+ A
A -
كتب– طاهر أبوزيد
قالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة إن دولة قطر ودول الخليج بصورة عامة بين الأعلى نسبة في انتشار السكري، مشيرة إلى أنه لا توجد زيادة في معدلات الإصابة بالسكري في الدولة، وهو نجاح لدولة قطر التي استطاعت أن توقف الارتفاع في معدلات السمنة، مما يدلل على انخفاض معدل انتشار الأمراض مستقبلا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقدته وزارة الصحة العامة أمس، بمشاركة مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والجمعية القطرية للسكري التابعة لمؤسسة قطر للإعلان عن الفعاليات التي ستنظمها المؤسسات ضمن الاحتفال باليوم العالمي للسكري والذي يحمل هذا العام شعار «المرأة والسكري- حقنا في مستقبل صحي».
وأضافت الدكتورة العنود ان الهدف من جهود وحملات المؤسسات الصحية هو تعزيز أهمية الوصول المنصف لجميع النساء المعرضات لخطر الإصابة بمرض السكري أو المصابات بالسكري فعلياً، والمعلومات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج لمكافحة مرض السكري وتعزيز القدرة على مكافحة مرض السكري، وكذلك الأدوية والتكنولوجيا المتعلقة بمرض السكري والتثقيف الصحي.
انتشار المرض عالميًّا
وأوضحت ان نسبة انتشار مرض السكري في عام 2014 بين البالغين 9 % من سكان العالم فيما بلغت نسبة انتشاره حوالي 13.7 % بين البالغين في إقليم شرق المتوسط. أما في دولة قطر فيعاني 17 % من البالغين من مرض السكري وتمثل هذه النسبة أكثر من ضعف معدل انتشار المرض على الصعيد العالمي، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد البالغين المصابين بمرض السكري زاد أربعة أمثال على مستوى العالم في أقل من 40 عاما، وبلغ 422 مليون شخص، وهو ما جعل المرض يتحول سريعا إلى مشكلة كبرى حيث يتسبب مرض السكري في أن يفقد حوالي 1.5 مليون شخص سنويا حياتهم في جميع أنحاء العالم، كما تقع أكثر من 80 % من الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مشيرة إلى أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري 2016 -2022 والتي يستمر تنفيذها لمدة سبع سنوات تهدف إلى تقليل حدوث اصابات جديدة بالمرض مع تقديم خدمة صحية مميزة للمرضى.
برامج الصحة
وأوضحت مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية أن الاحتفال هذا العام يشتمل على مجموعة رسائل رئيسية أبرزها أن السيدات المصابات بمرض السكري يحتاجون إلى الحصول على الرعاية المطلوبة، إلى جانب أن النساء تشكل عوامل تغيير رئيسية لأسرهن ومجتمعاتهن في اعتماد أساليب حياة صحية وإجراء التغييرات اللازمة لتحسين صحة ورفاهية الأجيال المقبلة، ويمكن منع أو تأخير مضاعفات مرض السكري من خلال إدارة جيدة للمرض من خلال تمكين المرضى، وتتضمن الإدارة الفعالة لمرض السكري اتباع أنماط حياة صحية مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على وزن الجسم الصحي وعدم التدخين كما أن فحص مضاعفات مرض السكري يعتبر جزءا أساسيا للتحكم في جميع أنواع مرض السكري
ونوهت إلى أن وزارة الصحة العامة ممثلة في إدارة الصحة العامة ستقوم من خلال برنامج الصحة في أماكن العمل في إجراء الفحوصات للموظفات والموظفين بالوزارة وتشتمل على: الوزن– الطول- معدل كتلة الجسم- ضغط الدم– السكر– الكوليسترول أيام الاثنين والثلاثاء 13 و14-11-2017 للموظفات، وأيام الاربعاء والخميس 15 و16- 11-2017 للموظفين، كما سيتم إجراء التثقيف الصحي والتوعية عن أنماط الحياة الصحية، وتستمر أنشطة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة مرض السكري طوال الأسبوع.
ولفتت إلى أن مسحاً اجري في عام 2012 أظهر أن 16 % من النساء البالغين مصابات بمرض السكري، و17.6 % من الذكور مصابون بالسكري، والحوامل 1 من 4 نساء حوامل يصبن بسكري الحمل، أي نسبة 25 %، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري متكاملة، فركائز أساسية مبنية عليها مكافحة السكري في الدولة، وهي مبنية على تجارب عالمية، ويمكن أن توفر هذه الركائز نظاما صحيا متكاملا من تعزيز الصحة والتوعية والفحص المبكر.
