+ A
A -
بمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان المبارك اتخذت وزارة الاقتصاد والتجارة خطوة إيجابية وفاعلة بالتصدي لموجة الغلاء التي تجتاح الأسواق في مثل هذا الوقت من كل عام، وكبح جماح جشع بعض التجار ولا نقول كل التجار لأن بينهم من يتقي الله وينشد الربح الحلال، وذلك من خلال إعلان الوزارة عن مبادرتها بطرح ثلاثين ألفا من الخراف المدعومة بدءا من مطلع يونيو وحتى نهاية شهر رمضان وذلك لخلق التوازن بين العرض والطلب في سوق الأغنام.
وحتى تقطع الوزارة الطريق على محاولات البعض الالتفاف على مبادرتها وتفسيرها حسب مصالحهم الشخصية فقد حددت سعر الخروف من وزن 40 كيلو فأكثر بقيمة 950 ريالا أما وزن 35 كيلو إلى 39 فبقيمة 850 ريالا، وبهذا التحديد الدقيق يكون كل من البائع والمشتري عرف ما له وما عليه.
هذه المبادرة من قبل الوزارة تستحق الإشادة بحكومتنا الرشيدة التي تضع مصلحة المواطن نصب عينيها.
ومن حسن الطالع أن الوزارة قد توجت هذه المبادرة بمبادرة أخرى جرى الإعلان عنها أمس السبت قضت بتسعير 400 سلعة، وبهذا تكون حكومتنا قد خطت خطوات عملية لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وعدم إرهاق ميزانياتهم الرمضانية، فلها كل الشكر والتقدير.
ومثلما اتخذت الحكومة هذه الخطوات فإننا نتوجه أيضا مطالبين بنفس الخطوات إلى غرفة التجارة ونناشد أعضاءها بأن يطلق التجار مبادرة لخفض أسعار المزيد من السلع في إطار التكافل الاجتماعي في الشهر الكريم للتخفيف عن كاهل المواطنين ولخلق مناخ من الثقة بين التاجر والعميل، مما يعود بالنفع على الطرفين، وليس غريبا على تجار قطر أن يطلقوا مثل هذه المبادرة فهم أهل خير وأياديهم ممدودة بالعطاء حتى خارج الوطن.
وكما نتوجه للحكومة والتجار منادين بخفض الأسعار نتوجه كذلك للمستهلكين منادين بالاعتدال وعدم الإسراف، فالله تعالى قال في كتابه العزيز «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» سورة الأعراف، آية 31.
إذ إن من السلبيات الظاهرة في المجتمع الإسراف في كثير من الأمور، في مقدمتها الطعام والشراب، وتتفاقم هذه المشكلة في شهر رمضان عن غير قصد دون بقية أشهر السنة، إذ يعتبرها كثير من الناس نوعا من الكرم والبذل والعطاء إلى آخر هذه الخصال الحميدة المطلوبة في شهر رمضان الكريم، لكن في حقيقة الأمر هناك خيط رفيع بين الكرم والإسراف، فيجب التفريق وعدم الخلط بينهما.
نسأل الله تعالى أن يعيد شهر رمضان وكل الأشهر على بلدنا الحبيب بالخير واليمن والبركات وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا ويستجيب دعاءنا.. ومبارك عليكم الشهر مقدما.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
29/05/2016
2130