+ A
A -
الدوحة- قنا- قال سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي سفير دولة قطر لدى جمهورية إيطاليا إنه بعد أن انقضت عدة شهور من الحصار لا تزال دولة قطر شامخة وأقوى من أي وقت مضى، وقادرة على تنمية علاقاتها الدولية، وأن تكون متواجدة على الساحة العالمية وأن تحمي مصالحها.
وأوضح سعادته، في حوار مع صحيفة لانووفا ساردينيا الإيطالية، أن دولة قطر منذ الأزمة وهي على استعداد دائم للحوار مع دول الحصار، ولكن بشرط ألا يتم المساس بسيادتها.
وردا على سؤال حول تداعيات الحصار على الحياة في قطر، بين سعادة السفير أن هناك عشرين ألف عائلة قد تضررت جراء هذا الحصار، وذلك فقط لأن أحد أفرادها قطري.
وأشار سعادته إلى أنه تم ضمان الأمن الغذائي في البلاد سريعا ولدينا واردات من بلدان أخرى في المنطقة، ولكن مع إغلاق الحدود وإيقاف الرحلات الجوية وتجميد الاتصالات السياسية والأعمال التجارية، فإن الضرر الذي لحق بالعلاقات الأسرية كان كبيرا، وقال «نحن نعمل من أجل هذا أيضا، كي يتم رفع الحصار، ومن ثم نستطيع تحسين وضع العشرين ألف عائلة هذه، والمكونة من قطريين وأفراد آخرين من هذه الدول العربية، والذين تضرروا بسبب هذه التدابير».
وبين سعادة السفير أن كل ذلك تمخض نتيجة بعض التصريحات المفبركة التي نسبت إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتم نشرها على موقع وكالة الأنباء القطرية.
وأضاف «طلبنا مساعدة الـ FBI لمعرفة من الذي قام بهذا الاختراق وهذه القرصنة الإلكترونية، وها نحن ننتظر النتائج، ومن ثم سوف تقوم شرطتنا بتمريرها إلى النائب العام.. لقد كان ذلك استفزازا من أجل بدء خطة قد تم وضعها مسبقا بهدف حصار قطر.. وردة فعلنا كانت، قبل كل شيء هي بأننا شرحنا، ولا نزال، حقيقة الأمور للعالم».
وأوضح سعادة السفير «أصبح هناك وعي متزايد في العالم حول معطيات قطر، وبات العديد يعترف لنا بحقيقة أن بلدنا يواجه الأزمة بحكمة ونضج، وهذا إنما هو بفعل الإجراءات التي تم توجيهنا إليها من قبل أمير البلاد المفدى، فهذه أزمة قد تم افتعالها بدهاء من قبل دول الحصار دون وجود أدلة ضدنا ودون وجود سبب سياسي حقيقي، عدا الرغبة في الحد من حرية تحركنا السياسي، لقد فهمت إيطاليا هذا، ورحبت بالوساطة الكويتية، كما شجعت الحوار المباشر من أجل حل الأزمة، دون المساس بسيادة أي كان».
وحول اتهام دولة قطر بدعم حماس وداعش في ليبيا وعناصر من القاعدة في سوريا، قال سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي، سفير دولة قطر لدى جمهورية إيطاليا «إن دول الحصار تتابع اتهامنا بدعم الإرهاب دون أي دليل من أجل تقويض سيادتنا ومن أجل استمالة الاستلطاف الغربي، ولكن ولحسن الحظ لم تجد هذه الاتهامات أية آذان صاغية، وذلك لأن المجتمع الغربي مثلنا تماما لا يقبل القذف باتهام دعم الإرهاب لمجرد الاختلاف السياسي بين الأطراف».
وأكد سعادة السفير أن «قطر تحارب الإرهاب دون هوادة، وتستضيف القاعدة العسكرية الأميركية التي يحارب انطلاقا منها تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، مشيرا سعادته إلى أن دولة قطر تعمل على معالجة هذه الظاهرة من جذورها من خلال تقوية التعليم وتدعيم قيم التسامح والحوار، وعن طريق خلق فرص العمل للشباب ليس فقط في قطر، بل في كل أصقاع العالم».
وأوضح سعادة السفير أن دولة قطر تحترم إيران كشريك في المنطقة، مشيرا إلى أن التصريحات بشأن التحالف الكامل مع إيران قد تمت فبركتها باحترافية من خلال حملة الأخبار المزيفة والتهم الموجهة ضد دولة قطر.. وقال «أما إذا ما أردنا التحدث عن التبادل الاقتصادي فنحن لسنا أكثر دول الخليج تبادلا في الاقتصاد مع إيران».
وعلى صعيد التعاون الثنائي بين قطر وإيطاليا، قال سعادة السفير «إن العلاقة آخذة دوما في النمو، فعلى المستوى السياسي الدبلوماسي، قامت دولة قطر بفتح قنصلية عامة في ميلانو، وقامت في روما بفتح مكتب الملحق العسكري.. وأما بالنسبة لشركة ميريديانا فقد كانت هناك ثلاث سنوات من المفاوضات، وأخيرا تمكنا من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يجعل من هذه الشركة رصيدا استراتيجيا لنظام النقل الجوي الذي تم بناؤه بالفعل من قبل الخطوط الجوية القطرية».
وأردف قائلا «إن شركة ميريديانا هي عنصر مهم في اقتصاد سردينيا، لكننا سنجعل منها ناقلا إيطاليا وأوروبيا قادرا على التعاون مع البنية التي أقامتها الخطوط الجوية القطرية، نحن نتابع كثيرا ظروف سردينيا فنحن بصدد فتح مستشفى أولبيا، ومن ثم ستكون هناك مشاريع أخرى وسوف ألتقي قريبا برئيس البلدية وحاكم سردينيا، نحن نركز كثيرا على عملية تنويع الاستثمارات، ومن خلال 49% من ميريديانا فإن هدفنا هو أن تنمو هذه الشركة حتى تصبح ناقلا أوروبيا في كامل الميدان سوف تغطي رحلاتها أوروبا بـ 150 وجهة، وسوف نعمل على تحسين مستوى الخدمات فيها، وذلك بالاعتماد على فريق من الطيارين والفنيين من ذوي المستوى الرفيع، وممن لديهم حافز قوي وتعلق كبير بهذه الشركة».
وأضاف «عندما نقوم بالاستثمار نكون على علم ومعرفة بدورنا، نحن لا نتدخل في القرارات السياسية ولكننا نراقب الاختيارات التي تتم، وإذا ما تم الطلب منا فإننا نتدخل في النقاش، نحن نحترم أدوار الجميع، ونعلم أن لمن يحكم سردينيا رؤيته واستراتيجيته، نعلم أن لكل مكان قوانينه الخاصة، بغض النظر عن المستثمرين، وسوف يكون من الخطأ الدخول في الميدان، ومن ثم الرغبة في تغيير قوانين اللعبة».
copy short url   نسخ
06/11/2017
3043