+ A
A -
كتب– محمد أبوحجر




قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المُزمعة إلى الدوحة، تأتي في إطار اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية بين البلدين، بعد أن عُقدت العام المنصرم في تركيا.
وأضاف، خلال حواره لقناة TRT العربية، أن اللجنة الاستراتيجية تُعنى بتنظيم العلاقات بين تركيا وقطر «وتكمن أهميتها في أنّ تركيا حليف استراتيجي لقطر، وهناك علاقات اقتصادية وعسكرية، وتنسيق على مختلف المستويات بين أنقرة والدوحة»، موضحا أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الدوحة تأتي هذه المرة، من أجل بحث ملفات تتعلق بالعلاقات الثنائية، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية ومناقشة التطورات في المنطقة.
وأوضح أن إرسال تركيا للدعم العسكري جاء في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي تمّ توقيعها قبل عامين، وهناك تواجد عسكري قطري في تركيا يهدف إلى التنسيق وإدارة بعض الملفات. وعن الموقف التركي السياسي الداعم لقطر أكد وزير الخارجية أنه لم يأت بسبب اختلاف قطر عن باقي دول الخليج في طبيعة علاقاتها في تركيا، وإنما جاء بسبب تقييم الجانب التركي للمشهد، وإدراكه أنّ ما تعرضت له قطر كان غير عادل.
وأضاف: «تركيا حليف استراتيجي وقطر لن تنسى دعمها العسكري والاقتصادي خلال أزمة الحصار.. مشيرا إلى أن دول الحصار لم تتوقف عن التصعيد ضد قطر ولا تزال ترفض الحوار والمنطقة تعيش حالة من التوتر والتجاذبات وإطلاق التصريحات التصعيدية».
الأزمة الخليجية
وتحدث سعادة وزير الخارجية عن أزمة الحصار قائلا: إن الأزمة الخليجية لم تتحرك وما زالت تراوح مكانها منذ أن بدأت، حيث ما زالت دول الحصار ترفض الحوار وتتبع نفس السلوك التصعيدي السابق ضد قطر.
وتابع: قطر كانت تدعو إلى الحوار وإلى فهم أسباب الأزمة الخليجية وسبب الاعتداء عليها، لكن دول الحصار استمرت في إطلاق الاتهامات والأكاذيب، وخالفت الأعراف الدبلوماسية، مؤكدا أن قطر اتخذت سلوكًا أكثر اتزانًا في التعامل مع الأزمة الخليجية وتفنيد الأكاذيب الموجهة، ومحاولات الشيطنة التي اتخذتها دول الحصار في المحافل الدولية.
وأكد سعادة وزير الخارجية، أن دول الحصار فشلت في إثبات أي اتهام على دولة قطر، ونشرت الأكاذيب وقامت بمحاولات كثيرة لإثبات أي اتهام على قطر بيد أنّها لم تنجح، لأنّ كل ما قامت به لا أساس له، ولو كان لديها لما لجأت إلى ارتكاب جريمة قرصنة ضد وكالة الأنباء كي تصعد ضدها، مشيرا إلى أن دول الحصار ما زالت تتخذ أسلوبًا بدائيا وغير حضاري، من خلال محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي لـ قطر والتدخل في شؤونها، ولا توجد لديهم أي أجوبة أو مبررات لاتباع هذا السلوك.
وحول وجود أي اتصال بين قطر ودول الحصار.. قال سعادة وزير الخارجية، إن صاحب السمو كان قد أجرى اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتنسيق أميركي، واعتبرنا ذلك خطوة إيجابية في سبيل الحل، ولكن تفاجأنا بعد الاتصال الهاتفي بأن السعودية تتراجع وتعلّق أي مسعى للحوار واتهمت قطر بأنّها نشرت بيانا لا يعكس الحقيقة.
وعن المساعي الأميركية لحل الأزمة قال إن قطر وافقت على دعوة الرئيس الأميركي لإجراء حوار مع دول الحصار في كاب ديفيد.
