+ A
A -
كتب- محمد عبد العزيز
مئات الأطنان من المخلفات الورقية في قطر كانت تشكل جزءًا من تلوث البيئة، تنقلها شاحنات بصورة يومية من مصادر جمعها إلى أماكن تجمع النفايات، ثم يتم التخلص منها عن طريق الدفن في الأرض أو الحرق، ومع زيادة عدد السكان الذي تبعه بالضرورة زيادة المعاملات والمصالح في العديد من القطاعات، زادت كمية المخلفات الورقية، وأصبحت تشكل عبئا على البيئة، وظهرت العديد من المشاريع والأبحاث تناشد بضرورة التخلص من الورق بطريقة صحيحة.
»لم يكن المشروع فقط للحفاظ على البيئة ولكن للاستثمار أيضاً، فهي صناعة نوعية تعتمد بصورة أساسية على المخلفات الورقية التي يتم تجميعها من خلال حاويات مخصصة في الشوارع والمجمعات، ونستورد فقط المواد الكيميائية المستخدمة لتحسين جودة المنتج وفقاً للمعايير والاشتراطات المطلوبة» هذا ما أكده عبد الله السويدي صاحب مصنع لإعادة تدوير المخلفات الورقية، وأصغر مستثمر في قطر.
«الوطن» كان لها جولة داخل المصنع الوحيد لإعادة تدوير المخلفات الورقية في قطر، على بعد نحو 25 كلم من الدوحة، في منطقة الصناعية الجديدة، للتعرف على خط إنتاج خام الكرتون، الذي تصدره قطر إلى 6 دول في آسيا والشرق الأوسط.
البحث عن المخلفات
تأتي المرحلة الأولى من عملية إعادة تدوير مخلفات الورق والكرتون بداية من البحث عن المصادر، وتتمثل المصادر في المجمعات الاستهلاكية أو المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، أو الوزارات والهيئات الحكومية، أو الشركات والمحلات التجارية، كلها مصادر أساسية لجمع أطنان الورق والكرتون.
يقول عبد الله السويدي، الذي بدأ مشروعه من عمر 18 عاما، مدير مصنع النخبة لإعادة تدوير المخلفات الورقية، إن الفكرة بدأت قبل 5 سنوات عام 2012، ولاحظنا أن المخلفات الورقية والكرتونية تذهب إلى مكب النفايات ثم تدفن في الأرض، وبعض الأوراق الهامة يتم التخلص منها من خلال الحرق، وفي كلتا الطريقتين ضرر بالبيئة العامة، وعام 2015 بدأنا المشروع تجريبيا، ثم العالم التالي 2016 شغلنا المصنع للتعرف على الزبائن والتوسع، واليوم المصنع يجمع بنفسه المخلفات الورقية من مختلف جهات ومناطق الدولة، ووضعنا أكثر من 1000 صندوق في الشوارع والمجمعات، ولدينا أسطول لجمع المخلفات من مختلف أنحاء الدولة».
ويتم جمع المخلفات الورقية من أمام المجمعات الاستهلاكية والتجارية والمراكز الصحية والمستشفيات والمدارس، وقد وصل عدد المدارس المسجلة لتدوير المخلفات الورقية نحو 250 مدرسة، أما الأوراق الهامة أو السرية فهناك سيارات خاصة تجمعها لإعادة تدويرها.
مرحلة الفرز
يضم المصنع حوالي 300 عامل وموظف، تختص مجموعة من العمال بتفريغ الحاويات وشاحنات الجمع بعد وصولها للمصنع، ثم تدخل مرحلة الفرز والفصل، للتخلص من الأشياء التي لا تصلح للدخول في باقي المراحل، مثل المواد الصلبة أو الخشبية، أو مشتقات البلاستيك والمعادن. ويبدأ خط الإنتاج من مرحلة الفرز التي تؤهل الورق والكرتون إلى الدخول في المرحلة الثانية، وهي مرحلة الطحن أو الخلط.
المواد الكيميائية
ويأتي دور المواد الكيميائية، والتي يتم استيرادها من تايلاند والهند، بعد مرحلة الطحن أو الخلط، حيث يتم فرم الكميات بالمياه وتحويلها لعجائن، وفيها يتم التخلص تماما من الكتل الورقية وتفتيتها تماماً، وتأهيلها لدخول المرحلة قبل الأخيرة، ومن ثم يتم وضع المواد الكيميائية، وهي مواد صمغية لها مواصفات معينة.
إنتاج الكرتون
ويأتي إنتاج الكرتون بصورته النهائية في المرحلة الأخيرة، إذ يمر العجين عبر أنابيب معدنية متصلة بالماكينات العملاقة التي تحول العجائن إلى مادة الكرتون، بعد التسخين والضغط، وهي ماكينة متعددة المراحل تبلغ عدة أمتار، وفي نهاية الماكينة منصة استقبال ألواح الكرتون، لإنتاج لفافة من الخام الكرتون يبلغ وزنها نحو 1000 كيلو.
الإنتاجية والحصار
يقول «السويدي» إن الأيام الأولى لفرض الحصار على قطر، كان هناك تأثير على عملية التصدير، وتم استدراك التأثير من خلال إيجاد أسواق بديلة للتصدير، وكانت الطاقة الإنتاجية قبل الحصار حوالي 1500 طن شهرياً من خام الورق الكرتون، أما الآن فالإنتاج تضاعف ووصل 3000 طن شهرياً، وتم تبديل المستوردين من دول الحصار، وهم الشركات التي تصنع الكرتون باستخدام الخام الذي نصدره، إلى مستوردين جدد في أسواق آسيا والشرق الأوسط، حيث نصدر خام الكرتون إلى 6 دول وهي الصين والهند وسيرلانكا والأردن والكويت وعمان، كما نغطي السوق المحلي بالكامل من حاجته لخام الكرتون المستخدم في التعليب والتغليف للمنتجات والسلع.
مستقبل التدوير
وأكد صاحب المصنع أنه يتطلع لتحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق الداخلي من المنتجات الورقية، وقال «كنا نستورد ورق المحارم «المناديل «ووضعنا خطة لإنتاجه في قطر بحلول 2018، كما نعتزم إنشاء مصنع لصناعة الأكواب الكرتونية المستخدمة للمشروبات بدلاً من استيرادها، وكذلك صناديق البيض الكرتونية، وذلك في نوفمبر القادم 2017، وتشمل الخطة أيضاً تدشين مصنع لإنتاج ورق الدفاتر المدرسية».
copy short url   نسخ
23/10/2017
2667