+ A
A -
معنى البرّ، ما كان ضدّ العقوق، البِرُّ هو الإحسان، والعقوق ما كان ضدّ البر وهو الإساءة للوالدين والتضييع لحقهم، وبرّ الوالدين يشمل الإحسان إليهما بالقلب، والقول، والفعل تقرّباً إلى الله تعالى، ويقابله عقوق الوالدين بالقلب والقول والفعل، ويعني إغضابهما من خلال ترك الإحسان إليهما، وقيل أنّ عقوق الوالدين هو كلّ فعل يتأذَّى منه الوالدان، مع زحمة الحياة انتشرت ظاهرة العقوق بشكل لافت.
وتدفَعنا هذه الإشكالية إلى ضرورة الاهتمام بالقيم، وخاصَّة في ظلِّ ما نَلحَظه من تشوُّهات السُّلوك الإنساني المعاصر، وغَلَبة العقوق والأنانيَّة والفردية والمادية، واضمحلال القيم الرُّوحية والأخلاقيَّة.
لذا وجب أن تنشغل المدارس بالاهتمام بالقضيَّة القيمية والأخلاقية كمربِّين ومعلمين ومعلمات كلٌّ في مجال اختصاصه، وبشراكة وتَواصُل وتَعاوُن حيث يستدعي الأمر ذلك ؛ لأنَّها مهمة صعبة تتحدَّى كلَّ تَربويٍّ وأب وأم، وبخاصة في ظلِّ ما تتعرَّض له الناشئةُ في عصر الانفتاح والعولمة.
أعجبتني حملة مدرسة خولة بنت الأزور الابتدائية بالتعاون مع مركز آل حنزاب للقرآن الكريم وعلومه سعياً منهما في دعم أسس التواصل المجتمعي والترابط الأسري عبر تأصيل وترسيخ القيم الإيجابية في المجتمع المدرسي، وكان انطلاق برنامجهما «رضاكم جنة» لحث الأبناء على بر الآباء والأمهات أكثر من رائع. انطلقت فعالية الحملة القيمية بحضور لافت ومشاركة من الهيئتين الإدارية والتدريسية بالمدرسة والطالبات وأولياء أمورهن خلال الطابور الصباحي وفترة الفسحة واستمر 5 أيام.
وقد تضمنت فعاليات يوم الافتتاح من خلال الطابور الصباحي كلمة للسيدة عائشة المعضادي مديرة المدرسة التي استهلت كلمتها بالقول «إننا كمجتمع وأفراد تربويين مسؤولون عن تطبيق القيم بشكل عملي على أرض الواقع، وهذا ما تضمنته رؤية وزارة التعليم والتعليم العالي، واستناداً على تلك القيم تُبنى شخصية الطالبات في مدرسة خولة كأفراد صالحين معتزين بدينهم وقيمهم وأوطانهم».
وكما هو الحال في خولة فإن جميع الأقسام مشكورة قامت بتفعيل القيم ضمن الإطار الخاص بمنهج التربية القيمية.
وأعربت السيدة عائشة المعضادي عن شكرها لأعضاء قسم التربية الإسلامية ومنسقة المادة السيدة / لولوة الحميدي صاحبة الفكرة والقائمة على تفاصيل برنامج «رضاكم جنة»، التي سعت مع فريقها في عمل دؤوب لتنفيذ البرنامج.
وأكدت السيدة المعضادي أن بر الوالدين قبل أن يكون قيمة تُرسخ فإنه يكاد يكون فرضاً عظيماً لارتباطه برضا الله عز وجل.
وبناء على عِظم هذه القيمة كان برنامج رضاكم جنة الذي يعتبر بذرة تزرعها وترويها خولة بنت الأزور بالعمل والإخلاص؛ آملة أن تؤتي أكلها بالعمل وتحقيق أهدافها.
ثم تلتها كلمة للسيدة المجتهدة لولوة الحميدي، مشرفة الحملة التي قالت (سعياً من المدرسة لحث الأبناء على البر بوالديهم ومد جسور التواصل فيما بينهم أطلقنا حملتنا التي تستمر 5 أيام بهدف تعزيز القيم الإيجابية والترابط الأسري والتلاحم المجتمعي وفقاً لتعاليم ديننا الحنيف، تلا ذلك توزيع مطويات للطالبات والهيئة التدريسية والإدارية، واستعراض إنشادي للطالبات لنشيد «جنة الدنيا يا أمي»، وطرح مسابقة إلكترونية للطالبات ).
وفي فترة الفسحة تم تفعيل قيمة بر الوالدين من خلال:
أناشيد تحث على بر الوالدين، والمسابقة الإلكترونية ON LINE بعنوان (فوز البارين) في معمل الحاسب، نشاط قراءة قصة بعنوان (وبراً بوالديه) في الساحة المدرسية، نشاط الاستماع لقصة عن البر بعنوان (وصية الرحمن) في ركن القيم في الساحة المدرسية.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من خلال الطابور الصباحي:
فيديو معد مسبقاً لنخبة من الموظفات الفاضلات من المعلمات والإداريات والعاملات في المدرسة بعنوان (كلمة في حب الوالدين).
وتفعيل قيمة بر الوالدين في الفرصة من خلال:
أولاً: (ملتقى رضاكم جنة) لأولياء الأمور وجميع موظفات المدرسة تخللته محاضرة لنخبة من الدعاة منهم:
(د. يوسف أحمد، ود. أحمد فرجاب، والأستاذ عايش القحطاني) بقاعة مسرح المدرسة.
ثانياً: مسابقات لطالبات الصفوف العليا، ومسابقة (أجمل عبارة عن بر الوالدين) بالتعاون مع قسم اللغة العربية، ومسابقة (أجمل رسمة تعبيرية عن بر الوالدين) بالتعاون مع قسم الفنون البصرية.
أما فعاليات اليوم الثالث: فتضمنت عرضاً إنشادياً لطالبات الصف الأول، وعرض مقابلة إذاعية عن برنامج «رضاكم جنة في برنامج «كيف أصبحت؟»، و«كلمات من نور» لنخبة من المعلمات عن بر الوالدين.
يا سادة.. إذا أردنا التَّحضُّر والتقدمَ والازدهار، فلا مَناصَ من الاهتمام بالتربية الخُلُقية التي مرجعيَّتها ميراثنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإعطائها نصيبًا كبيرًا من الوقت والوسائل والبرامج والمضامين، والاهتمام التشارُكي من كلِّ الأطراف القريبة والبعيدة من العمليَّة التربوية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/03/2018
1894