+ A
A -
عندماكنا نقول ان الحرب على داعش في سوريا والعراق والمستمرة حتى الآن، وإن كان بوتيرة أقل، لا تعني انه قد هُزم تماما، كان البعض يرفض هذه المقولة ويعتبر ترديدها خدمة للتنظيم الارهابي.
غير ان تقارير موثوقة جدا تقر بهذه الحقيقة بين الحين والآخر، خاصة ما أعلنه «ناثان سيلز» منسق الدبلوماسية الاميركية لمكافحة الارهاب للصحفيين خلال مؤتمر دولي بواشنطن قبل ايام، وجاء فيه قوله ان «داعش يتطور ويتكيف مع الهزائم ويتأقلم مع انتصاراتنا».
الخطير في أقوال سيلز تحذيره من تحول هذا التنظيم المتطرف الى اللامركزية، مما يجعله حسب وصفه، أخطر وأكثر انتشارا. وفيما يؤكد هذا الخبير الامني ان المعركة مع «تنظيم الدولة» لم تنته إطلاقا، فقد اضاف الى ذلك قوله إنها مجرد مرحلة جديدة، «فنحن ننتقل من جهد عسكري بالدرجة الأولى إلى جهود مدنية وقمعية متزايدة».
المؤتمر المذكور عقد الثلاثاء والأربعاء في واشنطن ونظمته وزارة الخارجية الاميركية والانتربول و«المعهد الدولي للسيادة والقانون»، ودبلوماسيون من مختلف أنحاء العالم لتعزيز التنسيق في جهود محاربة تنظيم داعش.
وإذ أعلن «سيلز» اعتماد بلاده على عدة ادوات لمحاربة داعش تقوم على العقوبات المالية وقوائم الأسماء وبيانات الحدود، فقد كشف ان الادارة الاميركية أدرجت على قوائمها السوداء سبعة فروع لداعش في غرب افريقيا والفلبين وبنغلاديش والصومال ومصر وتونس وقياديين إرهابيين هما «أبومصعب البرناوي» في نيجيريا و«مهد معلم» القيادي الداعشي في الصومال.
يجدر التذكير بأن المؤتمرات التي تعقد والتفاصيل التي تعلن بشأن استمرار مطاردة الارهابيين، تؤكد صدقية المحللين الذين يعتقدون بأن جهود محاربة الارهاب لا تنجح دائما بل تمنى بالفشل في كثير من الاحيان.
وفيما يلفت «سيلز» نظر المجتمع الدولي إلى أن سقوط دولة الخلافة المزعومة في العراق وسوريا لا يعني ان داعش لم تعد لديه سلطة، بل إن الأمر على العكس من ذلك». كما يركز المنسق الاميركي على سجل اسماء الركاب لاحتوائه على بنك معلومات حول بيانات المسافرين جوا وهي أداة لمكافحة التطرف أثبتت اهميتها في تصنيف وفهم الارهاب وأسبابه.
نعرف من خلال تصريحات «ناثان سيلز» ان الأفعى لم تمت وأن رأسها ما زال يعمل وسط تقارير تشير إلى مساع للتوفيق بين داعش والقاعدة وتوحيد جهودهما في كافة بقاع الأرض، وهو ما يشكل تحديا جديدا وجديا للعاملين في مجال الحرب المتواصلة على الإرهاب في العالم، بما في ذلك تفكيك الفروع والمجموعات واحتواء الفكر الارهابي وقادته، وهو ما يدل عليه قوله إن «هؤلاء الإرهابيين نشروا حملة تنظيم داعش الدموية في جهات الأرض الاربع، وأن العقوبات ترمي الى التأكيد بأن تنظيم الدولةهو شبكة دولية تصبح لا مركزية بصورة متزايدة». لم يتحدث المنسق الاميركي عن نسب مئوية حول مدى انتشار داعش او القاعدة، لكنه ركز على ضرورة مراقبة الحدود لمنع تسلل الارهابيين، مشددا على ان مسؤولية محاكمة المتطرف الاجنبي تقع على عاتق الدولة التي يحمل جنسيتها، مما يعني كما قال ان الدول يجب ألا تنتظر من دول اخرى ان تحل لها المشاكل التي تخصها، ولذلك تقع عليها مسؤولية محاكمة المتطرف الحاصل لجواز سفرها. كما حث كافة العواصم على اعتماد أسلوب واشنطن في فرض العقوبات المالية وإعداد لوائح المسافرين وضبط الحدود للتضييق على الإرهاب.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
04/03/2018
2629