+ A
A -
الخرطوم -الوطن- سلمى معروف
لم تجد الروائية السودانية، الشابة،«سارة حمزة الجاك»، الحائزة على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، في العام 2012، والناشطة في قضايا المرأة، غير تقديم روايتها «السوس»، لدعم بنات جنسها، المصابات «بسرطان الثدي» في السودان.
وقررت الكاتبة وضع بصمتها من خلال ذهاب ريع بيع نسخ روايتها، لصالح المريضات، ممن يعانين من ضيق ذات اليد، في توفير التكاليف المالية الباهظة للعلاج، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية لهن.
ورغم أن رواية «السوس»، لا تتناول مرض السرطان، وخصصت مساحة في غلاف روايتها، للشعار العالمي للتوعية بسرطان الثدي، بجانب تمييز نُسخ الرواية بعبارة «طبعة خاصة بمهرجان الخرطوم للفيلم العربي لدعم مريضات سرطان الثدي»، المقام في الفترة من التاسع عشر من اكتوبر الحالي وينتهي في الخامس والعشرين منه، بالخرطوم.
وتتناول رواية «السوس»، الراهن السياسي والاجتماعي في السودان، وغياب أفق الحل، وقد صدرت للكاتبة عدد من الروايات.
ويمثل سرطان الثدي في السودان أكثر من 60% من الأورام الخبيثة التي تصيب النساء، بحسب الإحصائيات الخاصة بمركز الخرطوم للعناية بالثدي، وهو المركز الوحيد في السودان المتخصص في سرطان الثدي، ويعتبر مؤسسة غير ربحية تقدم خدمات الكشف الذاتي، مجاناً للنساء.
«الوطن» التقت الروائية سارة، وسألتها عن مبادرتها، في تقديم روايتها «السوس» لعلاج مريضات السرطان..
من أين جاءت الفكرة بتسخير روايتك لصالح مريضات السرطان؟
- الفكرة جاءت من موقف لصديقتي «سارة جلال»، فقد مرت بتجربة اصابة والدها بمرض السرطان وواجهت معاناة كبيرة في ذلك، وقررت إطلاق مبادرة اسمتها «خيوط ملونة»، فهي مصممة أزياء، وعندما رأيت حزن سارة على والدها ومحاولاتها استقطاب المجتمع لمبادرتها في مساعدة ومساندة مرضى السرطان، قررت أنا المساهمة معها في جهودها، وكانت رواية «السوس» على وشك الصدور، وإيماني أن كل شخص لديه ما يمكن أن يقدمه، من خلال عمله، لدعم هذه الشريحة.
كيف يمكن للعمل الأدبي رواية شعر أو غيره خدمة القضية؟
- قناعتي ان دور الادب غير مقتصر على الدور التقليدي المتعارف عليه، فقد ظهر لنا من خلال التجربة أنه له دور جديد، يمكن تسخير جانب من مدخلاته لحل المشكلات المجتمعية، ورأيت ان هذا لا ينفصل عن دوري المجتمعي في معالجة قضايا المرأة.
لماذا هذا التوقيت، وهذه الرواية بالذات وليس أي عمل آخر من اعمالك الروائية؟
- مشروعي الأساسي، وهمي الشخصي في الحياة هو الكتابة وخاصة قضايا المرأة المختلفة، وذلك منذ بدايات مسيرتي في كتابة الرواية في العام 2005، وايماني الأساسي، أننا لو استطعنا الاهتمام بقضايا المرأة الاجتماعية والنفسية والصحية، يمكننا خدمة المرأة في المجتمع، لذلك رأيت ان رسالتي تجاه المرض والمتأثرين به، لابد أن تأتي من عمل مُميّز، ورواية «السوس» كانت مكتوبة قبل عامين، وقبلها لم يكن لدي هذا العدد الكبير من الجمهور المتابعين لاعمالي، وقد لازمها اتساع في محيط المتابعين لأعمالي، لذلك رأيت ان يكون ريعها لصالح مريضات سرطان الثدي من النساء، وقمت بإخطار دار روافد للنشر والتوزيع، التي طبعت الرواية، بأن يوضع «لوغو» مرض التوعية بالسرطان على غلاف الرواية، وستكون بداية تدشينها في مهرجان الخرطوم للفيلم العربي الذي يعقد بالخرطوم، وقد ابدى القائمون على المهرجان تفاعلاً مع المبادرة وتدشين الرواية بالتزامن مع المهرجان.
