+ A
A -
ليسمح لي القارئ أن أضع بين يديه حصيلة التأملات حول شخصية (ذي القرنين) الوارد ذكرها في القرآن الكريم – سورة الكهف.
وعلى ما يبدو – وهذا رأي شخصي قابل للدحض والأخذ والرد- فإن ذا القرنين المذكور في القرآن هو أحد أبرز علماء الرياضيات والفيزياء على مر العصور، ألا وهو (فيثاغورس).
ولد فيثاغورس عام 569 ق.م في جزيرة ساموس اليونانية. وقد نشأ في مجتمع وثني يؤمن بتعدد الأرباب، ولكنه توصل عن طريق التعمق في دراسة الرياضيات والفيزياء إلى الإيمان بالإله الواحد.
يُعتبر (فيثاغورس) هو الأب المؤسس للحضارة البشرية الحديثة، فنحن مدينون له بكل ما وصلنا إليه من تقدم علمي وتكنولوجي. لم يكن (فيثاغورس) نبياً، والقرآن لم يذكره ضمن فئة الأنبياء والرسل، وإنما أفرد له مكانة خاصة، بوصفه عالماً حقق إنجازات علمية ذات أثر حاسم.. وقصة الردم الذي قام ببنائه تشير إلى حادثة مركزية في التاريخ البشري.
لم يكن لـ(فيثاغورس) قرنان في رأسه بحسب الروايات الشعبية المتداولة عن ذي القرنين، ولكنه كان أول إنسان يتمكن من استبصار الماضي والمستقبل، والتنقل بينهما، وامتلك المقدرة على التغيير والتأثير على مسار الأحداث بما يصب في صالح وخير البشرية. وليس الأمر خيالاً أدبياً كما هو عند هربرت جورج ويلز الذي تخيل اختراع آلة الزمن، بل هو علم محض قائم على أسس رياضية وفيزيائية صحيحة.
يطرح آينشتاين أن أعلى سرعة في الكون هي سرعة الضوء، وأنه من المستحيل أن توجد سرعة أعلى، ونظرياً لو وجدت تلك السرعة فإننا سنرجع إلى الماضي.. وهنا يصطدم عقل آينشتاين بجدار العلم الغربي الذي يرفض فكرة «الغيب». ولكن الشيء الذي يبدو أقرب للمنطق هو أنه إذا وجدت سرعة أعلى من سرعة الضوء فإننا سننتقل إلى «المستقبل». أيّ أننا سوف نسبق الزمن، ونتمكن من رؤية الأحداث قبل وقوعها!
إن رؤية «الماضي» يمكن البرهنة عليها بسهولة، فنحن حين ننظر عبر التلسكوب إلى نجم يبعد عنا مليون سنة ضوئية، فنحن نرى ماضيه قبل مليون عام، بينما هو في هذه اللحظة ربما يكون قد انفجر وتلاشى من الوجود. وكذلك الأمر إذا وجدت حضارة تراقبنا وتبعد عنا مليون عام، فإنها سترى ماضي الأرض قبل مليون عام، وستحتاج إلى مليون عام من المراقبة لتتمكن من رؤية أضوائنا الصناعية. لعل المقصود بـ«القرن» قرنية العين، قال تعالى: «لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد». وبذا يكون (فيثاغورس) قد امتلك القدرة التامة على الاستبصار.
إن يأجوج ومأجوج وسواهما، ما هي إلا حضارات كونية، نحن الآن لا نعرف عنها شيئاً، باستثناء الإشارة الواردة في القرآن، وهناك صراعات فيما بينها، وأن الأرض نفسها كانت هي الهدف التالي، وأن دمارها كان وشيكاً، لكن (فيثاغورس) وعلى غرار الأبطال الخارقين في أفلام الخيال العلمي الهوليوودية – ولو أن هذا التشبيه يبدو مبتذلاً- قد أنقذ كوكب الأرض، وقام بردم الثقب الزمني الذي كان يمكن أن تستخدمه حضارات «يأجوج ومأجوج» للتسرب إلى كوكب الأرض.
وهذه الثقوب الزمنية – المعاكسة لقوانين الفيزياء- منثورة في النجوم والكواكب، وتسمى «الينابيغ»، وهي التي تخيل علماء الفيزياء وجودها في داخل الثقوب السوداء، وأطلقوا عليها مسمى «الثقوب الدودية».
copy short url   نسخ
24/10/2017
3473