زيارة الكويت
وتحدث سعادة وزير الخارجية عن زيارته الأخيرة لدولة الكويت قائلا: زرت الكويت لبحث آليات كسر الجمود في الأزمة الخليجية، ووقف نشر الأكاذيب ضد قطر والتصعيد معها، وناقشنا إلى جانب ذلك التطورات في المنطقة، وبحثنا النقاط التي تثير المخاوف من تصعيد إقليمي شامل. وتابع: «الوساطة الكويتية مازالت هي الأساس المعتمد لحل الأزمة وتحظى بالدعم الدولي ونحن أبدينا استعداداً للحوار لكن دول الحصار رفضت واستخدمت أساليب غير مقبولة، مشيرا إلى أن المنطقة تفتقد إلى صوت الحكمة الذي يوقف العبث الدائر ويتصدى للمغامرات السياسية ويجب التوقف فوراً عن خلق أزمات جديدة دون وجود استراتيجية للخروج منها».
الأزمة السعودية ــ الإيرانية
وحول التصعيد بين السعودية وإيران، قال سعادة وزير الخارجية، المنطقة لا تحتمل أزمات جديدة، وخاصة في ظل استمرار الأزمة الخليجية التي تعد عبثا في الأمن الإقليمي بشكل عام واتخاذ سلوك تصعيدي بين إيران والسعودية «من شأنه أن يخلق أزمة جديدة قد تضر بالمنطقة على المدى القصير والبعيد».
وأضاف: موقفنا في قطر واضح ولم يتغير خلال الأزمة الخليجية أو قبلها، نرى أن المشاكل بين إيران والخليج يجب أن تُحل باحترام وعلى أساس الحوار المبادل وفق احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وتابع: هذا الموقف المبدئي لقطر حول إيران ودول الخليج، وسوف نمضي وفق هذا التصور، لأننا لسنا على بعد آلاف الأميال من إيران، وهناك مصالح مشتركة بيننا، فهل من الحكمة أن نستمر في التصعيد والمواجهة، لافتا إلى أنه إذا كان هناك مخاوف لدى بعض دول الخليج من إيران فيجب أن تتم مناقشتها عبر الحوار وليس عبر المنصات الإعلامية.
الأزمة اللبنانية
وتحدث وزير الخارجية عن لبنان قائلا: لبنان مرّ بأزمات كثيرة في السابق، وعندما تم انتخاب الرئيس ميشيل عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، كانت هناك بوادر استقرار، وهذا ما كنّا نبغيه وندعمه، موضحا أن لبنان دول ذات طبيعة حساسة، ويجب النأي بها عن أي صراعات بين الدول المختلفة، وأن يتجنب الجميع التدخل في شؤونها الداخلية وخلق الأزمات دون حل أزمات أخرى، مضيفا أن المنطقة لا تحتمل الأزمات، وهناك لغة توتر سائدة، لذلك أعتقد أن الحكمة يجب أن تسود وأن تكون هناك قنوات دبلوماسية لحل الأزمة وتجنيب المنطقة أي عمل أو تصعيد قد يقود إلى مواجهة
غياب منظومة مجلس التعاون
واختتم سعادة وزير الخارجية حواره بالحديث عن مستقبل منطقة الخليج ومنظومة مجلس التعاون قائلا: نجد غيابا كاملا لمنظومة مهمة جدًا وهي مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن خلق الأزمة من لا شيء ضد قطر والاعتداء عليها بهذه الطريقة، بين أن هناك نواقص في الميثاق الذي يحكم علاقات مجلس التعاون ببعضها ببعض، مشددا على أنه يجب أن تكون هناك صيغة لمجلس التعاون بشكل أقوى، بحيث يكون هناك احترام لسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ووجود آليات ومقاييس حضارية لفض النزاعات بين هذه الدول.
وتابع: قطر تؤكد دائما على أهمية المحافظة على منظومة مجلس التعاون الخليجي التي نراها الدرع الأول لدول المجلس الذي يقيها من كافة المخاطر الخارجية، «لكن عندما يأتي الخطر من الداخل فإن ذلك يثير لدينا علامات استفهام كثيرة وقلقا من المستقبل».
وقال: نتمنى أن يعود مجلس التعاون كما كان، لكنني لا أعتقد أن الثقة ستعود إلى هيئتها السابقة، والأمر بحاجة إلى وقت من أجل بناء جسور الثقة، ويجب أن يعاد بناء الثقة هذه المرة بناءً على معايير واضحة وشفافة.
وطالب سعادته بضرورة تعديل ميثاق مجلس التعاون.
copy short url   نسخ
14/11/2017
2000