+ A
A -
كتب- يوسف بوزية
جاءت الحملات الإعلامية «المسعورة» التي تشنها طواقم دول الحصار في الليل والنهار بتأثير إيجابي على المواطن القطري الذي زاد حباً وتعلقاً بوطنه وقيادته، حيث إن هذه الحملات كان لها تأثيرها بزيادة اصطفاف المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة خلف القيادة الرشيدة.
فالحرب النفسية البدائية التي تطلقها «كتائب الردح الإلكترونية» منذ بداية الأزمة.. أعطت «نتائج عكسية» لدول الحصار.. وأسهمت في زيادة روح المواطنة حيث تساوت جميع القبائل وذابت في لحمة وطنية واحدة.. في مواجهة «دول الخضار».. التي راهنت على «خيار» التحريض و«شق الصف»، لتصدّر رسالة مفادها أن قطر «منقسمة»على نفسها! لكن الدرس الذي بعثه الشعب القطري طوال الأزمة كان أبلغ من «مهاترات منتصف العمر» أو «قرارات منتصف الليل»!

ويبدو أن صلابة الموقف الشعبي لم تكن في حسابات الحلف الرباعي حين بدأ تفحيطه السياسي المبني على «حسابات مغلوطة»، عن طبيعة العلاقة بين الشعب وقيادته، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم في «إدارة الأزمة».. فكيف لمن يعانون في بلادهم أزمات بالجملة مثل السكن والفقر والبطالة.. أن يطالبوا من لديه أعلى مستوى دخل على مستوى العالم.. الخروج على حكومته؟! إلا كما يطالب الأرنب الأسد أن يكون شجاعاً؟... يتساءل عبدالله الحاج، كمواطن قطري في معرض تعليقه عن مزاعم دول الحصار.. هل يمكنك تحريض شعب يتصدر «القائمة العربية» في مؤشر الرفاهية السنوي، على دولته؟ أو تجويع بلد لديه أعلى مستويات معيشة على مستوى العالم؟ مؤكدا ان قطر اجتازت مخاطر وتداعيات الحصار بنجاح منقطع النظير، منذ الأيام الأولى، نهضت مكونات الشعب القطري لإعلان الوقوف مع قيادتها والدفاع عن وطنها، الأمر الذي أدى إلى تماسك الجبهة الداخلية بصورة كبيرة، فلجأت دول الحصار إلى تغيير الموجة، وعزفت على وتر التفريق بين الشعب وقيادته! وراحوا يدعون أنهم لا يستهدفون الشعب القطري «الشقيق» وإنما خلافهم مع القيادة القطرية!
عدم اندفاع
وأضاف الحاج، في تصريحات لـ الوطن، إن إرادة الشعب القطري انتصرت على دول الحصار برفضه الوصاية والمساس بسيادته، خاصة أنه واجه الأزمة بثبات وعدم اندفاع، وقد استجاب المواطنون لتوجيهات القيادة التي أبدت حرصها على أن يعيش المواطنون والمقيمون حياة طبيعية الأمر الذي اسهم في خفض مستوى تأثير الحصار مع تأمين الجبهة الداخلية وتحصينها ضد المؤامرات والإشاعات المغرضة، منوهاً إلى وعي المجتمع القطري بالمرامي والأهداف الخبيثة التي تسعى دول الحصار إلى تحقيقها، فضرب مثالاً في الانضباط بالتعامل مع هذه الإشاعات، التي ما زال تروّج لها مجاميع إلكترونية مأجورة مع حسابات وهمية ضد دولة قطر، من دون ان تفلح في إحداث أي أثر لدى المواطن القطري، أو تأثير على ارض الواقع، في ظل هذا التلاحم الفريد للشعب القطري مع قيادته وحدة واحدة، وهذا التلاحم والتماسك يمثل الخط الدفاعي الأول في هذه الأزمة الخليجية المصيرية وهو ما يفرض علينا حمايته من أي اختراق يسعون إلى تحقيقه.
