+ A
A -
أصبحت داعش التي صنعت باحتراف عالي المستوى مبررا للطائفيين والنصيريين والمليشيات وإيران وأميركا وكل أعداء العروبة والإسلام لتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا ودول أخرى حكامها صامتون في طريقها للدمار والخراب، غير أن ما يجري في الفلوجة مدينة المساجد التي تضم مع أقضيتها أكثر من 550 مسجدا ترتفع مآذنها في عنان السماء لتدل على خصوصية المدينة وتاريخها أمر دبر بليل ليس من اليوم وإنما منذ هزيمة الأميركان على يد أهل المدينة في إبريل من العام 2004 وقسم جورج بوش أن يحول المدينة إلى رماد، فالفلوجة ربما تكون المدينة الوحيدة في العراق التي لم تنم منذ الاحتلال الأميركي في العام 2003 وهي أكثر المدن التي تعرضت للتخريب والدمار وتعرض أهلها لأكبر الجرائم الوحشية من الطيران والقوات الأميركية، والآن على يد الحشد الشعبي والمليشيات الطائفية التي أعلنت أن حرب الفلوجة حرب مقدسة، والحرب المقدسة ليست على داعش كما يدعي هؤلاء الطائفيون الحاقدون وإنما هي على الخمسمائة مسجد والألف مئذنة التي كانت ترى من على بعد عشرات الكيلو مترات والتي دمر كثير منها أو معظمها بفعل القصف الأميركي والحرب الطائفية المقدسة، لم يقل أحد أوقفوا هذا العبث وهذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في الفلوجة وإنما إذا تحدث أحد تحدث بكلام أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان، وما يؤلم في المشهد أن صوت الحق لم يعد له أثر فكل من يدافع عن الفلوجة وأهلها أصبح يوصف بأنه داعشي وهذه تهمة أعد لها بإتقان شديد حتى أصبح هناك من أئمة مساجد الفلوجة من ينافس الطائفيين في كلامهم خوفا من اتهامه وهو يدافع عن أهله وبلده بأنه يدافع عن داعش، أي داعش أيها الأفاقون؟ إنه الخوف الذي صنع ليبرر تلك الجرائم؟ وهل كان هناك داعش في العام 2004 حينما قصفت الفلوجة بالقنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة؟ وهل كان هناك داعش بعد ذلك وأهل الفلوجة لم يذوقوا النوم أو الراحة منذ مارس في العام 2003؟ إنها الأكاذيب تصنع ثم تصدق ثم تبرر الجرائم بعدها ليجد المجرم القاتل غطاء يتدثر به ويغطي به على جرائمه، إن كل من يقف صامتا تجاه ما يجري في الفلوجة هو شريك بصمته في كل ما يجري من جرائم وربما يكون جزءا من تلك الحرب المقدسة التي يقودها رامبو إيران الجنرال قاسم سليماني مع الميلشيات الطائفية التي جاءت من أصقاع الأرض لتهدم مساجد الفلوجة وتدمر مآذنها وتقضي على أهلها الذين أذاقوا الأميركان والطائفيين الويلات بصمودهم ودفاعهم عن المدينة، مازلت أذكر في معركة إبريل من العام 2004 حينما ضاقت المقابر بالشهداء فحول أهل الفلوجة ملاعب الكرة وكل الساحات وحتى بعض البيوت إلى مقابر للشهداء، الآن أصبحت الفلوجة كلها مقبرة شاهدة على عصر الخزي والخذلان الذي تعيشه الأمة.

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
29/05/2016
75003