الأغذية
وكشفت الدكتورة العنود عن اجتماعات مستمرة بين وزارة الصحة العامة، ووزارة الاقتصاد والتجارة ممثلة في إدارة حماية المستهلك، من أجل وضع بيان مفصل على الأغذية يوضح مكونات الغذاء، منوهة إلى أن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى فترة من أجل التعميم، لافتة إلى أن الدلائل الإرشادية للتغذية بالمستشفيات دخلت بالفعل حيز التنفيذ، ولكن لن تبدأ بصورة عامة إلا في الربع الأول من 2018، لافتة إلى أن ماكينات الأغذية في المؤسسات الصحية بدأت في وضع علامات على الأغذية توضح مدى خطورتها على الصحة، وما تحويه من دهون قد تسبب السمنة، ولكن الكافيتريات في مختلف المستشفيات لن يطبق فيها هذا الأمر الا مع الربع الأول من 2018، مشيرة إلى أن المنع لن يقع، ولكنه توضيح للأغذية ومكوناتها، وتوفير للأغذية الصحية أكثر من غيرها.
القطرية للسكري
ومن جانبه قال الدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لابد في هذه المناسبة من الوقوف على دور دولة قطر في هذا الاحتفال، فقد بدأ الحدث بعدما تقدمت دولة قطر، ومعها 40 دولة في عام 2006، باقتراح للأمم المتحدة، للاعتراف باليوم العالمي للاحتفال بالسكري، وذلك في 20 ديسمبر 2006، ومنذ عام 2007 انطلقت الفعاليات، فكان لدولة قطر دور كبير في الاعتراف بهذا اليوم.
وأضاف الدكتور الحمق أن الإحصائيات المتعلقة بالسكري «مخيفة»، فنسبة الإصابة بالسكري بين النساء بلغت 190 مليون امرأة في العالم، ومتوقع أن يصل العدد في عام 2040 إلى 313 مليون امرأة مصابة بالداء، لافتا إلى أن مولودا من كل 7 مواليد يتأثر بإصابة والدته بالسكري، ونسبة الإصابة بداء سكري الحمل تجاوز 10 % في قطر، وهي نسبة عالية، لذلك فالجهود كلها منصبة للوقاية من المرض بين النساء، بحثاً عن مجتمع صحي.
ولفت إلى أن الجمعية القطرية للسكري، تحتفل هذا العام باليوم العالمي للسكري، من خلال إطلاق مسيرة بحديقة الاوكسجين يوم الجمعة القادم، داعياً المواطنين والمقيمين للمشاركة في هذا الحدث، إضافة إلى أن الجمعية ستعمل كل شهر على تنظيم محاضرات تثقيفية للعاملين في الحقل الطبي، وتستمر بصورة شهرية لعدة شهور مقبلة، إضافة إلى محاضرات توعوية للطلاب في المدارس والجامعات، وكذلك مؤسسات القطاعين العام والخاص، فضلاً عن لقاءات تليفزيونية للتعريف بداء السكري ومخاطر الإصابة به.
وقال إن الجمعية القطرية للسكري، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، ستقيم ندوة في شهر إبريل 2018، لمقدمي الرعاية الصحية الأولية في الدولة، تتطرق لشعار اليوم العالمي للسكري، إضافة إلى ورش تثقيفية في التجمعات النسائية من بينها مجتمع سيدات الأعمال في قطر، منوها إلى أن دولة قطر خرجت من تصنيف الدول العشر الأوسع انتشاراً للمرض.
ولفت إلى أن دراسة لم تنشر حتى الآن تشير إلى أن نسبة سكري الحمل في دولة قطر تتجاوز 10 % بين النساء الحوامل، أما السيدات بصورة عامة، فيشكلن نسبة 45 % من المصابين بالسكري في الدولة، من نسبة 17 % من تعداد السكان.
مؤسسة حمد الطبية
من جانبها قالت السيدة منال مسلم مديرة التثقيف الصحي لمرضى السكري بمؤسسة حمد الطبية ان مؤسسة حمد الطبية تشارك نظيراتها من المؤسسات الصحية بأنشطة مختلفة من خلال مستشفى النساء والولادة، ابتداءً من الساعة الثامنة صباح اليوم، بمعرض تثقيفي صحي مقدم لمراجعي مستشفى النساء والولادة، وعيادات النساء في مستشفى الوكرة العام، وعيادات النساء في مستشفى الخور، وتستمر الفعاليات لثلاثة أيام، من الثامنة صباحاً، وحتى الثانية عشرة ظهراً، وتشتمل على تقديم فحص السكري لمراجعي المستشفيات الثلاثة، وتقديم النصائح الصحية عن طريق مثقفي الصحة والتغذية، وتقديم النصائح للأمهات، من أجل تعزيز الصحة لدى الأسرة والنشء.
وتابعت منال مسلم: لدينا فعاليات تركز على دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابة بالسكري، بالنسبة للأم والطفل الذي ينشأ على الرضاعة الطبيعية لافتة إلى أن يوم الخميس المقبل، يشهد مستشفى النساء والولادة بمدرج النفيس، منتدى موجها لموظفي القطاع الصحي، والأمر ذاته في مدرج سعد الكعبي بمستشفى الوكرة، ويستهدف الأطباء والممرضين ومثقفي التغذية، بمشاركة من مستشفى السدرة، لتعريف الموظفين على المعايير الجديدة التي وضعتها وزارة الصحة للعناية بالمرأة الحامل، أو المرأة المصابة بالسكري قبل الحمل، والتعريف بدور الرضاعة الطبيعية في الوقاية من السكري، ويستمر المنتدى من الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً.
