+ A
A -
العيون مرآة للأحاسيس والمشاعر، فهي المرآة للفرح وللحزن، للضيق وللسرور، للحب وللكراهية، العيون لا تكذب، العيون تتكلم، تعبر، تختصر المسافات، تخبر عن أشياء وأشياء، هناك عيون لامعة، دامعة، هناك عيون ناعسة، بائسة، في اللغة يقولون أدعج العين يعني عيونه واسعة، ما أجمل تلك العيون، تتكلم من غير لسان، قال الشاعر العربي (سألتها لكن من غير كلام، فتكلمت لكن بغير لسان) من أحلى مفاتن الأنثى العيون، الكل يعشقها، حتى شاعرنا القديم جرير غرق فيها وذاب، حينما قال (إن العيون التي في طرفها حور، قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) وأحمد شوقي قال في العيون (جفنه علم الغزل) إذاً هناك عيون قتالة، وعيون جراحة، وعيون قناصة، وعيون راصدة، وعيون ناعسة، هناك عيون متألقة، وعيون ساحرة، وعيون فيها حكايات وحكايات، سهام العيون تخترق القلوب والدروع، وتصيب عاشقها في مقتل، أحمد شاب لطيف حبيب، يعشق الجمال والدلال والعيون الواسعة ويقول (أهرب فين من عيونه حبيبي) في جلسة جمعتنا صباح أمس يتساءل الشاب أحمد أي العيون أحلى المها أم البقر؟ هناك الكثير يعشقون عيون البقر الواسعة في أوقات السحر، وخلف عيون البقر، أرى جنة وارفة من الحور شبه القمر، إن شعراء الماضي أحبوا العيون الواسعة، وشبهوا عيونها بعيون البقر الوحشي لسعة عيونها والبقر الوحشي يسمى المها في ذلك الوقت، أحمد يرغب بالاقتران بفتاة أجنبية، تكون شريكة مثالية، تقدس الحياة الزوجية، تميل للإستقرار في العلاقة الزوجية العاطفية، حتى يشكلان معاً مشروعا حياتيا مثاليا، أحمد يرغب بالحصول على الجنسية الأميركية لضمان حياة أفضل، بدل العيش في الدول العربية على حصيرة، في ظل أوضاعها المريرة، المرأة الأميركية محمية، والجنسية الأميركية محمية، وجل القيادات العربية والرموز العربية ونجوم الفن والطرب العربي يحملون الجنسية الأميركية أو يسيرون على نفس السياق، وأحمد ليس استثناء من القاعدة! يريد أن يضرب عصفورين بحجر، أم العيون الواسعة الزرقاء ليهنأ بها، والحصول على الجنسية الأميركية، ليطمئن قلبه.
أحمد شاب طحنه الألم، وأبدله الله بالأمل والحب يتأهب لساعة الصفر، ليلامس جمال العيون الزرقاء الأميركية وبيده الحجر.
وعلى الخير والمحبة نلتقي .
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/03/2018
3014