+ A
A -
إسماعيل الصمادي

[1]
أيقظتُ روحي
لم تعِ لغةَ اليدينْ
فحملتُ جثَّتَها بعيداً عن غبارِ الدودِ
يا روحي استجيبي للدموعِ
وعذِّبيني مرَّتينْ
[2]
لا.. لم يكنْ مائي سراباً
كنتُ قمحاً في مناقيرِ الغمامِ
وكنتُ من يرفو حريرَكِ كلَّما قَبَّلتُ أنثى
ربما وَجَدَ البنفسجُ فسحةً في ساحةِ اللغةِ القديمةِ
ربما حطَّتْ على كتفيَّ وِرْقاءُ النبوءةِ
ربما..
كنتُ التماسَ الماءِ حينَ أرادَ أن يَرِدَ السماءَ
فصارَ يبكي: بينَ.. بينْ
لا.. لم يكنْ جسدي خراباً
كنتُ جرحاً في تراتيلِ الحمامِ
وكنتُ من يمشي على ماءِ الخطيئةِ
ليس من عاداتِ وجهي أن يخونَكِ
ليس مني من يعيدُ سقوطَكِ الوثنيَّ من شجرِ الجنوبِ
فتُحرَمين الجنتينْ
لا.. لم تكنْ لغتي ضباباً
كنتُ صبحاً في تعاويذِ الكلامِ
وكنتُ ورَّاقاً لإنجيلِ انتظارِكِ قربَ أيلولَ الجديد
وكنتُني
يا ليتني ما كنتُني
لصعدتُ جلجلةَ انتصارِكِ مرتينْ
[3]
هل خِطْتِ لي جسدَ الخطيئةِ
كنتِ إمرأتي
لأرجعَ في المساءِ إليكِ من موجِ القلقْ
هل أثقلتْكِ هزيمتي
فهبطتِ في جوفِ الطفولةِ
كي تعيدي وردةً لم تختنقْ
هل كنتِ أنساغاً بصندلِ لمستي الأولى على زبدِ الورقْ
هل أنتِ من زرعَ الضميرَ بأرضِ نرجستي - أنا
وأنا صليبُكِ
فاستخفي حينَ أصعدُ فوقَ جلجلةِ الأرقْ
وأنا بخارُ ندائكِ الأزليّ
أفشيتُ اعترافَكِ
فارجعي – مرضِّيةً –
هبطَ البراقُ لكي تعودي من متاهاتِ النفقْ
وأنا اصطفاؤكِ
كنتُ مشكاةً لمنفاكِ الأخيرِ
وكنتُ بلَّوراً لمائِكِ
لم أكنْ صدفَ المحارةِ
لم أكنْ عهدَ اللجينْ
[4]
أسْرَجْتُ أسئلةَ الهواجسِ
غصْتُ في قاعِ المرايا
جبْتُ في برجِ الضميرِ
وجدتُ قلبي قد تصوّفَ كي يغازلَ زوجةَ الكلماتِ
هل أنتِ التي ربَّتْ ضميري
أوكلَّما طلَّقتُ ذاتي.. عُدتِ بي:
يبكي الحليبُ
فأحلبُ الدمعَ الأخيرَ
هل تتركيني.. قد دنا أيلولُ وانفتحتْ قبوري
هل تتركيني الآنَ
كلُ هزائمي بُعِثَتْ من النسيانِ في يومِ النشورِ
جثثي من النسيانِ تنهضُ
مومياءُ الأمسِ
أشباحُ الكلامِ
ظلالُ أفكاري على آسِ السطورِ
هل تتركيني الآنَ
تأخذني المتاهةُ: أينَ.. أينْ
[5]
أوهكذا شاءَ الزمانْ
أن أستعيدَ ملامحي الأولى
وأن أرثَ الخطيئةَ
هكذا أبكي فيحضُنُني المكانْ
أوهكذا
وتضيعُ أغنيتي.. صدى
منذ البدايةِ
والقصيدةُ تقتفي أثرَ النهايةِ
والبدايةُ تنتهي:عبثاً.. سدى
عبثاً.. سدى.
copy short url   نسخ
21/10/2017
3010