ضحايا التحريض
ومن جانبه قال علي بن لحدان المهندي‏ إن تقوية الجبهة الداخلية تشكل اختبارا قويا نجح الشعب القطري في اجتيازه على الرغم من إصرارهم ومحاولاتهم الدؤوبة لخلق الفتنة بين أهل قطر.. حيث تكشفت لنا وجوه سوداء، مع نوايا سيئة تغلف قراراتهم.. لكن انتصار قطر لا يعني نهاية أحلامهم فهم قد يعودون إلى غيهم وغدرهم وغبائهم مرة اخرى بعد أن تنتهي هذه الأزمة، وعلينا الآن أن نحول كلمات الوفاء والعز والجداريات التي امتلأت بها ساحات الوطن إلى عمل جاد.. بالوقوف مع الدولة في مشاريعها.. هذه الأزمة جعلت من قطر مفخرة للعرب والمسلمين، لكن يبقى الألم قوياً في النفوس من بعض الإخوة والأصحاب. ولن يكون هناك حل دائم للأزمة ما لم يتم وقف الحملات الإعلامية غير المسبوقة والتي تدار من الحكومات في دول الحصار والتي أرهقت متابعيها، وعندما نحلل وضع الأزمة الحالي يبدو لنا أن هناك عنادا قويا جدا من دول الحصار التي أخذتها العزة بالإثم.. في حين أن قطر منفتحة على الحوار في ادعاءاتهم، فهناك شعب في الإمارات والسعودية والبحرين طالما افتخرنا به ومازلنا ولكن في نفس الوقت هناك من يحقد علينا بأنه يصدق ما يخطط له ساستهم وحكامهم، وبعد أن تستتب الأمور وتنفك هذه الأزمة سنكون في حيرة من كيفية إعادة التعامل مع أسرى الفكر الظلامي والاستبدادي وبعض المدفوعين لسب وشتم قطر، والقطريون مصدومون جدا من قوة ردة فعل بعض مواطني دول الحصار وتأييده لهذه الحرب على قطر رغم المحبة والمودة والعلاقة الحميمة التي كانت بيننا. وإذا كانت قناة الجزيرة كما صرح وزراء الإعلام في السعودية والبحرين قناة ترهب العقل فما بالك في قنوات MBC وأخواتها أليست قنوات تدعو للانحراف؟ أما انتصار الشعب القطري فأنا أعتقد ان قطر ستحتفل قريبا مع باقي الشعوب العربية الحرة في نصرها على محور الأعداء (أبوظبي- المنامة-الرياض) وسنطهر باقي الجيوب الإعلامية المرتزقة.
خلف القيادة
ومن جانبه قال سالم بن صالح الجهمان‏: نحن في قطر قبيلة واحدة بدواً وحضراً مواطنين ومقيمين خلف القيادة القطرية الرشيدة ممثلة في صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، إذا تفككت الأُسر إنهار المجتمع، وإذا التحمت الأُسر وتَوحدت انتصر المجتمع وازدهر. فالحمد لله على توحد المجتمع القطري وتلاحمه في وجه الظلم والحصار.. وأضاف الجهمان ان التفاف الشعب القطري حول قيادته أذهل العالم لأنه مثال ساطع ونادر عن علاقة القائد بشعبه والشعب بقيادته.. شعب محترم وكريم وطيب ووفي وأصيل والبعض روى ما شاهده من تضامن وولاء في قطر لقيادتنا الرشيدة وهي علاقة وفاء ربما لا توجد مثلها أبداً بين الشعوب.
من جانبه، قال المحامي حواس الشمري إن دول الحصار فقدت مصداقيتها لأن خطابها السياسي والإعلامي بني على فبركات وليس على حقائق أو مستندات، الأمر الذي يمثل انتهاكاً للمعاهدات التي تربط وتنظم علاقة الدول بعضها ببعض، فضلا عن تلك الانتهاكات الإنسانية التي تعرض لها العديد من مواطني دول الحصار أنفسها، كالحق في حرية الرأي والتعبير والحق في التنقل والحق في العمل.
أضاف الشمري في تصريحات لـ الوطن ان المملكة العربية السعودية توجت الانتهاكات المتعددة بعدم الموافقة على دخول القطريين أراضيها لأداء مناسك الحج، وعدم الخجل من الطلب من القطريين الذين عبروا المنفذ البري التوقيع على تعهدات وإجراء مقابلات وغيرها من المخالفات التي تستخدم المواطنين القطريين، ورقة للضغط والابتزاز السياسيّ.
copy short url   نسخ
15/10/2017
1479