+ A
A -
يتواصل في مقر جاليري المرخية الجديد في مطافي– مقر الفنانين، معرض «انعكاسات» الذي يضم أعمال نخبة من الفنانين القطريين هم: جاسم زيني، يوسف أحمد، حسن الملا، علي حسن، فرج دهام، محمد العتيق، وفيقة سلطان، وسلمان المالك. الفنان الرائد يوسف أحمد تحدث لـ الوطن عن تفاصيل وأسرار تجربته الجديدة في المعرض مستعرضا مرجعياته الفكرية وينابيع إلهامه الفنية، واستهل الحديث بالإشارة إلى وجوه الجدة في هذه التجربة فقال: أنا أؤمن إيماناً قاطعاً بضرورة امتلاك الفنان لرؤية ومنهج وطريقة يبني عليها طرحه الفني.
وتأتي هذه الأطروحات في إطار تحدي التجربة الذاتية، لأني أؤمن أن الفنان الحقيقي يحمل رسالة فنية بصرية جمالية قائمة على أسس متينة.
تحدٍ مستمر
يقول: لقد كنت حريصاً على تقديم الجديد في كل معارضي، ولوعدت بالذاكرة لمعارضي منذ المعرض الأول في مارس عام 1977 بمتحف قطر الوطني، كان حدثاً كبيراً في الدوحة في ذلك الوقت، وتزامن افتتاحه مع مرور فترة قصيرة على افتتاح متحف قطر الوطني السابق.
معرضي الثاني عام 1983 نظم بعد عودتي من أميركا وإكمال دراستي وحصولي على درجة الماجستير في التصوير، أعقبه معرضي المميز بمناسبة مرور ثلاثين عاما على اقامة أول معرض لفنان تشكيلي قطري في إطار مهرجان الدوحة الثقافي. وكان المعرض الأخير في الحي الثقافي حيث قدمت تجربة خامة نخيل قطر في المعرض بأقسامه الثلاثة، وكان أول معرض تنظمه هيئة متاحف قطر لفنان قطري، تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ففي كل معرض من معارضي طرح جديد.
وأضاف يوسف أحمد: لابد للفنان أن يتحدى نفسه ويفاجئها ويفاجئ الآخرين، وأنا أومن بأنه ليست هناك منطقة ثابتة عند الفنان الحقيقي، لأن ذلك يحبس نفسه في توجه واحد، فالفنان مثل الممثل المتجدد الذي يجيد لعب أدوار مختلفة، وإذا وقع الفنان في النمط، يصبح متقوقعا ومحفوظا عند جمهور المتابعين، وحلاوة الفن تكمن في التحدي والمفاجأة وعدم الاستقرار.
استلهام المخطوط العربي
وحول العملين المعروضين في معرض جاليري المرخية قال يوسف أحمد: في هذين العملين أحببت أن أفاجئ نفسي، فقد مرت ظروف وأحداث وخبرات وتجارب، وفي هذين العملين استلهمت موضوع المخطوطات العربية، لذلك تبدو اللوحتان مثل صفحتي مخطوطة، مستخدما خامة ورق نخل قطر، فجمعت بين الخامة المحلية والحس العربي الإسلامي، في اطار معاصر.
وتميزت اللوحتان بتقشف في اللون وتقشف في التكوين، فلابد من فكر وراء العمل، ولابد من بحث بصري، فأنا لست رسام مناظر.
وحول التلقي والاستجابة للعمل الفني: قال يوسف أحمد: للغة البصرية مفرداتها وأصولها، ولابد للمتلقي أن يمر بمراحل من التأمل والتفكير ومخاطبة الذات، فالعمل الفني يجب أن يجعلك تتساءل وتفكر. ونحن أحوج ما نكون لهذا النموذج من التلقي والاستجابة والإنتاج القائم على فكر ورؤية.
ولد يوسف احمد في الدوحة عام 1955، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة حلوان في القاهرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفنون والتربية، بعدها انتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على درجة الماجستير في الفنون التشكيلية من كاليفورنيا، وعمل مستشارا فنيا في متحف الفن العربي المعاصر في الدوحة. أقام معرضه الشخصي الأول في قطر عام 1977، وشارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية في مصر وتونس والكويت والمملكة العربية السعودية وبغداد وإسبانيا ولندن والولايات المتحدة الأميركية.
حاز الفنان يوسف احمد على عدة جوائز آخرها المنتدى الثقافي اللبناني في باريس الذي منحه جائزته السنوية للإبداع العربي عام 2010 والتي تحمل اسم الروائي السوداني الكبير الراحل الطيب صالح، ووصف بيان المنتدى في باريس العام الماضي الفنان يوسف احمد بأنه برع في عالم الحروفية لينطلق منه للتعبير عن الخصائص العميقة للبيئة القطرية. كما حصل على جوائز أخرى منها:
جائزة المحكمين في بينالي الخرافي الدولي الأول للفن العربي المعاصر- الكويت. والجائزة الثالثة لملتقى إعمار للفنون- دبي. وجائزة أبها للفنون- السعودية، والجائزة الكبرى في بينالي بنغلاديش السابع للفن الآسيوي المعاصر- دكّا، والسعفة الذهبية المعرض الخامس الدوري لفناني دول مجلس التعاون- الدوحة، وجائزة المحكمين في بينالي القاهرة السابع، والسعفة الذهبية للمعرض الرابع لفناني دول مجلس التعاون- الكويت.
copy short url   نسخ
24/10/2017
3671