وأشارت إلى أن مؤسسة حمد لديها عدة فعاليات أخرى للاحتفال باليوم العالمي للسكري، من بينها ما هو موجه للمدارس بكافة فئاتها، الابتدائية والإعدادية والثانوية، فضلاً عن رسائل تثقيفية يتم إرسالها لمراجعي المراكز الوطنية للسكري في الدول، مشيرة إلى انه تم إصدار كتيب خاص بالمرأة والسكري بمناسبة اليوم العالمي للسكري، وسيدشن اليوم، فيديو يتناول المرأة الحامل والسكري، ويطرح بمستشفى النساء والولادة.
وأضافت: نسير جميعاً على الاستراتيجية الوطنية للسكري، ومن بين نقاطها تمكين المريض من إدارة المرض، وهو جزء أساسي من التثقيف الصحي، ونعمل مع الوزارة على تعميم برنامج التثقيف الصحي الدولي «ديزموند»، وهو برنامج تثقيف جماعي، وهو البرنامج الأول في المنطقة العربية، وهو برنامج دولي معترف به عالمياً لتثقيف مجموعة من الأشخاص، والبرنامج تم إنشاؤه لأن عدد المثقفين الصحيين عالمياً، قليلون بالمقارنة مع عدد المصابين بالسكري، فإن كنا نتحدث عن 400 مليون مصاب، في حين أن عدد المثقفين عالمياً لا يتجاوز عددهم من 10 إلى 15 ألف مثقف صحي، فتم إنشاء برامج تثقيف صحي جماعية، أحدها موجه لتثقيف المصابين بالنوع الأول من السكري، وهو «دافني»، ونحن بصدد التعاون مع الوزارة في تمكين مريض السكري من هذا البرنامج، لتكون قطر هي الدولة الثانية عربياً بعد الكويت في تطبيق هذا البرنامج.
ونوهت إلى أن برنامج تدريب أئمة وخطباء المساجد مستمر، وسيتم تفعيله بطريقة أكثر خلال الفترة المقبلة، ليشاركوا في عملية التثقيف الصحي، في خطوة تعاون مع وزارة الأوقاف لصالح المجتمع، مشيرة إلى التخلص من السمنة، وهي أحد مسببات داء السكري، لا يكون إلا من خلال تغيير نمط الحياة، لذا ندعو المواطنين والمقيمين للتسجيل في مراكز تعزيز الصحة في مختلف مناطق الدولة، فالدراسات تشير إلى أن تغيير نمط الحياة يحد من انتشار الأمراض غير الانتقالية كالسكري والضغط.
مؤسسة الرعاية الصحية الأولية
وقال الدكتور عبد الله النعمة، مدير مركز روضة الخيل الصحي، ان احتفال مؤسسة الرعاية الصحية الاولية هذا العام سيكون في مراكز الصحة والمعافاة، التابعة للمؤسسة، بقسمي الصحة والمعافاة وقسم التغذية، وكذلك تفعيل هذا اليوم في عدة مراكز، من بينها مركز الريان الصحي ومركز الوكرة الصحي، وعدد من المراكز الأخرى، بالإضافة إلى محاضرات بعدد من المدارس المعززة للصحة، وتدشين يوم صحي في عدد من المؤسسات التعليمية من بينها جامعة قطر بالتعاون مع كلية العلوم الصحية، وكذلك موظفي وزارة البلدية والبيئة، فضلاً عن البطاقات التوعوية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف النعمة انه خلال الفعاليات، ستقوم المراكز الصحية التابعة للمؤسسة بالقياسات العامة للمشاركين، كالوزن والطول ومؤشر كتلة الشحوم في الجسم، إضافة إلى التعريف بداء السكري وكيفية الوقاية منه، وتوزيع المطويات، وتثقيف المرضى والمراجعين صحياً، والتفاعل مع الأسئلة المطروحة من الجمهور، مشيرا إلى أن ثمة اهتماما من المراكز الصحية بالدولة بقضية السكري والوقاية منه، بكل ما يتعلق بالأمر من القياسات المختلفة وإجرائها على المراجعين، والتوعية المستمرة للسكان، بما يصب في صالح التقليل من معدلات الإصابة بالمرض.
وقال إن قضية السمنة تحتاج إلى سنوات حتى تحقق النتائج المرجوة، لافتاً إلى أن المدارس المعززة للصحة تعمل على تقليل معدلات السمنة بين الأطفال، وأن وزارة التعليم والتعليم العالي قامت بزيادة حصص التربية الرياضية، من أجل صحة الطلاب في مختلف المراحل التعليمية. وشدد على أن الغذاء الصحي في المقاصف المدرسية له دور كبير في التخلص من سمنة الأطفال، فضلاً عن التأثير على الأداء الدراسي للطالب.
copy short url   نسخ
14/11/2017
1662