+ A
A -
اليمن- الوطن- محيي الدين الشوتري
عقب يومين من التوتر الذي شهدته محافظة المهرة شرق اليمن بعد رفض قوات الجيش وقبائل المحافظة دخول قوات من النخبة التي دربتها الإمارات للسيطرة على المحافظة الحيوية والتي تقع على الحدود مع سلطنة عمان رفعت السلطة المحلية بمحافظة المهرة صورا ضخمة لسلطان عمان قابوس بن سعيد تقديرا لجلالته وعرفانا بالدور الكبير الذي يقوم بها السلطان في الوقوف إلى جانب محافظة المهرة منفذ اليمن مع سلطنة عمان وعزا مراقبون إقدام السلطات المحلية لهذه الخطوة للمكانة الكبيرة التي يحملها أبناء محافظة المهرة لسلطان عمان والشعب العماني ورفضا قاطعا لتواجد قوات النخبة المهرية المدعومة من الامارات وكانت محافظة المهرة قد استيقظت فجرا على توتر أمني كبير عقب وصول قوات من النخبة المهرية على مشارف المدينة وهو الامر الذي دعا قوات من الجيش اليمني وقبائل المحافظة لاعتراض هذه القوات ومنعها من السيطرة على المحافظة وكان مغردون عمانيون حذروا من المساس بمحافظة المهرة ويعلق المغرد العماني مصطفى الشاعر على رفع صورة السلطان قابوس في شوارع المهرة بالقول يبدو لي أن هذه الصورة ازعجت الكثير من حولنا حتى أصبح هذا الدعي يتهجم على عماننا العظيمة عمان ليس لديها الا نشر الخير والسلام في محافظة المهرة أما غيرها من المشبوهين الجدد عليها ستقطع يده إن حاول المساس بأمن واستقرار المهرة وحدودنا الجنوبية وكان بيان صادر عن اللجنة الأمنية والمكونات السياسية والشيوخ والاعيان بمحافظة المهرة أكدوا على ضرورة وحدة الصف لأبناء المهرة والنأي بالمحافظة عن أي صراعات أو الانجرار إليها.
أبوظبي في مهمة الاصطدام بمسقط من بوابة المهرة
وفي تعليق له على هذا الحدث قال المحلل والكاتب السياسي ياسين التميمي إن هذه المحاولة قوبلت بالرفض، من قبل السلطة المحلية بمحافظة المهرة والتي تشعر بحساسية كبيرة تجاه أي نفوذ إماراتي في المحافظة، بالنظر إلى أن نفوذاً كهذا سيدفع بالمحافظة إلى مربع العنف الذي لم تشهده هذه المحافظة المسالمة منذ فترة طويلة وأضاف التميمي يتولى اللواء 137 مدرع التابع للجيش اليمني، مهمة تأمين المحافظة، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسسته أبوظبي في عدن والمنادي باستقلال المحافظات الجنوبية، يرى هذا اللواء قوات احتلال شمالية، في توجه يعكس طبيعة المهمة الإماراتية التفكيكية في اليمن وتابع التميمي: لا يريد أبناء محافظة المهرة أن يؤثروا على علاقاتهم الخاصة مع سلطنة عمان المجاورة التي يحمل معظمهم جنسيتها، خصوصاً في ظل التوتر السياسي المعلن وغير المعلن بين مسقط وأبو ظبي فالإمارات وبالذات إمارة أبو ظبي التي تقع تحت حكم أبناء الشيخ زايد وخصوصا ولي العهد محمد بن زايد، دعمت في 2011 تحركات شبابية مناهضة للسلطان قابوس، مستغلة موجة الربيع العربي، وفي الوقت الذي سخرت كل إمكانياتها لإفشال هذا الربيع في مناطق تتوق إلى التغيير على أنظمة جمهورية تحولت إلى دكتاتورية وراثية ثقيلة على شعوبها وأشار التميمي إلى إن الدفع بقوات لا تريدها السلطة المحلية لمحافظة المهرة في هذا التوقيت يشير إلى رغبة أبو ظبي في إحكام قبضتها على الجنوب مستغلة هذا الظرف غير المستقر الذي تمر به المنطقة، ولكنه على كل حال توقيت سيئ ويستفز إلى حد كبير جيرانا متوجسين من الدور الإماراتي وقد يدفع بمسقط إلى تغيير أسلوب تعاطيها مع الأزمة والحرب في اليمن على نحو دراماتيكي حيث إنه في المهرة المجاورة لسلطنة عمان لا تستهدف أبوظبي سوى تذكير مسقط بأنها تحيط بها من عدة جهات، وأنها باتت أكثر قدرة على استخدام أوراق جديدة مؤكدا أن أبوظبي تريد أن تحكم قبضتها على سقطرى، وهذا لن يتسنى لها في ظل وجود المهرة خارج سيطرتها بل ومناهضة لها، لهذا اختارت هذا التصعيد الذي يقود المحافظة إلى مستوى غير مسبوق من التوتر. وتتمتع سلطنة عمان بنفوذ كبير مع المهرة ومشايخها حيث تقع المهرة على الحد الجنوبي من السلطنة ويتحصل المهريون على العديد من الامتيازات التي تقدمها السلطنة لسكان المهرة على غيرها من بقية المناطق اليمنية وهو ما يراه كثير من المراقبين استحالة سيطرة الامارات على محافظة المهرة لمكانة عمان لدى المهريين وكان الشيخ عيسى عبد الله عفرار عضو المجلس الانتقالي الذي تدعمه الامارات أشار في مهرجان سابق للمجلس بالمهرة إلى أن محافظة المهرة ليست بحاجة لقوات نخبة مهرية لما تتمتع به المدينة من استقرار.
copy short url   نسخ
16/11/2017
3879