+ A
A -
أعرب خبراء نباتات عن أملهم في دراسة الإمكانيات الهائلة للنباتات البرية في دولة قطر من أجل إنتاج أدوية آمنة وأغذية صحية ضمن «مشروع وطني» مستدام يساهم في تقليص الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

وأشاروا في تصريحات لـ الوطن إلى الأبحاث العلمية التي وضعها نخبة من العلماء لدراسة الاستخدامات التي يمكن للنباتات البرية في قطر المساهمة بها في إنتاج أدوية لمعالجة الكثير من الأمراض الخطيرة والشائعة، ومنها أمراض السرطان، وهي أدوية أرخص تكلفة وأقل أضرارا وأنجح علاجاً، فضلاً عن أهمية الحفاظ على هذه النباتات ضمن البيئة الطبيعية في المنطقة والحفاظ على تراثنا الثقافي المتعلق بها.
علاج الأمراض المستعصية
قال الدكتور سيف الحجري، الخبير البيئي: إن الكثير من النباتات البرية في دولة قطر قد يكون لها أثر طيب في علاج العديد من الأمراض المستعصية، خاصة أن 80 % من الأدوية التي كان لها أثر كبير في الحفاظ على صحة الناس، مصدرها من النباتات، ولسوء الحظ، فإن النباتات البرية في قطر والجزيرة العربية والنبات في البيئات الصعبة، لم تتم دراستها في شكل علمي لأنه لم يكن لدينا باحثون مهتمون من أبناء هذه المناطق.
وأضاف د.الحجري لـ الوطن على هامش المؤتمر الدولي «النباتات البرية والطبية والمعارف الإسلامية وصون النبات في قطر والخليج» الذي تستضيفه جامعة قطر أن الهدف من المؤتمر هو إثراء ثقافة البحث العلمي وخاصة في ما يتعلق بقضايا ذات الصلة بالطبيعة وعلاقة هذه الطبيعة بكثير من مقومات الإنسان، مشيرا إلى قيام نخبة من العلماء بأبحاث مبتكرة لتطوير «الطب الشعبي» ودمجه ضمن البحوث العلمية لتعظيم الفائدة العلمية والعملية له، خاصة أن المجتمعات الآن تتبنى منهج المعارف الشعبية بوصفها أحد عناصر التنمية والاستدامة.
الحياة الفطرية
ومن جانبه أشار الباحث في الحياة الفطرية والنباتات البرية المهندس عبدالله بن خالد الخاطر، إلى أهمية إعادة اكتشاف المكونات البيئية القطرية التي لم تنل حظها من الدراسة وخصوصا في مجال الأشجار والنباتات، بهدف إثراء الفلورا القطرية وتقديم معلومات قد تساهم في المستقبل في اكتشافات علاجية من هذه الأشجار والنباتات ومدى إمكانية استزراعه أو توظيفه في الغذاء أو الدواء.
وأشار الخاطر في تصريحات لـ الوطن إلى اكتشاف شجرة الشبهانة البرية التي لم توثق من قبل والتي لاحظها وأجرى دراسة توثيقية عليها. ويتلخص بحثه حول «الشبهان» كأحد الأصناف الجديدة المضافة للنباتات القطرية ويقدم هذا البحث لكل محب لهذه الأرض وبرها ونباتها ولكل باحث متمعن في تفاصيل الأشجار في برنا الطيب، وهذا البحث التوثيقي هو رسالة مساهمة بسيطة للمحافظة على البر بمكوناته وخاصة النادر منها ولم يكن له نصيب في البحث والتوثيق كباقي النباتات القطرية، و«الشبهان» أو «المشتبه» هو الشيء الملتبس من شدة تشابهه، وبحثي وتوثيقي لشجرة سلم الشبهان التي التبس أمرها ومازال على كثير من رواد البر، والحمد لله الذي سخر لنا الظروف لتبيان مزايا هذه الشجرة وكل الشكر لحديقة القرآن النباتية لدعمها البشري والعلمي والتقني المهم في إنجاز هذا البحث، وكل الشكر لمركز العلوم الإنسانية والاجتماعية في كلية الآداب على هذا المؤتمر الرائع ودعم رابطة الشبهانة البيئية ودعم الناشطين البيئيين القطريين بشكل عام.
