+ A
A -
كان العراق مفصلا أساسيا في ظهور تنظيم «داعش»، ففي العراق كان النصر الأول للتنظيم حين سقطت الموصل بيده على حين غرة، فيما الناس كانوا بين مكذبين ومصدقين للأنباء في حين ذهب آخرون إلى القول بأن ما يجري في العراق كان بداية «ربيع عراقي» وبأن هؤلاء ليسوا تنظيما أو ميليشيا مسلحة بقدر ما هم «جيش العراق» الذي حله الحاكم العسكري الأميركي «بريمر» بعد سقوط بغداد وانتهاء حقبة «ًصدام حسين».
من تفاءلوا بذلك الربيع «المنتظر» هم الذين اكتووا بنيران المذهبية والطائفية التي فتت ودمرت وقزمت العراق وأدخلته في الظلمات، فأصبح هناك أكثر من لون وطعم ورائحة للعراقيين، لكن السؤال كانط.. هل الحل بعودة حزب البعث إلى السلطة مثلا؟!
لا شك أن البوصلة العراقية تاهت واصبحت تسير هائمة على غير هدى وفي أكثر من اتجاه، وتلاطمت أمواج العراقيين بعضها ببعض، ووصل الأمر إلى حد القتل على الهوية، ولربما أحيانا على الإسم، وبات شبح تقسيم العراق واقعا وقريبا من الحقيقة بعد أن حطت التجاذبات من طيفها السياسي، على الأرض، وأصبح العراق، واكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى الوطنيين والأحرار من رجالاته، وليس إلى تجار، ليعيدوا توجيه البوصلة العراقية إلى الوجهة العربية والى بعده الاستراتيجي الحقيقي بعيدا عن المذهبيات والطائفية والمصالح.
حلول العراق لا تكمن في النظر إلى الخلف أبدا، وليست هي بتفاصيل الواقع الحاضر، وإذا ما تمكن العراقيون من دحر «داعش» بعد إندلاع «معركة الفلوجة»، فإن هذا سيفتح الأفق للتفكير في إنعكاس هذا النصر على المنطقة، وخصوصا على الجارة سوريا التي دمرتها الحرب، وما إذا سيشهد المستقبل القريب سقطات «داعشية» تعيد توجيه بوصلة المنطقة كلها.
copy short url   نسخ
28/05/2016
2262