+ A
A -
من سخف الدنيا ونكدها، ان يطرء المرء إلى التأكيد على ما يجب ان يكون بدهيات ومسلمات، يعد النقاش فيها لجج، ناهيك عن انكارها.
الاكثر سخفا ونكدا، ان تضطر لترديد تلك الثوابت، عل مسامع من يفترض انهم، على الاقل حازوا قدرا عاليا من التعليم والثقافة، ناهيك عن عروبتهم.
عقب مجزرة الاحتلال ضد اشقائنا الفلسطينيين خلال مسيرة العودة، الجمعة قبل الماضي، فاجأني زميل، بسؤال استنكاري، عن ما استفاده الفلسطينيون، من تلك المسيرة، متعللا بانه حريص على الدماء التي اريقت.
لم تستغرق المناقشة وقتا طويلا، لتقديري انها ليست ذات جدوى، فانهيتها بأن اهل فلسطين المنزرعين في ارضهم، الرازحين تحت الاحتلال، ادرى بطريقة مواجهتهم لهذا الاحتلال، وانه طالما اصبحت القضية – أو فرض علينا ذلك – هامشية بالنسبة للانظمة والشعوب، فليس اقل من ان ترحم الفلسطينيين من تنظيراتنا البائسة.
لم اكن اعرف ان زميلي العربي المتعلم والمثقف – هكذا يفترض -، ما زال يريد مواصلة تقريع اهلنا في الاراضي المحتلة، وتقريعي معهم، فوجد الفرصة سانحة مع (جمعة الكاوتشوك) ، ليصدمني هذه المرة، بسؤال استنكاري جديد، ما هذا الذي يفعله الفلسطينيون.. ولماذا لا يعيشون بسلام؟
كظمت غيظي واضطررت لان اذكره بما لا يمكن ينسى، فقلت لزميلي.. يا سيدي فلسطين دولة تحت الاحتلال، وان لم تصدقني فراجع قرارات الامم المتحدة، التي تلتزم صمتا متواطئا حيال ما يتعرض له اشقاؤنا من جرائم على يد دولة الاحتلال.
يا زميلي، لقد ارتضى الفلسطينيون، وارتضينا طائعين أو مكرهين، بكل مؤتمرات ومبادرات السلام، وآخرها مبادرة السلام العربية، التي بلغت من العمر ستة عشر عاما، بينما رفضها المحتل المغتصب، أو ماطل وتهرب منها، وهو ما يمكنك ان تراجع فيه على الاقل توصيات قمة بيروت العربية عام 2002.
يا زميلي الكريم، ولن اقول – الكريه –، اذا كان من حق إسرائيل ان تعيش بسلام، كما قيل، على ارض اغتصبتها واحتلتها، وليست ارضها، كما قيل ايضا، فان من حق صاحب الارض، ان يقاوم المحتل، ويسعى لاسترداد ارضه، بأي طريقة يراها مناسبة للوصول إلى هدفه، ويدافع عنها ولو بدمه، رغم وجع الدم وسخونته.. وفي هذه لابد ان تراجع ضميرك واخلاقك قبل أي شيء.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
08/04/2018
2364