+ A
A -
عواصم- وكالات- استنكرت تركيا رفع منظمة «ب ي د/بي كا كا» الإرهابية لصورة زعيمها في مدينة «الرقة» مطالبة واشنطن بتقديم توضيحات حول أبعاد ما حدث في هذه المدينة السورية.
في هذا السياق فقد انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفع منظمة «ب ي د/بي كا كا» الإرهابية صورة زعيمها «عبد الله أوجلان» في مدينة الرقة السورية، متسائلا «كيف لأميركا أن توضح ذلك؟!».
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان امس، وقال الرئيس التركي مخاطباً الولايات المتحدة «عندما يحلو لكم تقولون إن بي كا كا منظمة إرهابية، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي تصنفها على لائحة الإرهاب، لكن جرى رفع صورة زعيمها على مبنى في فرنسا (مبنى وكالة فرانس برس)، واكتفت الشرطة بالمشاهدة فقط كيف لكم أن توضّحوا ذلك؟!».
وتوجه أردوغان لمسؤولي تلك الدول الذين يدعون أنهم إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب، قائلا «نحن لا نصدقكم، فأنتم لستم بجانبنا ولستم مخلصين أدعوكم أن تكونوا صادقين في المقام الأول، واعلموا أن كل شيء له مقابل».
وقامت «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارا بـ «قسد» والمدعومة أميركياً والتي تشكل منظمة «ب ي د/بي كا كا» الإرهابية عمودها الفقري، برفع صورة كبيرة لـ «أوجلان» في أحد الميادين بالرقة، فيما قال أحد عناصر المليشيا «نقدم الرقة هدية لأوجلان».
والثلاثاء الماضي، أعلن تنظيم «ب ي د» الإرهابي، فرض سيطرته بشكل كامل على الرقة، بعد استسلام ما تبقى من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي فيها.
ومؤخرا، رفع أنصار منظمة «بي كا كا» الإرهابية صورة لزعيم المنظمة على واجهة مقر وكالة «فرانس برس» الرئيسي في باريس.
بموازاة ذلك أكدت مصادر إعلامية محلية، قيام قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بسرقة ونهب (تعفيش) منازل الرقة، مشيرين إلى أن هذه الأفعال تشابه إلى حد بعيد أفعال قوات النظام السوري بعد سيطرتها على مناطق.
ونشرت شبكة «الرقة بوست» شريطا مصورا يظهر شاحنات وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب مستودع يحتوي على كميات كبيرة من أسطوانات الغاز المنزلي، مبينة أن الشريط تم تصويره بعد سيطرة (قسد) على كامل مدينة الرقة من يد تنظيم داعش.
واتهم محمد حجازي، نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة، التابع للحكومة السورية المؤقتة، «قسد» بنهب معدات المشافي العامة، ونقلها إلى شمال الرقة وإلى مدينة عين العرب (كوباني).
وقال حجازي في تصريحات لـ «عربي21»: «منذ انسحاب التنظيم عن المدينة بموجب الاتفاق الذي تم مع التحالف؛ وقوات (قسد) تقوم بتمشيط كامل لمحتويات المدينة، مدعية أنها تقوم بتمشيط ما تبقى من الأحياء من عناصر التنظيم».
وأوضح أن قيادات (قسد) قامت بسرقة المعدات المرتفعة الثمن مثل محركات الديزل، ومعدات المشافي التي من بينها أجهزة غسيل الكلية وأجهزة التصوير الشعاعي، ومحولات الكهرباء، وعربة فحص الكابلات الضوئية، بينما تولى العناصر نهب الأثاث المنزلي من المنازل، كما قال.
من جهته، قال الناشط الإعلامي مهاب الناصر، إن الرقة تتعرض لـ «حملة تعفيش» غير مسبوقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى عدم وجود جهة لمحاسبة هذه التجاوزات. واستدرك مستحضرا المثل الشعبي الذي يقول «حاميها حراميها»، داعيا إلى وضع حد لهذه الانتهاكات.
وتحدث الناصر عن نهب السيارات والدراجات النارية التي تركها أصحابها في أحياء المدينة قبل نزوحهم عنها، مؤكدا في الوقت ذاته؛ أنه تم الاستيلاء على كميات كبيرة من المواد الغذائية التي خزنها التنظيم قبيل حصار المدينة، من بينها مئات الأطنان من مادة القمح.
وبحسب الناصر، فإنه «حتى كابلات الكهرباء في المدينة، تم نهبها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بالتزامن مع منع المدنيين من دخول الرقة».
مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه، أكد مشاركة بعض أهالي مدينة منبج في حملات تعفيش الرقة، منوها إلى أن غالبية من شارك من أهالي منبج هم من المحسوبين على (قسد)، وفق تأكيد المصدر. وكان القيادي العسكري في مجلس منبج العسكري التابع لقسد، شرفان درويش، قد قال في وقت سابق ردا على اتهامات مماثلة لقوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، بالتعفيش في ريف الرقة، إن «الوضع ليس على ما يرام بشكل كامل»، مشددا على سعي قواته إلى محاسبة المسيء». كما ظهرت اتهامات مماثلة بعد السيطرة على منبج، في ريف حلب الشرقي.
copy short url   نسخ
21/10/2017
3329