هل تخططين مستقبلاً لكتابة رواية خاصة بمرض السرطان؟
- أفكر في كتابة رواية خاصة بمرضى السرطان، تتناول التوعية، قبل الإصابة بالمرض أصلاً، والمجتمع المحيط به وطريقة التعامل مع المريض ومراعاة جوانبه النفسية والصحية، ونماذج للمصابات وحكاياتهن، خاصة بالنساء لان نسب الاصابة بالمرض عند الرجال قد تكون قليلة مقارنة بالنساء.
هل حققت هدفها في التفاعل مع الرواية وتحقيق عائد حقيقي لصالح المريضات؟
- حقيقة لا يوجد تفاعل كبير، ولكن لست قلقة من هذا، لأن التفاعل مع أي شيء مثل دوامة الماء، يبدأ من دائرة الحدث ويتسع، الآن الرواية تمت طباعتها في القاهرة في دار روافد للنشر في 200 صفحة من القطع المتوسط، وهي الجزء الثاني من روايتي«خيانتئذٍ» وهي جزأين من «ثلاثية طائر الفينيق» ومنذ وصول الرواية إلى السودان خلال اليومين الماضيين تفاعل مع المبادرة الذين مروا بتجربة، وبعضهم اجهش بالبكاء لمعاناته هو أو احد اقاربه، وشكروني عليها، بينما بعض الناس قد لا تكون لديهم دوافع كافية تحركهم للتفاعل مع القضية، وتبعدهم مشاغل الحياة اليومية عن وضعها في دائرة اهتمامهم.
هل تعتقدين أن الرواية وسيلة جيدة لتفاعل المجتمع مع مرضى السرطان؟
- القراءة نشاط صفوي، لا نستطيع إجبار كل الناس للدخول في دائرة شراء الكتاب وقراءته، والمبادرة مطروحة في نطاق غير واسع، في 20% اول اقل من قطاعات المجتمع الكلي، ولكن أعتبرها بمثابة «دق جرس» للانتباه لمرض السرطان والكشف المبكر، في المنازل والمراكز المتخصصة.
جعلت الرواية والادب وسيلة لمعالجة قضية السرطان، ما هي الرسالة التي يمكن ان تصل من خلالها؟
- الرواية بداية، ورسالة للآخرين، لتوسيع دائرة الاهتمام بالمرضى، وحثهم للمساهمة في الوقوف بجانبهم، لان المريض يحتاج أن يشعر بوجود الناس حوله ودعمه مادياً ومعنوياً ونفسياً، الدولة والمنظمات والمؤسسات وكل الجهات الفاعلة في المجتمع يمكن ان يكون لها دور، في التفاعل مع القضية وإعلاء صوت المبادرة في الإعلام، والشارع العام، وسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية، والخروج من نطاق القاعات، والعاصمة الخرطوم، إلى المجتمعات الريفية،في أطراف السودان، للتعريف بالمرض لان كثير من النساء لا يعرفنه، وبعضهن عشن سنوات من عمرهن وانجبن ابناءهن ولم يعلمن انهن مصابات بمرض السرطان، هن الأحق بتوعيتهن. في ولاية النيل الازرق مثلاً يعرف المرض باسم محلي خاص بأهل المنطقة، ويتم علاجه بعشبة وليس بعقاقير وجرعات كيميائية ما يرفع نسبة الخطورة في الإصابة.
كيف يمكن للآخرين في المجتمع المساعدة في قضية مرض السرطان؟
- كل شخص بجهده في مجاله، رسالتي لكل إنسان «ضع نفسك في مكان مريض السرطان، كيف يمكن ان تتصرف وماذا ستفعل» افعل مع مريض السرطان ما كنت ستفعله مع نفسك اذا كنت مصاباً بالمرض، بالجهود المشتركة سنقدم شيئاً ايجابياً، ودافع للمرضى «اننا معاكم ومهتمون بكم»، وانهاء الصورة والاسم الشائع «المرض الكعب»، ويمكن تغيير الصورة وان المرض قابل للشفاء مع تطور الطب.
copy short url   نسخ
23/10/2017
2688