الاكتفاء الذاتي
من جانبه اقترح فضيلة الشيخ الدكتور القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنشاء صندوق خاص تشارك فيه الدولة والمؤسسات المالية العاملة في قطر، لاستخراج وإنتاج مجموعة من الأدوية النافعة من النباتات المتوفرة في قطر وخارجها، وأضاف د.القره داغي في تصريحات خاصة لـ الوطن: قد سمعنا ورأينا وبينا مجموعة من الاستخلاصات الطبية المؤثرة في كثير من هذه الأعشاب، والتي ذكرها القرآن الكريم وهي موجودة معظمها في قطر أو خارجها ويكون لدولة قطر تميز في إنتاج هذه الأدوية الطبيعية التي تسمى الآن بالطب البديل أو التقليدي وتكون إضافة طيبة ممهورة بعبارة صنع في قطر في مجال الدواء.. مشيرا إلى أهمية المؤتمر الدولي «النباتات البرية والطبية والمعارف الإسلامية وصون النبات في قطر والخليج» وفوائده على مستوى العالم الإسلامي وعلى مستوى قطر بالذات ولا سيما في هذا الظرف الذي تحاصر فيه قطر، فلابد أن تتجه قطر إن شاء الله في كل المجالات نحو الاكتفاء الذاتي، ولا سيما في مجال الدواء، وهذا المؤتمر يبحث سبل الاستفادة من جميع الأعشاب والنباتات الموجودة في قطر للاستفادة منها من خلال معامل متخصصة ونحو ذلك.
تطوير التراث الشعبي
وقال الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم إن الفرصة مواتية في ظل حصار ظالم مفروض على قطر، لتركيز الاهتمام والبحوث العلمية لإنتاج الدواء محليا بالاعتماد على نباتات بيئتنا البرية، واستناداً إلى تراث عريق من استخدام النباتات الطبية دواء وغذاء في ثقافتنا العربية والإسلامية والتراث الشعبي القطري.
ويهدف المؤتمر إلى إلقاء الضوء على التراث العريق لاستخدام النباتات الطبية في تراثنا العربي والإسلامي والإمكانيات المستقبلية الهائلة لهذه النباتات من أجل إنتاج أدوية آمنة وأغذية صحية ضمن مشاريع تنموية مستدامة تساهم في تقليص اعتمادنا على الاستيراد من الخارج. كما يهدف إلى أهمية الحفاظ على هذه النباتات ضمن البيئة الطبيعية في المنطقة والحفاظ على تراثنا الثقافي المتعلق بها.
شارك في المؤتمر نخبة من العلماء المرموقين من داخل قطر وخارجها بأبحاث مبتكرة حول الإمكانيات الهائلة لكثير من هذه النباتات في علاج عدد من الأمراض الخطيرة والشائعة.
يستمر المؤتمر على مدار يومين ويحتوي على خمس جلسات علمية تضم جلسة مخصصة لمشاركة الطلبة في حوار علمي مع المتحدثين بهدف إثراء معارفهم وتوجهاتهم العلمية. كما تم تنظيم معرض لنباتات حديقة القرآن النباتية على هامش المؤتمر للتعريف ببعض النباتات التي ذكرت في القرآن والطب النبوي، ومعرض آخر للنباتات البرية المحلية ومجموعة من البذور وذلك بالتعاون مع رابطة الشبهانة البيئية، التي ستوزع شتلات سمر ضمن نشاطها في حملة السمرة شجرة قطر الوطنية، خاصة لمن يرغب باستزراعها.
الأبحاث
ضمت الأبحاث المشاركة عددا من الأبحاث القيمة منها البحث المقدم من الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول أهمية البحث في النباتات الطبية والأعشاب وجذورها العميقة في الثقافة الإسلامية، كما قدم بروفيسور سرحي سوشيلنتسكي أستاذ بكلية طب جامعة قطر ورقة بحثية مهمة للغاية عن استخدام بعض النباتات الطبية لعلاج بعض أمراض السرطان وقدمت بروفيسور هالة سلطان العيسى أستاذ الكيمياء بجامعة قطر بحثاً عن الإمكانيات الهائلة للنباتات البرية القطرية كمصدر لإنتاج الأدوية، أما بروفيسور أحمد الحراصي أستاذ الكيمياء العضوية من جامعة نزوي بسلطنة عمان فيقدم ورقة حول الاستخدامات الطبية المتعددة للبان.
وقدم بروفيسور محمد أبودية أستاذ العلوم البيولوجية والبيئية بكلية الآداب والعلوم فيتحدث عن حماية البيئة النباتية القطرية بطرق عضوية صديقة للبيئة. أما دكتور جوناثان براون من مركز التنمية المستدامة بجامعة قطر فيتحدث عن التركيبة الكيميائية لبعض نباتات منطقة الخليج وإمكانية إنتاج أدوية منها.. وتحدثت الدكتورة سابينا كنيس عالمة النبات البريطانية من أدنبرة حول طرق الحفاظ على مجموعات النبات البرية الطبية.
copy short url   نسخ
21/10/2017
4760