثر الدول مرونة في الشرق الأوسط حتى الآن، والقطريون- على عكس الدول الأخرى- لديهم الاقتصاد الأكثر استقراراً، والأوضاع المالية الأكثر استقراراً، إذ إنها تمتلك ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، بعد العملاقين روسيا وإيران، وهو ما يعينها على تحمل أزمة إذا طال أمدها، الأمر الذي يجعل النظام الحاكم في قطر يتحدث طيلة الوقت بثقة كبيرة حول أوضع بلاده الاقتصادية، ولاحظنا جميعاً هذا في الحديث الأخير لحضرة صاحب السمو، وعن دخل الفرد في بلاده، الأمر الذي أرسل برسائل طمأنينة إلى المستثمرين الأجانب، الذين لم ينقطعوا عن الدوحة من الأساس حتى باندلاع الأزمة الخليجية الراهنة.
copy short url   نسخ
18/11/2017
2705