+ A
A -
شهر مارس «آذار» هو شهر الربيع، أو النيروز، كما يسميه الفرس، وفيه تغنى الشعراء، ابتهاجاً بعودة الحياة إلى إشراقها وتفاعل الإنسان بها بعد بياتٍ شتويٍّ..
وفي هذا الشهر، وفي الحادي والعشرين منه، يحتفلون بعيد الأم «ست الحبايب» التي تمثّل قيمةً كبيرةً في حياة الأفراد، والمجتمعات كافةً. ويوم أمس الخميس، الثامن منه صادف الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وأشعر أننا في شرقنا العربيّ معنيّون أكثر من غيرنا بهذا الاحتفال الأُمميّ، وبخاصّةٍ، في هذه الحقبة من تاريخنا، وفي أعقاب التغيّرات الأخيرة التي طفت على سطح الحياة العامة، وبروز قوىً فكريةٍ وصعودها إلى بؤرة الأحداث، بأفكارها التي يكثر حولها الخلاف، ويقلّ، وفي أحيانٍ كثيرةٍ ينعدم الاتّفاق، وذلك، من خلال الطُّروحات التي نقرؤها لإعلام تلك القوى، والفتاوى التي يطلقها دعاتهم.
في تصوّري أن النظرة إلى المرأة في شرقنا العربي قد تطوّرت خلال السنوات المائة الأخيرات، حيث انخرطت المرأة في سوق العمل والحياة العامة، ودخلت معترك الحياة العملية والمهنية، في وظائف التعليم والطب والمحاماة، والتخصص في العلوم النّظريّة والتّطبيقيّة، والفنون بشتّى ضروبها، وألوانها، والمشاركة في الحياة السياسية: مديرةً، ووزيرةً، ونائبةً برلمانيةً.
وغنيٌّ عن البيان القول إن هذا الحراك المتطور في مسيرة المرأة قد شمل أنحاء الوطن العربي كافةً: من مسقط إلى نواكشوط.
إذن ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة، فإننا لا نغفل هذه المكاسب، ونتجاوز كلَّ عوائق التّخلُّف التي تعيد عجلة التطور الطبيعي المواكب لحركة التاريخ إلى الوراء، ونتجاوز -كذلك- تلك الفتاوى التي تركز على العقد النفسية، والكبت الجنسي الرّهيب في تفكير الغُلاة المتشدّدين.
في اليوم العالمي للمرأة، أحيّي سيداتنا الفلسطينيات اللواتي حملن السلاح، وحمّلنه لأبنائهنّ، ليذودوا عن الأرض والعرض. وأحيي مناضلاتنا العربيات بدءاً من جميلة بوحريد، ووصولاً إلى حنان عشراوي، ونساءنا العاملات في حقول العلوم، والتربية والفنون والسياسة، والأدب، بدءاً من سهير القلماوي وأمينة السعيد وصوفي عبد الله، ومفيدة عبد الرحمن، وحكمت أبوزيد، وسميرة موسى، وسناء جميل، ووصولاً إلى أصغر صحفية، وإعلامية في الوطن العربي الكبير، وأحيي ذكرى شاعراتنا المبدعات نازك الملائكة، وفدوى طوقان، وصولاً إلى تُقى المرسي وفاطمة المرسي.
المرأة كانت، وما زالت، وستبقى النصف الحي المشعّ بالحب والعطاء والرحمة في مجتمعاتنا العربية، فلها كل الحب والإعزاز في يومها العالمي.
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
09/03/2018
6787