+ A
A -
قطر وعبر تاريخها السياسي والدبلوماسي، نموذج لنشر السلام ورأب الصدع بين الفرقاء، يشهد بذلك سجل طويل من المصالحات، التي نجحت الدوحة في إبرامها، على الصعيد العربي، أو صعيد القارة الإفريقية. لذا فقد كان من المثير للدهشة والأسف، أن يزج باسم قطر ضمن التهديدات العسكرية، التي قد تشهدها منطقة القرن الإفريقي، عبر تصريح صحفي لوزارة الإعلام الإريترية. هذا التصريح العاري عن الصحة، أدانتة قطر، معربة عن رفضها واستنكارها الشديدين لما تضمنه.
التصريح الإريتري المدان والمستنكر، يتنافى مع المرتكزات الأساسية للسياسة الخارجية لدولة قطر، والتي في مقدمتها احترام سيادة الدول الأخرى، وإرساء أسس السلام والتعايش بين الدول والشعوب، وحرص قطر على أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي، وعلى الوشائج التاريخية والإنسانية العميقة والممتدة، التي تربط بين الشعبين القطري والإريتري.
اللافت في الأمر، أن إريتريا، التي حوى تصريح وزارة إعلامها تلك المزاعم الكاذبة ضد قطر، واحدة من الدول التي استفادت من وساطة الخير القطرية، تلك الوساطة التي، بعد جهد قطري دؤوب ومضن، نجحت في إبرام اتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا، لتسوية النزاع الحدودي القائم بينهما، وذلك في مارس 2011. كما نجحت المساعي القطرية في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا، ضمن وساطة بين الطرفين بعد ذلك بعدة سنوات.
للسياسة الخارجية لقطر، قواعد ومرتكزات لا تحيد عنها، وللدبلوماسية القطرية أياد بيضاء في رأب الصدع، وفض النزاعات بين الفرقاء، وهو ما تستحق عليه قطر الشكر والتقدير، وليس الادعاءات والأكاذيب.

بقلم : رأي الوطن
copy short url   نسخ
26/03/2018
844