+ A
A -
سـلـطان بن محمد

** لا اختلاف عـلى أن «الذكـورة» لا تعـني أبدا «الـرجولة».. لأن الـرجولة إحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع بأكمله.. فالرجولة مواقـف، فـكم من رجل بلا موقـف ولا إرادة، وكم من الرجال باعـوا رجولتهم لقاء المال والجاه أو للحصول عـلى مركز أو منصب.. ما هي الرجـولة إذن وكـيف نقيسها.؟
صحيح أن كل رجل ذكـر ولكن ليس كل ذكـر رجل.. فالـرجولة الحقة، هـي أن تكـون رجلا بكل ما تحمل هـذه الكلمة من معـان فالرجولة ليست مظهـرا ً وانتماء إلى عـالم خصه الله بمواصفات خاصة تختلف عـن خصائص الأنوثة وعـلى كل رجل أن يبدأ بولده، كـيف يراه وهـو يدنو من سن الرجولة والشباب كيف يرى تصرفاته وأسلوبه في الحديث وليحكم إلى أي عالم ينتمي ولدك الذي سيخلد ذكراك فـيما بعـد، إلى عالم الرجولة أم...؟!
وأنت تعـلم غـير هذا وذاك الكثير من التشبه بالنساء والقـيام بأفعالهن فهل ولدك ينتمي إلى واحد من هـؤلاء.؟ كـن صادقا مع نفسك وأجب بصراحة ثم انظر إلى نفسك.. فأنت القدوة التي يقتدي بها ولدك.. وإيّاك أن تقول أمه هي السبب، لأنك ستزيد من المصيبة، فالولد سر أبيه كما قال الأولون، فلا تؤنب ابنك إنما ابدأ بنفسك أولا ً.
** إن أول ما يمس الإنسان ويؤثر فـيه هـو التعـرض لكرامته بطبيعة الحال، فمن أراد أن يحافـظ عـليها ويصونها، عـليه قبل كل شيء أن يحافـظ عـلى رجـولته، فإن فعـل فسوف يجد دون شك الاحترام والتقدير من الجميع سواء كان فـقـيرا أم غـنيا ً، ومهما كان منصبه الوظيفي أيضا، فـراشا ً، أو موظفا عاديا، وزيرا ً، أو سفيرا ً، ومهما كان نسبه العائلي، فالكـرامة لا تدخل في الوظيفة أو الأنساب، فـكم من فـقـير ومحتاج لديه كـرامة تفوق التصور أو الوصف.
** هل في خيانة الرجل لزوجته بتكوين صداقات وبناء علاقات مع النساء والتباهي بعلاقاته ومغامراته المحرمة أمام أصدقائه وكأن في هـذا فخرا وبياض وجه له فـيه ولو ذرة من الرجولة.؟ هـل في خـيانة الوطن بإفـشاء أسرار عـسكـرية أو سياسية أو اقـتصادية أو خيانة الثقة والأمانة فـيه شيء من الرجولة.؟
** قـديما عـلى أيام أجدادنا، كان الذكر المتسلط يُعـد في نظر المجتمع رجلاً.. وإذا كان ذا عـضلات مفـتولة أو كما يقول المثل الخليجي زنوده يمشي عـليها التيس أو شواربه يوقـف عـليها الطير أيضا رجل، فعـندما كان «الذكر» يشبع زوجته ضربا كان رجلا أما الآن فالأمر اختلف تماما، فـنادرا جدا ما نجد ذكـر بهـذه الصفات.
** الرجولة هي أن تذكر الله دائماً في أعـمالك وأفعالك، أن تحسن إلى من أحسن إليك ولا تسيء إلى من أساء اليك، أن تحترم الآخرين ولا تستصغـر شأنهم ولا تسفه آرائهم، أن تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فـيه لومة لائم، هي الشهامة والمروءة، هي الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، هي أن تحب لغـيرك ما تحب لنفسك، هي إنصاف المظلوم من الظالم، هي الالتزام بقـيم المروءة مبتعـداً عـن النذالة خصوصا في التعامل مع الآخرين، هي أن تمد يد العـون للمحتاج، هي أن تغـفر وتعـفو عـند المقدرة، هي أن تمسح بيد حانية دمعة ألم عـن وجه بائس، هي أن تنام قـرير العـين مرتاح الضمير غـير ظالم، هي أن ترعـى مصالح بيتك وأسرتك وأن توفـر لهم الأمان والاستقـرار وأن تصون حرمة بيتك من كل سوء، فلا تفعل إلا الفضيلة حتى لا يساء إلى أهل بيتك مثلما تسيء إلى الآخرين،
هي حـب الرجل لزوجـته وأن يجعـلها تشعـر بأنها اسعـد إنسانة في الوجود ولا حياة لها بدونه، فكم من تلك الصفات تجدها في نفسك؟
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
18/04/2018
3500