+ A
A -
عدن - قنا - يتجرع أطفال اليمن مرارة الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو ثلاثة أعوام، ولم يعد هناك حتى موطئ قدم يجدون فيه رفاهيتهم، فهم إما ضحايا للقصف الجوي والأرضي والأوبئة الفتاكة أو محاصرون بالجوع والتشرد والنزوح والحرمان.
ومنذ اندلاع الحرب بين جماعة الحوثي وصالح من جهة، وبين قوات الحكومة الشرعية من جهة أخرى، تدفق سيل من التصريحات والبيانات للمنظمات المحلية والدولية حول الوضع الإنساني في اليمن، وتأثيره الكبير على الأطفال الذين لم يجدوا ملاذا آمنا من جحيم الحرب التي جعلتهم عرضة لمختلف أدوات الموت، والاستغلال، في حين ضلت الجهود الهادفة إلى حمايتهم، نقطة وحيدة في محيط المعاناة التي يعيشونها.
وتحذر تقارير المنظمات الدولية من أن أطفال اليمن يتحملون أكثر من غيرهم وطأة النزاع في اليمن، وهناك المئات منهم في عداد القتلى والمشوهين.
وبحسب تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» في أغسطس الماضي، فإن أكثر من 200 طفل يمني قتلوا جراء المعارك والغارات الجوية منذ مطلع العام الحالي 2017، بينهم 49 فتاة. وإصابة نحو «377» طفلا بتشوهات منهم «113» فتاة، فيما قد تكون الأعداد أكثر بكثير من الأرقام المعلنة.
وكانت المنظمة الأممية نشرت في شهر مارس الماضي إحصائية تشير إلى مقتل ألف و546 طفلا على الأقل وإصابة ألفين و450 آخرين بتشوهات منذ اندلاع الحرب مارس 2015.
ويرى ناشطون وحقوقيون يمنيون أن الأرقام والإحصائيات التي تنشرها المنظمات الدولية بخصوص ضحايا الحرب من الأطفال أقل بكثير مما هي عليه في الواقع، حيث أن هناك مناطق يمنية لم تصل إليها تلك المنظمات وموظفوها إلا في حدود ضيقة جدا.. مشيرين إلى أن معظم الانتهاكات والجرائم بحق الأطفال والمدنيين بشكل عام في تعز لم يتم رصدها من قبل تلك المنظمات وذلك لصعوبة الوصول إلى معظم مناطقها.
وليست الغارات الجوية والقذائف الصاروخية وعمليات القنص وحدها من تسرق الحياة من قلوب أطفال اليمن، فهناك الآلاف من الأطفال استقطبتهم الجماعات المسلحة وزجت بهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال، وعلى وجه الخصوص جماعة الحوثي وصالح وفق تقارير محلية ودولية.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقرير أصدره منتصف يونيو الماضي، أن أكثر من 400 طفل من الذين جندتهم جماعة الحوثي وصالح قتلوا في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش خلال الأشهر الماضية، فيما أكدت مصادر إعلامية يمنية أن محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء استقبلت وحدها منذ بداية الحرب جثث نحو2000 طفل كانوا يقاتلون في صفوف الجماعة.
وبحسب تقارير نشرتها الأمم المتحدة في وقت سابق، فإن أكثر من ثمانية آلاف طفل تم تجنيدهم من قبل أطراف النزاع باليمن معظمهم يتواجدون في صفوف جماعة الحوثي وصالح.
من جانبها عبرت اليونيسيف عن قلقها الشديد من استمرار تجنيد الأطفال من قبل أطراف الصراع في اليمن.. مشيرة في بيان لها أصدرته السبت الماضي إلى ارتفاع عدد الأطفال المقاتلين مع كافة أطراف النزاع.. مشددة على أن مكان الطفل الطبيعي هو المدارس وليس جبهة القتال.
وفي ظل تدهور القطاع الصحي جراء الحرب، اجتاحت الأمراض والأوبئة الفتاكة محافظات اليمن، والتهمت أرواح المئات من الأطفال وخاصة وباء الكوليرا الذي انتشر في 22 محافظة من أصل 23.
وقالت اليونيسف إن 32 بالمائة من وفيات وباء الكوليرا في اليمن من الأطفال تحت سن الـ15 سنة.
وبلغ عدد وفيات الكوليرا في اليمن 2165 حالة وفاة، منذ تفشي الوباء بحسب أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية فيما وصلت حالات الإصابة المشتبه بها إلى 843 ألف حالة.
وذكر مكتب اليونسيف في اليمن أن الأطفال يمثلون قرابة 50% من إجمالي حالات الاشتباه بالكوليرا، و32% من إجمالي الوفيات.
وحرمت الحرب أكثر من ثلثي اليمنيين من الحصول على العناية الطبية اللازمة، كما أصبح الحصول على الغذاء أكثر صعوبة، وتشير منظمة اليونيسيف أن الأطفال أكثر من يدفع ثمن الحرب في اليمن، إذ أن سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق. وقالت  إن 1.7 مليون طفل يمني تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط، ويعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد.
copy short url   نسخ
24/10/2017
3074